كتاب الراية

كلمات من القلب.. ومن شر حاسد إذا حسد

عزيزي الحسود.. انشغالك بالآخر سيؤثر على حياتك

نعلمُ أنَّ الحسدَ داءٌ عضالٌ، نسأل الله أن يكفينا شرَّ مرض خطير يقتلُ ويفتك بصاحبِه الحاسد، فيتمنَّى ما عندَك عندَه، وأنت كذلك مثله لو حاولتَ أن تفعل ما يفعل، فهو حسود يريد ما عندك، قد تقول: حالة نفسية.. تربية.. خبرات.. مشكلات طفولة، سمِّها ما تسمّيها، لكنَّه الحسد.

الحاسد قد يكون أقرب الناس لك، ينشغل بك، يُفكر في أكلك.. سفرك.. عملك.. حياتك.. شكلك.. وزد أنت من عندك ما تشاء.

يحملُ تليسكوبه أينما ذهبَ، هو مشغولٌ بك، المُشكلة أنه شخصٌ يتمنَّى النعم كلها عنده، فترة يُراقبُك، ولكنه يقول لك: انظر لي أنا أحسدُك بعيون غير مُريحة، وقلب مشغول، وفكر لا يقف عن التحليل.. على فكرة الحاسد يحب التحليل، والتفصيل والتدقيق، في كل شيء.

إنه أكثر شخص يمكن أن يعمل بإخلاص في مهن المُراقبة والتتبع، عبارات يا ستّار تدل عليه، والله الجميع عنده فلان أفضل منّي.. فهو عنده بعد ما كان خاوي الوفاض.

انظر إلى حياة فلان تراه مرتاحًا أو مثلًا كلهم أفضل، كلهم ناجحون، انظر له إنه سعيد جدًا، وحتى بأطفالك.. وبسعادتك وأكلك، هو مشغول بك.

عزيزي الحسود، انشغالك بالآخر سيؤثر على حياتك، سيجعلك مشغولًا به، وتنسى نفسك، تتزايد وتتزاحم الأفكار في عقلك؛ لأنك تطرح وتقسم وتجمع أمور انشغالك بالآخر.

الحسد هو تمنِّي زوال النعم، لتصل إليك رغم علمك أنك لن تأخذَ إلا ما كتبَه الله لك، تريد ما عند الغير وتتحسر على ما عندك، من أنت لتختار.. من أنت لتُناقش أقدار الله وتوزيعه للنعم؟.

الحسد شر قد يُصيب صاحبه أيضًا، احذر وتعوّذ من الله واستمتع بما عندك يوسعها الله عليك، لأن هناك من يتمنَّى، وفي الباطن حسد وغَيْرة، فيقول: يا ليتَ عندي هذا، وهذا، لأن ما عندهم ليس عندي، التحسر يوصلك لشعور بالحسد وتمنِّي زوال النعم.

أنت ليس لك إلا ما كتبه الله لك، فاستمتع به؛ لأنه نصيبك، واترك للآخر ما هو له.

بطاقة إرشادية:

– الحسد سُمٌّ قاتلٌ، نسأل الله أن يكفيَنا شر دناءة النفس، وشر تمنِّي ما عند الغير.

– استمتع بما تملك، ولا تُفكر فيما لا تملك؛ لأنك ستخسر ما تملك من نِعَمٍ.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X