كتاب الراية

كلمات من القلب.. أزمة ثقة

واجه أزماتك وثق بإمكاناتك ولا تعشْ في صراع مع الأزمات وعدم الثقة

حينما تصلُ علاقتُك بمن تحترمه وتثق به إلى أزمةِ ثقةٍ تأكَّد أنَّك على مشارف التخلُّص من هذه العلاقة سواء كانت أزمة ثقة منزلية، عملية، دراسية شخصية، سمِّها ما تشتهي وتحب، فهي أزمة تؤدِّي إلى إعادة بناء جديدة، تسألني كيف؟، أقولُ لك ببساطة: أزمة الثقة المُنتهية هي محاولات وفرص، ولكنَّها ضاعت في مهبّ الريح لتهاون واستهتار الطرفَين أو أحدهما، والأصعب إن كنت أحدهما؛ لأنَّك ستجد نفسك المطعون المصدوم فيها.

أزمةُ الثّقة تعني أنَّك لا تثقُ به، ولا تجدُ مبررًا لبقائِه في حياتك؛ لأنَّه سيخونُ، سيكذبُ، سيطعنك؛ لأنه تعوَّدَ على الغشّ في هذه العلاقة.

أزمةُ الثقة في علاقة عاطفيَّة تعني شكًا، وخيانة طرف ثالث أو رابع، وألف أزمة ثقة بسبب التهاون، والغشّ والاستهتار، والسرقة.

أزمة ثقة في شخصٍ تعني صدمةً وإحباطًا.

أزمات الثقة قد تكون مُؤشرًا لإعادة الحسابات لتعديل المسار، ولكن هذا مع مَن له رغبةٌ حقيقيَّةٌ في حلّ هذه الأزمة.

هل سألتْ نفسَك، هل أنا في أزمة ثقة، ما نوعُها، ما أثرُها عليَّ، كيف أتخلّصُ منها، أنت وحدَك من يعرف الردّ، والإجابة عن هذا، أنت وحدك من يستطيع أن يعرف كيف يتخطَّى هذه المشكلة، حينما نعيشُ في جوٍ تسودُه أزماتُ ثقة نشعر بالإحباط والقلق والخوف من بناء أو هدم علاقاتنا، فهناك من ينسحبُ، وهناك من يقاطع، وهناك من يواجه، وهناك من يتعب، وآخر لم يعد لديه طاقةُ المحاولةِ من جديدٍ، فيظل مترددًا متفرجًا صامتًا.

دائمًا في حياتِك واجه أزماتك، وثق بإمكاناتك، ولا تعشْ في صراع مع الأزمات، وعدم الثقة، قد تشعر أنَّها تحدٍّ صعبٌ، كيف ومتى وأين، ولا أقدر فهي أزمة أنهكتني، طبيعيّ لأنَّها ثقةٌ لم تعد مكانها، وهذا يحدث حتى مع نفسك، فكثيرًا ما نقولُ لم يعد عندي ثقة بنفسي؛ بمعنى آخر أعيشُ حالةَ أزمة ثقة مع نفسي، وكثيرًا ما نشعرُ بعجزٍ وخوفٍ، وترددٍ، لأنَّنا في أزمةِ ثقةٍ مشابهةٍ لتلك التي مع الآخرين، ولكن قد تكون أصعب؛ لأنَّك لم تعد ترى نفسك كما كنتَ، إنها صورة مشوّهة مختلفة، فلستَ أنت.

إنها أزمة ثقة لننضج عاطفيًا، أزمة ثقة لننضج عمليًا، اجتماعيًا، أُسريًّا شخصيًا، لقد كانت ضرورة لتغيير وتعديل وتطوير ذواتنا لاكتشاف من نحن ومَن الآخر.

أزمة ثقة، ولكنها جزءٌ من رحلة حياة نتعلم منها الكثير.

بطاقة إرشاديَّة:

لا تجعل أزمةَ ثقة تنهي علاقةً كانت تعني لك الكثير، لأنَّ الأزمة قد تنهيها بلا سابقِ إنذار.

 

دكتوراه في الإرشاد النفسي

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X