كلمات من القلب.. وما أدراك ما هي نار حامية
هل صادفك هذا النوع من البشر؟ وكيف تعاملت معه؟

في جلسة استشارة، بكت بحرارة وهي تتنفس بعمق،
أطلقت عليها اسم النار الموقدة، تُفكر والدموع تسيل على وجه شاحب، ويد ترتعش، وصوت حزين،
قالت: رحلت أمي، ورحل عضدي، وبقيت وحدي، عندي إخوة وأخوات، لكن لم أجد أسوأ من أخت لي، ظننت أنها العين التي أرى بها والقلب الرحيم والظهر الذي أستند إليه، كنت أظنها أقرب البشر لي، لكن الأيام كشفت أنها شخص آخر، بحرقة وحزن، أختي، لكن قتلتني، هي التي يُقال عنها «في الوش مراية وفي الظهر سحلاية»، هي التي تراها في كل مولد وكل حكاية، هي المُصور والمُخرج والكاتب والمُمثل لكل قصة ورواية، هي الشرطي السارق لأنها مُتلونة، لا تدخل إلى مطعم إلا وتحدثت عن قصص الموجودين، ماذا يفعلون؟ كيف يتحدثون؟ وهكذا، تبحث عن أفكار شيطانية لتحرج، لتراقب، لتخرب، تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، تساعدك لأنها تريد أن تعرف عنك كل شيء، وسبحان الله لا تعرف أن كل ما تُقدمه بهدف الفضول والتدخل، لكنه بغطاء الحب والاهتمام المسموم، أسألك بالله عليك سؤالًا هل صادفك هذا النوع من البشر؟ وكيف تعاملت معه؟
إذا غضبت تحوّلت، وإذا ادعت اللطف، يا لطيف، هنا فعلًا تتحول، لا تفرح لفرح أحد، لأنها في الأعراس تندب حظها، مُطلقة لم تعش مع زوجها إلا أيامًا، طلاقها كان سببًا في ظهور صورتها الحقيقية التي يجهلها كل من يعرفها، ظنت أن الناس كانت تغير من زوجها، وأن كل البشر يحسدونها على هذا الزوج، حتى الزواج كان اختيارها، دون أي اعتبارات اخترعت قصة وصدقتها حتى يقتنع الجميع أنها لا حول لها ولا قوة، لأنها لا تؤمن بالعلاقات.
العجيب من أين جاء هذا الرجل لا نعلم، لكن هرب بعدها وتركها لتنشر سموم الغضب على من حولها.
المُشكلة، قد يدخل في حياتنا أشخاص كنا نظن أنهم البلسم والحب والأمان، لكن مع ارتفاع نسبة الأنانية وحب الذات ينتقل الشخص إلى عدو لك، يغير منك، ماذا تأكل وتشرب وكيف تعيش، وكيف تفكر، هناك من حاولت أن تعطل زواجات حتى لا يسعد أحد، هناك من يصطاد أخطاء ليُشوهّ صورتك، هناك أشخاص كانوا أقرب الناس لنا في عيوننا فقط، لكنهم أبعد مما نتصور.
الكلام قد يطول ويكثر، وليست الفكرة التركيز على هذا النوع من البشر، الفكرة أنك قد تصادف.
لا شك أن هناك خيرين على هذه الأرض، والدنيا لا تقف عند شخص واحد يُعاني من اضطراب نفسي أو مشكلة.
الحياة ليست عسلًا صافيًا أو علقمًا، فيها هذا وذاك،
ولكل منهما فائدة لا نعلمها إلا إذا احتجنا لها أو جاءت بالصدفة، القصد «نار الله الموقدة» يشبهها الكثير، لكن هل نتعامل معها بنفس الأسلوب؟، أقول لك وفر طاقتك وابتعد حتى تخمد النار، وركز على نفسك وحياتك، لا نغير الآخر، لكن نستطيع أن نتغير نحن.
بطاقة إرشادية:
«نار الله الموقدة»، والعياذ بالله، ارحل عنه بفكرك، وتجاهله بذكاء.
ارحل عن كل من يُسبب لك أذى نفسيًا بوضع حدود له بكل حب واحترام.
دكتوراه في الإرشاد النفسي