غاروي (الصومال) – قنا :
اختتمت مبادرة “أنقذ الحلم”، بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية،سلسلة الأنشطة الميدانية في مدينة غاروي بولاية بونتلاند الصومالية استكمالا لتنفيذ برنامج بناء القدرات ضمن مشروع “إنقاذ أحلام الأطفال في الصومال من خلال الرياضة”، والوصول إلى أكثر من عشرة آلاف من الشباب وعائلاتهم في المدينة.
ويأتي المشروع كجزء من مبادرة “الرياضة من أجل التنمية والسلام” التي يقودها صندوق قطر للتنمية بالاشتراك مع /قطر الخيرية/، التي تسعى إلى تسليط الضوء على الرياضة كأداة فعالة لبناء المجتمعات، وتمكين وإلهام الأطفال والشباب في البلدان الأقل نموا للمساهمة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي تعترف بالرياضة كعامل تمكين مهم للتنمية المستدامة.
ويهدف المشروع، الذي تم تطويره بدعم مؤسسي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى تعزيز السلام والمصالحة في الصومال، من خلال تمكين الشباب ومنح الفرص للفئات الضعيفة، كما يهدف المشروع الذي انطلق في نوفمبر 2022 لتمهيد الطريق لإطلاق برامج ومبادرات جديدة وطويلة الأجل، تهدف إلى تمكين وإلهام القادة الشباب من خلال الرياضة، فضلا عن الترويج للرياضة كأداة للتغيير الاجتماعي الإيجابي في مجتمعاتهم.
وقد شهدت المراحل الأولى للمشروع إطلاق برنامج “تدريب المدربين” الذي استهدف تدريب الخبراء المحليين عبر تنظيم ورش عمل، وبطولة كرة القدم بين المدارس، وعيادات رياضية داخل معسكرات النازحين داخليا، والمدارس، والمرافق الرياضية.
كما تم تنظيم برنامج بناء القدرات المتقدم للرياضة من أجل التنمية والسلام بمشاركة 50 ممثلا من أصحاب المصلحة، بما في ذلك المعلمون المحليون ومعلمو التربية البدنية والجهات الفاعلة في مجال تنمية المجتمع، وممثلون عن البلديات والمؤسسات والاتحادات الرياضية والتعليمية والجامعات والمنظمات غير الحكومية والقادة الشباب.
وقدم شركاء مبادرة “الرياضة من أجل التنمية والسلام” خلال البرنامج المواد والموارد والأدوات الرياضية للجهات المحلية، لدعمها في تنظيم الأنشطة الرياضية والبرامج التعليمية المستقبلية.
كما اشتمل المشروع على تنظيم أول بطولة كرة قدم بين المدارس في غاروي، أطلق عليها السكان المحليون اسم بطولة “كأس أنقذ الحلم”، وذلك بالتنسيق الكامل مع البلدية، والمدارس، والمجتمع المحلي للمدينة، واستضافت البطولة مدرسة جامبول الثانوية في غاروي، بمشاركة ثماني مدارس من مختلف أنحاء المدينة، حيث تنافس 120 طالبا من أربع مدارس ثانوية وأربع مدارس ابتدائية، بما في ذلك مدرستان للأطفال من مخيمات النازحين داخليا، مع اعتماد نظام دورة روبن للمنافسات.
وفازت مدرسة غامبول في مباراتها ضد مدرسة الواحة في نهائيات المرحلة الثانوية، بينما فازت مدرسة شابيل للنازحين داخليا على مدرسة جيلاب 2 للنازحين داخليا، لتحرز بذلك لقب النسخة الأولى من بطولة “كأس أنقذ الحلم”.
ومنذ إطلاقه، استفاد المشروع من الخبرات التي قدمها الشركاء المنفذون، وهم: قطر الخيرية، وصندوق قطر للتنمية، ومبادرة “أنقذ الحلم”، بالإضافة إلى العديد من المنظمات الرائدة الأخرى مثل اليونسكو، وأكاديمية أسباير، وجامعة قطر، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بالأطفال والنزاع المسلح، ومنظمة الرياضة والتنمية.
وقال السيد نواف الحمادي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والبرامج الدولية بـ /قطر الخيرية/: “نسعد بالنتائج التي حققتها هذه المرحلة من مشروع /إنقاذ أحلام الأطفال في الصومال من خلال الرياضة/، التي تعتبر فرصة لتعزيز بناء القدرات من خلال كرة القدم، ونؤكد استمرار شراكتنا ودعمنا مع شركاء مبادرة الرياضة من أجل التنمية والسلام، للوصول إلى المجتمعات المحلية، والاستفادة من القيم الإيجابية للرياضة، حيث إن الرياضة تتمتع بقدرة فريدة على الجمع بين الناس، مع توفير مساحات آمنة للتفاعل بين اللاجئين والأطفال والشباب المشردين داخليا”.
بدوره، قال السيد سلطان العسيري، نائب المدير العام للمشاريع في صندوق قطر للتنمية: “تلعب الرياضة دورا أساسيا في حياة الأطفال والشباب، فهي تعزز السلام والشعور بالانتماء للمجتمع، ويدعم صندوق قطر للتنمية هذه المبادرات لأنها تتماشى مع مهمتنا المتمثلة في استخدام الرياضة وسيلة للتنمية والسلام”.
وقال البروفيسور هوبرت جيجزن مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لشرق إفريقيا: “إن اليونسكو تتشارك مع مبادرة أنقذ الحلم للرياضة من أجل التنمية والسلام في نهجها النموذجي الشامل الذي يركز على المجتمع وبناء القدرات من أجل تمكين الشباب بوصفهم محركي التغيير الإيجابي في مدينة غاروي وخارجها عبر توظيف قوة الرياضة، وهو ما يتوافق مع مبادرة اليونسكو Fit For Life”.
من جهته، قال السيد ماسيميليانو مونتناري الرئيس التنفيذي للمركز الدولي للأمن الرياضي ولمبادرة “أنقذ الحلم”: “إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى استفادة أصحاب المصلحة المحليين من الأدوات التي قدمناها لهم لمساعدتهم على اكتساب قدرات تمكنهم من أخذ زمام المبادرة برؤية صلبة للمستقبل الذي يتطلعون لتحقيقه، كما نفخر بإطلاق النسخة الأولى من البطولة المشتركة بين المدارس في مدينة غاروي، وهي مبادرة صممت لتستمر على مدى سنوات مقبلة. ونحن نسعى الآن إلى مواصلة عملنا هنا وتوسيع نطاق مشروع غاروي كنموذج ناجح لبناء القدرات، وتمكين الشباب في كامل أرجاء ولاية بونتلاند بالصومال بشكل خاص وفي البلدان المجاورة عموما”.
من جانبها قالت هني ثلجية أول قائدة للمنتخب الفلسطيني للسيدات وسفيرة مبادرة “أنقذ الحلم”: “كفلسطينية نشأت في سياق الصراع والعنف، ومثل أغلب الأطفال والشباب هنا في الصومال، واجهت العديد من التحديات، لكن إذا كان لديك حلم وعملت بجد فإنه يمكنك تحقيق أحلامك”.
كما أشاد عبد القادر محمود محمد، رئيس بلدية مدينة غاروي، بالنتائج التي حققها البرنامج، مشددا على أهمية المبادرة ونتائجها المهمة على مستوى تعزيز الرياضة كوسيلة لبناء السلام، وتجاوز الحواجز الثقافية والسياسية والاجتماعية، والمساهمة بشكل فعال في دمج الشباب الذين يعيشون في الصومال، وحمايتهم من الانقسامات.