الخرطوم – وكالات:

هزَّت الضرباتُ الجويةُ ونيرانُ الدبابات والمدفعية العاصمة السودانيَّة الخرطوم أمس، وتعرَّضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف، على الرغم من اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة. فيما أعلنت وزارةُ الدفاع التركية، تعرض إحدى طائراتها العسكرية لإطلاق نار أثناء عملية إجلاء في السودان.

  وقالت الوزارة في بيان: إنَّ طائرة من طراز «C-130» تعرضت لإطلاق نار من أسلحة خفيفة، أثناء الهبوط في مطار وادي سيدنا بالقرب من العاصمة الخرطوم. وأضافت: إن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام في المطار، دون تسجيل أي إصابات في طاقمها أو أضرار في جسمها. وأعلن خلوصي أكار وزير الدفاع التركي تخصيص 5 طائرات نقل عسكرية، لإجلاء المواطنين الأتراك من السودان. وقبل التصريحات التركية بقليل، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بإطلاق النار على الطائرة التركية وإتلاف خزانات الوقود بها، وأضاف: إنه يجري إصلاحها بعد أن تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام. ونفت قوات الدعم السريع مهاجمة الطائرة واتهمت الجيش «بنشر الأكاذيب». وقالت: إن ضربات الجيش الجوية تعرقل جهود الإجلاء التي تقوم بها البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وقُتل المئات وفرَّ عشرات الآلاف للنجاة بحياتهم من الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الذي اندلع في 15 أبريل. وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار التي وصفتها الولايات المتحدة بأنها مثيرة للقلق، هز إطلاق نار كثيف وتفجيرات أحياء سكنية في منطقة العاصمة حيث تركز القتال خلال الأسبوع الماضي. ويوجه الجيش السوداني ضربات جوية بطائرات مقاتلة أو مُسيرة لقوات الدعم السريع المنتشرة في أحياء بالعاصمة، حيث يعاني العديد من السكان من صعوبة الحصول على الغذاء والوقود والمياه والكهرباء بسبب القتال في المدن. واتهمت قوات الدعم السريع في بيان الجيش بانتهاك اتفاق هدنة توسطت فيه الولايات المتحدة والسعودية من خلال شن ضربات جوية على قواعدها في أم درمان، المدينة الشقيقة للخرطوم الواقعة على الضفة الأخرى من النيل، وجبل الأولياء.

وامتدَّ القتال إلى منطقة دارفور، حيث يعتمل صراع منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عقدين من الزمن، ويهدد بنشر حالة عدم الاستقرار عبر رقعة مضطربة في إفريقيا تمتد بين الساحل والبحر الأحمر. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية رافينا شامداساني: إن 96 شخصًا على الأقل قتلوا في دارفور منذ يوم الإثنين في أعمال عنف قبلية أشعلها الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت في إفادة صحفية في جنيف: «من المُقلق للغاية إطلاق سراح سجناء أو فرارهم من عدد من السجون، ويساورنا قلق بالغ من احتمال تصاعد العنف في ظل مناخ عام يسوده الإفلات من العقاب». وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أمس: إنَّ 387 مدنيًا على الأقل قتلوا وأصيب 1928 في القتال الدائر منذ 15 أبريل، والذي تسبب في أزمة إنسانية أيضًا. ولم تتمكن وكالات الإغاثة إلى حد كبير من توزيع المواد الغذائية على المحتاجين في ثالث أكبر دولة إفريقية والتي كان يعتمد ثلث سكانها، البالغ عددهم 46 مليون نسمة، بالفعل على المساعدات الإنسانية حتى قبل تفجُّر العنف.