انتعاش الجولات السياحية بسيلين

الدوحة- حسين أبوندا:

شهدتْ مِنطقةُ سيلين خلال عيد الفطرِ المُبارك إقبالًا كبيرًا من العائلاتِ والشباب والعزَّاب الذين توافدوا منذ اليوم الأوَّل للاستمتاع بالمرافق السياحيَّة والشواطئ وسط الأجواء الساحرة التي تتميزُ بها المِنطقةُ، حيث مارسوا هواية التطعيس، والسباحة، وركوب الجمال حتى ساعات متأخّرة من الليل.

الراية رصدت الإقبالَ الكبيرَ على سيلين خلال العيد، حيث فضَّل الكثيرون زيارةَ هذا الصرح السياحي المُميز للاستمتاع بالطبيعة الخلَّابة والجلوس بين الكثبان الرملية والشواطئ، كما رصدت حرصَ إدارة المحميات الطبيعية التابعة لوزارة البيئة والتغير المناخي على تخصيص عمال نظافة يعملون على مدار الساعة لإزالة المُخلفات من شاطئ سيلين، وهو ما ساهمَ في عدم انتشار المُخلفات.

وأكَّد عددٌ من المديرين والعاملين في الشركات السياحية أنَّهم حرصوا بمناسبة عيد الفطر المُبارك على إطلاق عروض ترويجية على الجولات السياحية، تبدأ من 170 ريالًا للفرد، تتضمن الوقوف في ساحة الجمال للاستمتاع بركوب الجمال، وجولة فوق الكثبان الرملية بمركبات الدفع الرباعيّ، والاستمتاع بوجبة غداء أو عشاء في أحد المنتجعات السياحية، مع عروض أخرى على رحلات اليوم الكامل التي تتضمن مبيتًا في أحد المُنتجعات السياحية بأسعار تبدأ من 700 ريال، لافتين إلى أنَّ كل شركة سياحية قامت خلال العيد بإطلاق ما يتراوح من 25 إلى 50 مركبة سياحية في اليوم الواحد.

وأشاروا إلى أنَّ 70% من الزبائن الذين طلبوا جولات سياحية في منطقة سيلين خلال العيد هم من فئة المُقيمين من مُختلف الجنسيات، وخاصة الجنسيات الآسيوية، أمَّا الـ 30% الباقية فهم من السيَّاح الأجانب والخليجيين.

170 ريالًا للفرد

أكَّدَ مُحمَّد حسن- مدير إحدى الشركات السياحية- أنَّ نسبةَ الإقبال على جولات سيلين في عيد الفِطر المُبارك ارتفعت هذا العام بنسبة 100%، مقارنةً بالعام الماضي، لا سيما أنَّ الأجواء خلال الفترة الحالية لا تزال معتدلةً، ونتيجة أيضًا لتوجه معظم الشركات السياحية لإطلاق العروض الترويجية، والإعلان عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما ساهمَ في تعريفِ شريحةٍ كبيرةٍ من الزبائن بقوائم الأسعار، ونوعيَّة الخدمة التي يتمُ تقديمها، مشيرًا إلى أنَّ أسعار الجولات السياحية تبدأ من 170 ريالًا، تشمل تسلُّم الزبون من مدينة الدوحة، ومن ثمَّ التوقف في ساحة الجمال، وجولة فوق الكثبان الرمليَّة بمركبات الدفع الرباعي، وأخيرًا التوجّه إلى أحد المنتجعات السياحية الواقعة على شاطئ سيلين لتناول وجبة غداء أو عشاء.

ولفتَ إلى أنَّ الشركة السياحية التي يديرها قامت خلال العيد بإطلاق 3 جولات سياحيَّة في اليوم الواحد، وكل جولة تتضمن من 7 إلى 10 مركبات، مؤكدًا أنَّ معظم زبائنه في العيد من العائلات، وخاصة من أبناء الجاليتَين الهندية والباكستانيَّة.

توفير الخدمات

وأشارَ عبدالله غلوم -مرشد سياحي- إلى أنَّ 70% من زبائنهم في العيد هم من المقيمين، أما الـ 30% الباقية فهم سياح من جنسيات أجنبيَّة وخليجية، مؤكدًا أنَّ الوجهة السياحية التي يفضلها السياح القادمون من خارج البلاد، هي سيلين، حيث يستمتعون بجولة لركوب الجمال، وممارسة هواية التزلّج على الرمال.

واعتبر أنَّ الشركات السياحية تقوم بجهودٍ كبيرة لتوفير خدمات مُمتعة للسياح والمُقيمين في الأعياد، حيث تحرصُ على توفير مركبات دفع رباعي تحتوي على جهاز تكييف أمامي وخلفي، ومجهزة بجميع وسائل الأمن والسلامة من طفايات حريق وأحزمة أمان ومياه ونظام ملاحة، وغيرها من الوسائل التي تُساهمُ بشكل مباشر في الحفاظ على سلامة السياح. وأوضح أنَّ السائق المتخصص في اصطحاب السياح يكون صاحب خبرة كبيرة بالقيادة على التلال الرملية، ويُمنع من القيام بحركات استعراضية قد تشكل خطورة على المُرافقين حتى لو طلبوا منه ذلك، ووظيفته فقط القيادة فوق الطعوس بطريقة احترافية، فيها جزءٌ من المغامرة الآمنة.

وعن أسبابِ الإقبال الكبير من السياح على سيلين وخور العديد، أوضحَ أن روعة المكان تكمن في أن الزائر يعيش لحظات فريدة بعيدًا عن المدينة والحياة الصاخبة وذلك في الصحراء المفتوحة والهادئة، مؤكدًا أنَّ ردود أفعال زوَّار سيلين إيجابية، خاصة أنهم يستمتعون بمشاهدة التلال الرملية، ومغامرة ركوبها بسيارات الدفع الرباعيَّ، وأيضًا التقاط الصور التذكارية مع الصقور في ساحة الجمال، والاستمتاع أيضًا باحتساء المشروبات الساخنة داخل بيوت الشَّعر والمجالس التراثية.

رحلات آمنة

وقالَ عبدالرحمن محمد -سائق في شركة سياحية-: إنَّ نسبة الإقبال على الجولات السياحية في سيلين وخور العديد شهدت نسبة إقبال كبيرة من المقيمين، حيث اضطرت الشركة لوقف استقبال طلب الجولات السياحية خلال أوَّل أربعة أيام في إجازة العيد قبل أسبوع من حلول العيد بسبب الضغط الكبير على هذه الخدمة السياحية المميزة التي يتم عرضُها بأسعارٍ في متناول الجميع.

وأضافَ: أسعارُ الجولات السياحية مقارنة بجودة الخدمة، تعتبرُ مناسبة، ومعظم زبائنهم هم من فئة المقيمين الذين يفضلون زيارة سيلين من خلال الشركات السياحية، حتى وإن كانوا يملكون سيارات دفع رباعي، وذلك لمشاهدة المعالم السياحية في أجواء آمنة وبرفقة سائقين يملكون خبرةً طويلةً في القيادة على التلال الرمليةِ.

وأشارَ إلى أنَّه وبشكل عام استطاعت الشركات السياحية في قطر ومن خلال عمل الحملات الترويجيَّة خلال الفترة الماضية في استقطاب السياح المحليين من المقيمين، وخاصة الجنسيات الآسيوية والعربية والأوروبية ممن يطلبون أيضًا الخروج بجولات إلى المناطق الصحراوية، مؤكدًا أنهم حريصون على إطلاق رحلات بأسعار مناسبة وفي المتناول لاستقطاب جميع الفئات ومنحهم فرصة لاستكشاف صحراء قطر، وخاصة سيلين وخور العديد.

وشدَّد على أهميَّة أن تكون الشركات المتخصصة في نقل المجموعات السياحية إلى سيلين وخور العديد مرخصة، كما لابدَّ من حصول السائق على رخصة القيادة في الصحراء ورخصة مرشد سياحي.

حجوزات

أكَّدَ رحيم خان -سائق في شركة سياحيَّة- أنَّ حجوزات عيد الفطر المُبارك اكتملت قبل العيد بأسبوع، ومعظم من قاموا بالحجز هم من فئة العائلات التي تتضمنُ ما بين 4 إلى 6 أفراد، مُشيرًا إلى أنَّ سيلين وخور العديد من الأماكن المميزة والتي يستمتع الجميع بزيارتها، والسبب وراء حرص المقيمين من الجاليات الآسيوية على طلب الخدمات السياحية منهم يعود إلى أنهم يقدمون هذه الخدمة بأسعار مناسبة، كما أنهم سمعوا عن جمال منطقة سيلين، لكن لا يجدون الفرصة لزيارتها بسبب عدم امتلاكهم سيارات دفع رباعي أو أنهم يتخوفون من الخروج بمفردهم في حال كانوا يملكونها.

وأوضحَ أنَّ العيد في سيلين له نكهة خاصة، حيث تشهد نسبةَ إقبالٍ كبيرةً من الزوَّار سواء من شباب أو عزَّاب أو عائلات، حيث يصل الكل للاستمتاع بالأجواء الساحرة التي تتميز بها المنطقة وخاصة شواطئها التي تعتبر الأجمل في العالم لندرة وجود مثيل لها، حيث إنَّ مشهد معانقة الكثبان الرملية لمياه البحر لا يوجد مثله إلا في عددٍ قليلٍ من الدول، مؤكدًا أن جميع السياح والزوَّار الذين يخرجون معهم في الجولات السياحية يكونون في غاية الانبهار، ويحرصون على توثيق رحلاتهم بالتقاط الصور التذكارية والمقاطع المصورة.