كتاب الراية

كلمات من القلب.. رمضان شهر الكرم

ضيف أتى سريعًا ورحل أسرع.. إنه شهر البركات

كم أنت خفيف وحبيب وعزيز، ضيف أتى سريعًا ورحل أسرع، إنه شهر البركات، نعم رحلت أيها الضيف العزيز سريعًا عنا.

رمضان شهر العبادات، هذا ما يقوله البعض، شهر التفكير، فماذا سنأكل، وماذا سنلبس، وما هي الزيارات التي يجب أن نعدّ أنفسنا لها، طبعًا هناك مشاعر دينية نشعر بها، لكن هناك اهتمامات مُتعلقة بالحياة اليومية والالتزامات الاجتماعية العملية.

أتمنى أن نتعلم، ونُعلّم الأجيال طريقة التعامل مع هذا الشهر، بطريقة تُطوّر الجانب الروحي لدينا، وتُعزز العادات السلوكية الصحيحة لنا، وتُعدّل سلوك بناء الإنسان من الداخل.

أشعر أن الخلل في كيفية التعامل مع هذا الشهر الكريم، هذا الشهر ممكن أن يكون مُعلمًا لزرع قيم لبناء شخصية مُتكاملة من كل الجوانب، لكن أجد أننا نتعامل معه على أنه شهر عبادات وترفيه بمُسابقات وبرامج ومُسلسلات، لا أقول يجب أن نعزل أنفسنا، لكن التوازن مُهم في طريقة التعامل، مع هذا الشهر الكريم، شهر الكرم، كرم التعامل، كرم الأخلاق، كرم التحلي بالصبر، كرم العبادات والعادات الطيبة، لكن جميل أن يتم توعية الجيل الجديد بهذا الشهر كرابط ديني أسري، كمجال لتطوير الذات وفهم من أنت وما حاجاتك.

التعرف على من أنت من جديد، تكتشف علاقتك مع الله، علاقتك الربانية مع ذاتك، علاقتك مع أقرب الناس لك، علاقتك مع الآخرين، فرصة لإعادة حساباتك، فرصة لتطوير روحانياتك، فرصة لفهم ماذا تريد من حياتك، شهر التخطيط، شهر الصفاء، شهر المحبة، شهر جمع المحصول، إن تم أخذ شهر رمضان الكريم كمنهج بمفرده في المدارس لا شك أنه سيتغير مفهوم الطالب عن الشهر الكريم، ستعرف أن الشهر ليس عبادات فقط بل هو عادات أيضًا، رمضان منهج حياة لا بد من الاستفادة منه، للأسف هناك من يرسم، وينشر رسومًا تعبّر عن تعب الطالب في المدرسة نتيجة الصيام، أو الموظف الخامل النائم في العمل، أو روتين وملل وكسل، وخمول أفراد الأسرة، الأكل والشرب أولوية، لماذا نصوّر الشهر الكريم على أنه شهر صعب والدنيا تتوقف فيه، ما عدا الأكل والشرب وما يُذاع على وسائل الإعلام، والأنشطة الترفيهية في كل مكان.

أعتقد أننا بحاجة لوجود خُطة واضحة وشاملة تُساعدنا على أن نشعرَ أن هذا الشهر شهر مُميز بغطاء مُختلف يُكوّن شخصية الفرد من الداخل، ولا يُركز على سطحية الأمور والشكليات، شهر الكرم أعمق من طبق جديد، أعمق من مُسابقة، أعمق من ساعات ترفيه، إنه يُخاطبك من داخلك لتعرف من أنت من جديد، إنه يأخذك إلى تعاملك مع الله عز وجل، إلى التعامل البشري

لتغربل وتقرر، لتعرف وتواجه نفسك، تُقوّمها لتسير في هذه الحياة في سلام وسعادة.

شهر الصحة النفسية، فهو يُهوّن عليك خوفك وقلقك، ويُخاطب قلبك ومشاعرك ونفسك، ويُحدّث فكرك وعاطفتك، هو المُحرّك لهما، تعامل معه كمُلهم، ومُعلم مُساعد يأتيك في السنة مرة ليُراجع معك، ليُعطيك دروسًا، ليُساعدك على أن تتعاملَ مع الظروف بصورة ربانية جميلة، نسأل الله أن يُعيدَه علينا ويتقبل طاعاتنا.

دكتوراه في الإرشاد النفسي

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X