دول عربية وغربية تبدأ إجلاء رعاياها من السودان
الخرطوم – وكالات:
تتوالى عملياتُ إجلاء رعايا دول عربية وغربية من السودان، إذ أعلنت دولٌ مثل الولايات المُتحدة وفرنسا وروسيا وهولندا وتركيا والعراق ومصر والأردن ولبنان إجلاء أو نيتها إجلاء رعاياها من البلاد، بسبب تواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم التاسع على التوالي رغم سريان الهدنة.
وقالَ الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله في وقت سابق إنه سيجري إجلاء البعثات الأجنبية خلال الساعات القادمة، مُشيرًا إلى أن الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستُجلي دبلوماسييها ورعاياها بطائرات نقل عسكرية تتبع لقواتها المُسلحة من الخرطوم. كما أعلنت قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية بشكل جزئي لتمكين الدول التي تُريد إجلاء رعاياها من نقلهم بسلام، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي تماشيًا مع الهدنة الإنسانية التي أعلنتها لمدة 72 ساعة، والتي بدأت صباح الجمعة، سعيًا لتسهيل حركة المواطنين والمُقيمين. بدأت فرنسا وبريطانيا ودول أخرى أمس إجلاء رعاياها من السودان، بعد تأكيد الولايات المُتحدة إخلاء سفارتها في الخرطوم، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع. وتسببت المعارك المُستمرة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بمقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى في البلاد، أو في اتجاه تشاد ومصر. وأعلنت وزارةُ الخارجية الفرنسية بدء «عملية إجلاء سريع» لفرنسيين وبعثتها الدبلوماسية تشمل مواطنين أوروبيين وآخرين من «دول شريكة وحليفة»، من دون تفاصيل إضافية. قالَ مُتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن أول طائرة عسكرية ألمانية هبطت في الخرطوم قبل الرابعة عصرًا بقليل (1400 بتوقيت جرينتش) أمس، مُضيفًا: إن إجلاء الرعايا الألمان ومواطني دول أخرى سيستغرق بعض الوقت. وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عبر تويتر أن قواته العسكرية أنهت «عملية إجلاء سريعة ومُعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة». كذلك، أعلنت وزارةُ الخارجية التركية أنه «تقرّر في 23 أبريل ضمان إعادة مواطنينا الموجودين في مناطق النزاع برًا عبر المرور بدولة أخرى». وفي حين لم تُقدم الوزارة تفاصيل إضافية، أشارت إلى أن الإجلاء سيشمل «رعايا دول أخرى طلبوا المُساعدة». وتعمل روما أيضًا لإجلاء رعاياها. وبعثت وحدةُ الأزمات في الخارجية الإيطالية برسالة إلى مواطنيها في الخرطوم نشرتها وكالة الأنباء (آجي)، تؤكد فيها أنها تعمل بهدف «فرصة سانحة لمُغادرة الخرطوم». وأتت هذه العمليات بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن القوات الأمريكية «نفّذت عملية» لإخراج موظفين حكوميين أمريكيين من السودان. وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية أن «أكثر من مئة» شخص بينهم دبلوماسيون أجانب أخرجوا في عملية بواسطة المروحيات.
لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأمريكيين الآخرين الذين يعدّون بالمئات في السودان، ولا عملية إجلاء مُقرّرة لذلك «في الوقت الحاضر». وشارك أكثر من مئة من عناصر القوات الخاصة الأمريكية في عملية الإجلاء التي ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز «إيتش-47 شينوك» CH-47 Chinook توجهت من جيبوتي إلى إثيوبيا فالخرطوم حيث ظلت لأقل من ساعة في المطار. وكانت الرياض أكدت السبت الماضي إجراء أول عملية إجلاء مُعلنة لمدنيين من السودان، إذ أخرجت أكثر من 150 شخصًا من السعوديين ورعايا 12 دولة أخرى بحرًا إلى جدة، على متن سفن تابعة للبحرية السعودية. وبينما يُشكّل إجلاء الدبلوماسيين والرعايا موضوعًا ضاغطًا للدول الأجنبية، تُثير العمليات مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط نيران القتال بين البرهان ودقلو. ويرى الباحث حميد خلف الله أن «المُطالبة بممرات إنسانية آمنة لإجلاء مواطنين أجانب من دون المُطالبة في الوقت نفسه بوقف الحرب، أمر رهيب».
ويقول: «سيكون للاعبين الدوليين ثقل أقل بعد مُغادرة مواطنيهم البلاد»، مُضيفًا مُتوجهًا إلى هؤلاء: «افعلوا ما تشاؤون للخروج آمنين، لكن لا تتركوا السودانيين من دون حماية». فيما تعتزم اليونان نقل وحدات خاصة من جيشها
إلى مصر للقيام بعملية إجلاء في السودان المُحاصر، حسبما أعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس عبر التلفزيون الحكومي. وقال دندياس: إن مصر وافقت على العملية، مُضيفًا إنه سيتم تنسيقها بشكل وثيق مع الدول الأخرى والمُنظمات الدولية. وهناك حوالي 150 شخصًا يحملون الجنسية اليونانية في السودان أعربوا عن
رغبتهم في مُغادرة البلاد. ولم يعرف متى ستبدأ عملية الإجلاء. ومن المُقرر أن تعمل قوات خاصة من اليونان من قاعدة في جنوب مصر، حسبما ذكرت وسائل إعلام يونانية. كذلك أعلنت وزارةُ الدفاع اليابانية، أن ثلاث طائرات تابعة لقوات الدفاع الذاتي، وصلت إلى جيبوتي استعدادًا لإجلاء الرعايا اليابانيين من السودان.