الصج.. ينقال.. الحياة العاطفيَّة السليمة ( 1 2 )
المرأة تعتبر الكلمة الحلوة شيئًا أساسيًا ومهمًا في حياتها
دائمًا ما يتعلقُ قلبُ المرأةِ بشفتَي الرجل، فهي تنتظرُ منه أن يقولَ لها الكلمة الحلوة التي تسعدُها وتنسيها متاعبَها، وهذه الكلمة قد تكون شيئًا عاديًا عند الرجل، ولكنَّ وقعها يختلفُ عن ذلك تمامًا عند المرأة، فإذا كان الرجل يرى أنَّها غير ذات تأثير، أو أنه ليس مهمًا أن يقولها أو لا يقولها، فإنَّ المرأة لا ترى مثل هذا الرأي، وتعتبر الكلمة الحلوة شيئًا أساسيًا ومهمًا في حياتها، فهي تفهم من ورائِها أشياءَ كثيرة، وتقف على حالة زوجها النفسية، وتدري حقيقة موقفه العاطفي منها.
إنَّ المرأة ترى أنَّ الرجل عندما يقول لها هذه الكلمة الحلوة فهذا يعني أنها ما زالت تعيشُ في بؤرة عواطفه، وإنها مَلء حياته، وإنَّها استطاعت أن تحقق له السعادة العاطفيَّة الكاملة، وإذا كانت المرأة قد أحسّت بهذا الشعور يومًا فإنها تحب أن يظل هذا الشعور متجددًا على الدوام، بمعنى أنَّها ما زالت على نفس الصورة التي كانت عليها يوم نبض قلبه بحرارة من أجلها، وفكّر في أن يرتبط بها بذلك الرباط الأبدي المقدسِ.
وعلى ذلك فإنَّها ترى صورة «الموقف العاطفي» لزوجها منها على أساس تصرفاته، فهو عندما يقول لها الكلمة الحلوة، فهذا يعني أنَّها كل شيء بالنسبة له، أما إذا أهمل ذلك، فإنَّ الحب في قلبه يكون قد ذبل وانطفأت شعلتُه المتوهجة ولم يتبقَ منه إلا ضوءُ خافت يقاوم في لحظاته الأخيرة، وإذا كان هذا هو مفهوم الكلمة الحلوة عند المرأة، فإنَّ الرجل يجب عليه أن يراجع موقفَه وأن يعيد النظر في تقديره لمدى أهميَّة هذه الكلمة، فهي ليست شيئًا يسيرًا أو صغيرًا كما يتصور، وإنما هي تعني الشيءَ الكثير والكبير بالنسبة للمرأة، ومن حقها عليه أن يقول لها هذه الكلمة ما دام الحب في قلبه، وما دام حريصًا على استمرار الحياة الزوجية بينهما، وعلى سعادة أيامهما وهناءة لياليهما.
والحقيقة أنه ما زالت هناك بعض الرواسب القديمة من بقايا حياة الآباء والأمهات تقف حائلًا دون الالتقاء الكامل والصادق بين الرجل والمرأة، ومن أهم هذه الرواسب، مشكلة التعبير عن العواطف بصراحة ووضوح، وهي مشكلة تظهر في حياة الجنسَين على حد سواء؛ لأنَّ أعماق الرجل الشرقي لم تتخلص تمامًا من تلك النظرة القديمة التي ترى في الرجل الجنس الأسمى، وهو بذلك يكبت التعبيرَ عن مشاعرِه في أعماقه خوفًا من أن تخرج من فمه كلمة حب صريحة فتزلّ به مكانته وتضعه في موقف الضعف، وهذا ما ينال من صورته في عيني زوجته!.
أما بالنسبة للمرأة، فإنها بعد أن عاشت طويلًا في قوقعة الحريم، وظلت محرومة من التعبير عن رأيها العاطفي، حتى لو كان بالقبول فإنها بعد أن خرجت إلى الحياة العامة ما زالت تعاني بقدر أو بآخر من هذا الماضي الثقيل، ولذلك نجدها في حياتها العاطفية بالذات، ما زالت أسيرة التردد والخوف.
والخوف لن يحل المشكلة، ولكن الحل هو في محاولة التغيير، ومن الخطأ أن تظن المرأة أن هذا التغيير يمكن أن يحدث بين يوم وليلة، ومن الخطأ أيضًا أن تتصور أنه يمكن أن يقع بعيدًا عنها، فهي مطالبة بأن تشارك في إزاحة الضغوط النفسية والعاطفية من فوق صدرها، حتى تعيش مثل الأخريات حياة عاطفية سليمة في بيتٍ سعيدٍ.