المحليات
دعوْا لتعزيز دور الآباء والأمهات.. استشاريون نفسيون لـ الراية :

أطفالنا فريسة الأفكار المشبوهة على الإنترنت

مطلوب مراقبة المحتوى الإلكتروني لعدم تسلل المفاهيم المخالفة للدين والتقاليد

فوضى استعمال التكنولوجيا لها تأثير سلبي على سلوكيات وصحة الطفل

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
أكد عدد من الاستشاريين النفسيين والاجتماعيين أهمية دور الأسرة في حماية الطفل من المحتويات الإلكترونية الضارة، وذلك في ظل انتشار الأجهزة الإلكترونية بشكل كبير بين الأطفال نتيجة لعدة عوامل منها انشغال الآباء والأمهات ورغبة الطفل في مسايرة أو تقليد الآخرين في تملك جهاز إلكتروني مثل أقرانه الآخرين.
وقالوا لـ الراية إن هناك حاجة لدعم الأسرة من قِبل الدولة والمجتمع، لتمكينها من القيام بدورها في حماية أطفالها من المحتوى الإلكتروني الضار وغير المناسب، وذلك بهدف حماية المؤسسة الأسرية بالكامل، وضمان الرفاه النفسي لأفرادها، محذرين في الوقت نفسه من استقاء المعلومات عبر الفضاء الرقمي.
وشددوا على دور الأسرة في حماية حقوق الطفل في البيئة الرقمية، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي إحدى الوسائل الرئيسية لنشر المعلومات وتبادل الخبرات ونقل المعرفة، لافتين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سريع ومربك إلى حد كبير على أفراد المجتمع المعاصر، لاسيما على الصعيد التربوي.
وتابعوا: إن الإفراط في استعمال التكنولوجيا من جانب الأطفال له انعكاسات سلبية ليس على المستوى النفسي والاجتماعي فقط بل على المستويين البدني والصحي، فعلى المستوى الاجتماعي قد يجعل الطفل يميل للعزلة وعدم الانخراط في المجتمع من حوله كما أنه قد يصيبه بالتأخر الدراسي فضلًا عن المشاكل الصحية مثل أمراض العيون والسمنة وما يصاحبها من أمراض أخرى.

 

 

د. منى النعيمي:تأثيرات نفسية واجتماعية خطيرة

  قالت الدكتورة منى عمير النعيمي خبيرة التطوير المهني والاستشارية الاجتماعية: إن التكنولوجيا لها تأثيرات إيجابية كثيرة في عالمنا المعاصر من خلال مواكبة التطورات العالمية ومسايرة كل ما هو جديد ولكن في الوقت نفسه لها تأثيرات سلبية خاصة على سلوكيات الأطفال الذين يجب ألا يُترك لهم الأمر دون مراقبة لما يشاهدونه من محتوى على هذه الوسائل التكنولوجية.
وتابعت: إن الانخراط في استعمال التكنولوجيا بشكل مفرط من جانب الأطفال له انعكاسات سلبية خطيرة ليس على المستوى النفسي والاجتماعي فقط بل على المستوى البدني والصحي، فعلى المستوى الاجتماعي قد يجعل الطفل يميل للعزلة وعدم الانخراط في المجتمع من حوله كما أنه قد يصيبه بالتأخر الدراسي ويجعل الطفل غير قادر على إطلاق العنان لذهنه للتفكير واتخاذ القرارات حيث إنه يجد كل شيء سهلًا متاحًا من خلال هذه التكنولوجيا. وأضافت: إن بعض الآباء والأمهات لا يبذلون أي جهد في سبيل تخليص أبنائهم من هذه العادة ولكن يكتفون بأن الطفل صامت ولا يحدث أي ضوضاء أو مشاكل بل يظل منكبًا على آلته الإلكترونية.

 

د. شريفة العمادي:حماية النشء في البيئة الرقمية مسؤولية الأسرة

أكدت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، الاستشارية النفسية والمدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، على حاجة الأسر إلى دعم من الدولة والمجتمع، لتمكينها من القيام بدورها في حماية أطفالها من المحتوى الإلكتروني الضار وغير المناسب، وذلك بهدف حماية المؤسسة الأسرية بالكامل، وضمان الرفاه النفسي لأفرادها.
ودعت إلى ضرورة الحذر من استقاء الآباء والأمهات للمعلومات والمحتوى الخاص بنماذج التربية السليمة عبر الفضاء الرقمي، مشددة على دور الأسرة في حماية حقوق الطفل في البيئة الرقمية، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي إحدى الوسائل الرئيسية لنشر المعلومات وتبادل الخبرات ونقل المعرفة.
ولفتت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سريع ومُربك إلى حد كبير على أفراد المجتمع المعاصر، لاسيما على الصعيد التربوي فهناك مزايا عديدة تقدمها المنصات الاجتماعية الرقمية من نشر للمعرفة وإتاحة الخدمات وغيرهما، ولكن الكثير من النماذج التي تعرضها تلك المنصات لا تمت للواقع بصلة. وتابعت: إن الكثير من مستخدمي تلك الوسائط من الآباء والأمهات يعتقدون أن اتباعهم لتلك النماذج هو السبيل لتحقيق نجاح أطفالهم، ومن ثم يتسابقون لتحقيق أقصى استفادة من إمكاناتهم، الأمر الذي قد تشكل تبعاته خطورة على صحة الأبناء النفسية. وأضافت: إن هناك العديد من النماذج التربوية التي تُقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تكون من خلال أشخاص غير مرخصين أكاديميًا أو عمليًا سعيًا وراء الشهرة والكسب المادي، وبالتالي قد يعرضون نماذج أقرب إلى المثالية واتباعها دون وعي قد يؤدي إلى تصورات خاطئة لدى الوالدين وبناء توقعات غير واقعية قد تولد بدورها الكثير من المشاكل الأسرية بسبب الفجوة بين توقعات الوالدين وما يمكن لأطفالهم تحقيقه بشكل عملي. وأكدت أن احتمال وجود تأثير لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الرفاه الجسدي والنفسي للأطفال، كبير، وبالتالي، من الأهمية بمكان مراعاة الآثار المحتملة للتكنولوجيا الرقمية على التطور المعرفي والعاطفي للأطفال أثناء نموهم، موضحة أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم الآباء والأمهات يميلون إلى التفاخر بإنجازاتهم وإنجازات أبنائهم، ومع سهولة مُشاركة المعلومات مع الغير عبر الحسابات الرقمية، أصبحت هناك حالة تنافسية لاستعراض تلك الإنجازات، دون الالتفات للجوانب الأكثر أهمية، ألا وهي الروابط الأسرية والصحة النفسية للأطفال.
وأشارت إلى أنه إذا أمعنّا النظر في المحتوى الذي يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بين الأفراد ومن خلال مؤثري السوشيال ميديا، سنرى أن تلك المبالغة في عرض نماذج التربية الناجحة هو في واقع الأمر غير صحّي من أجل تربية طفل سليم نفسيًا.

 

د. أمينة الهيل:بناء طفل سليم معافى نفسيًا وبدنيً

قالت الدكتورة أمينة الهيل الاستشارية النفسية إن هناك دورًا رقابيًا هامًا يقع على الآباء والأمهات فيما يتعلق بالمحتوى الإلكتروني الذي يشاهده الأطفال على أجهزة الجوال والألواح الإلكترونية (الآيباد والتابلت) حتى التليفزيون وذلك من أجل بناء طفل سليم معافى نفسيًا وبدنيًا حيث إن الكثير من الأمهات بشكل خاص أصبحن يتركن أبناءهن بصحبة الأجهزة الإلكترونية لعدم قدرتهن نفسيًا أوبدنيًا على التواصل مع الأبناء والاستماع لهم.
ولفتت إلى أنه من هذا المنطلق أصبح الطفل متوحدًا مع جهازه الإلكتروني، ولكن المحتوى الذي يشاهده الطفل ربما يكون ضارًا على الصحة العقلية والسلوكية له نتيجة عدم مراقبته من قبل الآباء والأمهات وكذلك نتيجة الإفراط في استعمال هذه الأجهزة دون وقت محدد.
وتابعت د. الهيل: إنه يجب أن يحرص الآباء والأمهات على وضع برنامج يومي للطفل يتضمن ممارسة النشاط البدني سواء داخل المنزل أو خارجه وتحديد وقت زمني محدد لاستعمال الأجهزة الإلكترونية وأن يكون هناك رقابة على الألعاب التي يمارسها الطفل على هذه الأجهزة أو الأفلام التي يشاهدها وهل تناسب عمره أو لا وهل تتضمن أمورًا تخالف العقيدة أو تقاليد المجتمع أم لا حتى لا ينشأ الطفل على أفكار ومعتقدات يظن أنها عادية في حين أنها تخالف المجتمع والدين.

 

 

 

 

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X