السودان: 430 قتيلًا وسط تسارع وتيرة الإجلاء
الخرطوم – وكالات:
سابقت أوروبا والصين واليابان الزمن لإجلاء رعاياها من الخرطوم أمس، واستفاد آلاف آخرون من هدوء نسبي في القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على مدى اليومين الماضيين للفرار من البلاد. وأسفر انزلاق السودان فجأة إلى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل عن مقتل 430 شخصًا على الأقل وأوقف عمل المستشفيات وعطل خدمات أخرى وحوّل مناطق سكنية إلى ساحات حرب. ومع استمرار أزيز الرصاص ودوي الانفجارات في الخرطوم ومدن أخرى، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج الرعايا الأجانب بضمان الطرفين المتصارعين، أي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد «تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها». وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان. وقال مكتب الرئاسة في سول إن طائرة عسكرية كورية جنوبية أجلت 28 من رعايا البلاد إلى جانب عدد لم تحدده من اليابانيين من السودان. وفر آلاف الأشخاص، ومن بينهم سودانيون ومواطنون من بلدان مجاورة، في الأيام القليلة الماضية إلى دول مثل مصر وتشاد وجنوب السودان. وقال فريد أيور رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان إن «الحصول على الغذاء والكهرباء والمياه ما زال يمثل تحديًا مما يدفع الناس إلى المغادرة». وقالت وزيرة الخارجية الفنلندية بيكا هافيستو «ليس من المناسب أن يغادر كل الأجانب البلاد في هذه الظروف»، مضيفة أنه بفك الارتباط دبلوماسيًا مع السودان يجازف الغرب بالسماح لروسيا باكتساب المزيد من النفوذ هناك. وقامت دول عديدة، ومن بينها كندا وفرنسا وبولندا وسويسرا والولايات المتحدة، إما بتعليق العمليات في سفاراتها بالسودان أو إغلاقها حتى إشعار آخر. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا أجلت حتى الآن أكثر من 400 شخص من السودان، بينهم 150 من فرنسا سعت بلدان من بينها دول خليجية وروسيا إلى إجلاء مواطنيها .
واستُهدف دبلوماسيون في هجمات وقُتل خمسة على الأقل من العاملين في مجال الإغاثة. وأظهرت صور تكدس أسر وأطفال على متن طائرات عسكرية إسبانية وفرنسية. وكانت هناك مجموعة من الراهبات ضمن من جرى إجلاؤهم على متن طائرة إيطالية. وقال الجيش إن بعض الرحلات أقلعت من قاعدة وادي سيدنا الجوية شمالي الخرطوم. وخارج العاصمة، أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن أنباء أفادت بأن الناس يفرون من الاشتباكات في عدة مناطق بما في ذلك ولاية غرب دارفور وولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان وولاية شمال كردفان جنوب غربي الخرطوم. وذكر المصدر الدبلوماسي أن هناك إجلاء أيضًا لموظفي المنظمات الدولية من دارفور، وهو إقليم غربي يشهد تصاعدًا في القتال، إذ يتجه البعض إلى تشاد والبعض الآخر إلى جنوب السودان. وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إن ما يصل إلى 20 ألف شخص فروا إلى تشاد. وذكر مسؤولون في مقاطعة الرنك بجنوب السودان أنهم استقبلوا نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء الأزمة.
.. واشنطن: قلقون لوجود «فاغنر» في السودان
أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس، عن قلقه لوجود مجموعة فاغنر الروسية في السودان، حيث تتواصل المعارك منذ عشرة أيام بين الجيش وقوات الدعم السريع مخلفة مئات القتلى. وقال بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكيني «نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر، في السودان». وأضاف: إن مجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في الغزو الروسي لأوكرانيا، تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار. من جهته، أشار وزير الخارجية الكيني ألفريد موتوا بأصابع الاتهام إلى دول في الشرق الأوسط لم يذكر أسماءها، تدعم طرفي النزاع السوداني. وقال موتوا «نحن قلقون للغاية من بعض أصدقائنا في الشرق الأوسط وكذلك روسيا ودول أخرى كانت لوقت طويل مقربة من أحد الجانبين». وتابع الوزير الكيني «هذا الوقت بالذات ليس مناسبًا للانحياز إلى طرف في الحرب». واعتبر أن فاعلين أجانب «يحاولون استخدام السودان ساحة لأي سبب من الأسباب». وأضاف «نطالب القوى الخارجية بترك السودان وشأنه».