كتاب الراية

الباب المفتوح …. السودان والأمن الإقليمي الاقتصادي

تباين سياسة دول الإقليم ترشح الاقتصاد الإقليمي لارتدادات سلبية

إن التعريف المبسط للأمن الإقليمي هو تعبير عن سياسة مجموعة من الدول تنتمي إلى إقليم واحد تسعى من خلال وضع تنظيم وتعاون عسكري ومختلط لدول ذلك الإقليم لمنع أية قوة أجنبية أو خارجية من التدخل في ذلك الإقليم، ويضاف إلى ذلك المساهمة في الاستقرار الداخلي لدول الإقليم كوحدة أمنية متكاملة، أما مفهوم الأمن الاقتصادي الإقليمي فقد يشتق أكاديميًا من عملية تتضمن نمو الارتباطات والعمليات المُشتقة من النشاط الاقتصادي، ولكن تتضمن أيضًا عملية الربط الاجتماعي والسياسي بين المكونات داخل الإقليم، وعليه فإننا يمكن أن ندمج المكونين معًا بين الأمن الإقليمي بمعناه العسكري الأمني الجغرافي وبين الترابط والمصالح الاقتصادية وامتداداتها الاجتماعية والمجتمعية، بمعنى تبادل التأثير، ليكون ذلك هو تعريف الأمن الإقليمي الاقتصادي، وبناءً على هذا التعريف المركب نجد أن تباين سياسات دول الإقليم مع النزاع المسلح في السودان وعدم توحيد الرؤية والاتجاه، بالتنسيق مع القوى الدولية الفاعلة، سيؤدي إلى آثار سلبية على كل المستويات إقليميًا، ولا سيما في القطاع الاقتصادي، في ظل مجموعة من المؤشرات والدراسات التي تم نشرها من قبل المؤسسات الدولية وعلى رأسها البنك الدولي، وتراجع حاد في المؤشرات الاقتصادية الدولية في العام الجاري والسنوات القادمة، دون الخوض بمكونات وأسباب ونتائج هذه المؤشرات السلبية، ولكن مكمن الطرح في هذا المبحث هو أهمية توحيد الجهود الإقليمية تحت هدف تحقيق المصلحة المشتركة، فيما يتعلق بالأمن الإقليمي الاقتصادي (الأمن المركب) الذي نُشر فيه بحث أكاديمي متكامل لموسوعة المؤسسة السياسية عام 2020، ونستشهد بالدراسة في محددات مركب الأمن الإقليمي حيث إن «البنیة الجوهرية لمركب الأمن الإقليمي ترتكز على أربعة متغیرات هي:

1- الحدود  : Boundaries التي تمیز مركب الأمن الإقليمي عما جاوره.

2- البنیة الفوضویة :Anarchy Structure التي تعني بأن مركب الأمن الإقليمي بجب أن یتكون من وحدتين مستقلتين فما فوق.

3- الاستقطاب  :Polarity الذي یغطي توزیع القوى بین الوحدات.

4- البناء الاجتماعي  :Social Construction الذي یحدد أنماط الصداقة والعداء بین الوحدات

كما يمكن أن نجد داخل مركب الأمن الإقليمي مركبات فرعية  Subcomplex حيث تتواجد ضمن مركب إقليمي كبير فمثلًا نجد داخل مركب الشرق الأوسط مركبات فرعية (الخليج – الشرق الأوسط، المغرب العربي، القرن الإفريقي)، (نهاية الاقتباس مع بعض التعديلات في السياق) وأحد أسباب الاستشهاد في الدراسة هنا ليس فقط لإيضاح مكونات مركب الأمن الإقليمي، وإنما لإسقاط هذه المركبات على الأمن القومي الداخلي للسودان أولًا، من حيث وجود أكثر من وحدة للصراع والاستقطاب الخارجي لهذه الوحدات ومكونها ودعمها الاجتماعي، وأثر كل ما سبق على توقعات مدة زمن الصراع المسلح بين الوحدات المُتحاربة، وبالاستنتاج الأوَّلي البسيط على المكونات السابقة، وعدم تفاعل الدول الإقليمية والكبرى المؤثرة مع هذه المكونات المذكورة ومع رعاياها داخل السودان، نستطيع أن نستنتج طول الفترة الزمنية لهذا الصراع، وما يترتب عليه خسائر على كل المستويات محليًا و إقليميًا، واختصارًا للطرح فإن الهدف من هذا المبحث هو إظهار أهمية تفاعل دول الإقليم والتأثير سريعًا مع هذه الأحداث طالما أنه ممكنٌ بصعوبة قبل أن يستحيل ذلك، لمنع الضرر الإقليمي المركب.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X