المحليات
على فترتين صباحية ومسائية

جامعة قطر تحتفل بتخريج 1042 طالبة بكلية الآداب والعلوم

د. شيخة آل ثاني: المجتمع الطلابي بجامعة قطر يضم جميع أطياف المجتمع

خريجو جامعة قطر تبوؤوا أعلى المناصب وهم واجهة قطر في المحافل الدولية

منصات التعليم المتاحة مجانًا تحتم علينا إعادة التفكير في ممارساتنا التعليمية الحالية

د. هالة العيسى: جامعة قطر واكبت التطورات الحديثة للتعليم وسوق العمل

الدوحة الراية:

احتفتْ جامعةُ قطر بتخريجِ 1042 طالبةً من كليةِ الآدابِ والعلوم دفعة 2023، حيث تمَّ تكريمهنَّ على فترتَين، صباحية لخريجات برامج الإعلام والتاريخ وعلم النفس والخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع، ومسائية، تمَّ فيها تكريم خريجات الدراسات العليا – العلوم البيولوجية والعلوم البيئية والإحصاء والكيمياء وعلوم الرياضة والرياضيات واللغة العربية والأدب الإنجليزي واللسانيات والشؤون الدوليَّة والسياسات والتخطيط والتنمية.

شهدَ التكريمَ سعادةُ الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، وضيفا الشرف الدكتورة شيخة بنت جبر آل ثاني، والدكتورة هالة سلطان العيسى، رئيس جامعة كالجاري في قطر.

ففي الحفل الصباحي هنَّأت الدكتورة شيخة بنت جبر آل ثاني الخريجات، وقالت في كلمتها أمام الخريجات: «عندما دُعيت للتحدث إليكنَّ في هذا اليوم البهيج، لم أتردد، وكيف أتردد؟ أو أترك مشاغلي تحجبني عن العودة لجامعة قطر، ولكلية الآداب والعلوم على وجه الخصوص، فهذا بيتي، وهل يُدعى الشخص لبيته؟ أو للقاء أهله وإخوته وأبنائه؟.

وأضافت: ذكر لي مسؤول كبير في جامعة قطر، أنَّه إذا أردت أن تعرف المجتمع القطري بكل أطيافه المُختلفة فالتحق بجامعة قطر، حيث يظل محيط المدرسة ضيقًا، وحدود الحي محدودًا، ومكان العمل مقيدًا، لكن جامعة قطر هي تمثيل دقيق لسكان قطر بجميع فئاتهم، فكل فئات المجتمع ممثلةً فيه، وهذه ميزة فارقة بأن تتاح للشباب في مقتبل الحياة، الاختلاط والتفاعل مع كل هؤلاء، وهذا ما يميزُ جامعة قطر عن سواها من الجامعات الوطنيَّة في العالم بأسره.

واستذكرت أقوالَ أستاذ بإحدى الجامعات الأمريكية بأنَّ أسباب قبول الطلبة العرب في جامعات النخبة، والتغاضي عن بعض نسب القبول، هو خلق مجتمع طلابي متنوع، لأن مبدأ التنوع هو في حد ذاته إثراء للتجربة التعليميَّة، وقالت: جامعة قطر فضلًا عن ثراء مجتمعِها الطلابي، لديها أساتذةٌ أجلاء ذوو كفاءات متميزة وخبرات ثرية، تم استقطابُهم من كل أقطار العالم ليقدموا أفضل ما لديهم لطلابهم، مشيرةً إلى أن الدراسة ممتعة بكل جوانبها، وتحدي التجديد وتطور العلوم، ومنهجيَّة التفكير الجديدة، هو طبيعة تقدّم العلوم الإنسانيَّة والعلمية».

وتناولتِ التغيرَ الحادثَ في أسلوبِ تقديم المُحتوى العلمي، من كتاب ورقيّ، إلى كتاب إلكترونيّ تجدُ فيه المادة العلميَّة والفيديو الموضح للدروس مقدمة من أفضل المدرسين. وقالت: يبدو أن عصر الاستغناء عن الحضور الفعلي قد بدأ، ويشرف على أن يكون السائد بدلًا من الطارئ والعرف بدلًا من الاستثناء، فالطالبة لا تحتاج للحضور الفعلي لفهم المادة، والكتاب الإلكتروني بالفيديو لأفضل المدرسين في العالم يغنيها عن حضور الدروس، فضلًا عن منصات التعليم المتاحة مجانًا من أعرق الجامعات في العالم تحتم علينا إعادة التفكير في ممارستنا التعليمية الحالية.

وأضافت: لقد مكَّنتكنَّ الجامعة أن تصبحن متعلمات مستقلات، قادرات على التعلم الذاتي، تواقات للتطوير المستمر على كل المُستويات».

وأضافت الدكتورةُ شيخة: «إنَّ التغيير المتسارع الذي نشهده هو ما سوف تجدنه، وعلى الجميع أن يتقبله ويتفاعل معه ويتبناه ويُقدم عليه، يجب عليكن أن تكُنَّ طرفًا فاعلًا فيه، ولا تكُنَّ من الحرس القديم المدافع عما تعلمه بسبب الجهل أو الخشية من التجديد، أو أن يتم تصنيفكن في مربع اللواتي يعذرن لأنهن لا يعلمن».

وأكدت أن المبادئ ثابتة، كالإتقان، بذل الجهد، التفاني، الإخلاص، قبول الاختلاف في الرأي، وروح التنافسية والشعور القوي بالواجبات بما يفوق شعورنا بالحقوق، الاستفادة مما هو متاح، العمل على تعلم ما جهلته أو ما تعلمته ولم أتقنه أو أفهمه، لا مانع من العودة واستذكار ما فاتك، كما أن علوم الإدارة من التخطيط ووضع الأهداف وتبني الاستراتيجيات وقياس مؤشرات الأداء منهجية حياة يجب علينا جميعًا إتقانها.

وقالت: «يُقاس النجاح بالتأثير الإيجابي في محيطك والقيمة المضافة لمجتمعك والقدرة على التجويد والإضافة والإبداع، لا على حجم الثروة أو درجة النفوذ أو النسب».

وأضافت قائلة: التفت يُمنة ويُسرة لأجد نجومًا سطعت في قطر من وزراء لوزارات سيادية، بل لرئيس وزراء هم من خريجي جامعة قطر ويُمثلون واجهة دولة قطر في المحافل الدولية وأصبحوا صُنَّاع قرار. وإنني على يقين بأنه خلال العشر سنوات القادمة سنجد نجومًا ساطعة من خريجي كلية الآداب والعلوم من الدفعة السادسة والأربعين».

الحفل المسائي

وفي الحفل المسائي هنأت الدكتورة هالة سلطان العيسى رئيس جامعة كالجاري في قطر الخريجات وأعربت عن سعادتها بتخريج كوكبة متميزة من بناتنا من طالبات كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر العريقة التي كانت وما زالت المؤسسة الأكاديمية الرائدة في دولتنا الحبيبة، باعتبارها نجحت في خلق بيئة أكاديمية تعليمية مميزة نابعة من قيم ونظم أخلاقية نؤمن بها جميعًا، وعملَت على ترسيخ ثقافة الالتزام، والأداء المتميز لدى منتسبيها وطالباتها».

وأشادت الدكتورة هالة في كلمتها بالدور الذي تلعبه الجامعة ومنتسبوها في تطوير وتحقيق رؤى المجتمع، وقالت: لقد واكبت الجامعة التطورات الحديثة؛ كإدخال مختلف أنماط التكنولوجيا التي أصبحت تسهم، بصفة متنامية، في تفجير الطاقات الإبداعية وفي تعزيز ملَكة الإبداع لدى الطالبات. وهو ما يُكسب بالتأكيد، الطالبات، مهارات وسمات تتيح لهن دخول معترك الحياة المهنية بكل ثقة في النفس، وتكسبهن الجاهزية الضرورية للتأقلم واستيعاب المتغيرات المستمرة في عالم يتطور ويتغير بسرعة فائقة في ظل تطور تكنولوجي ومعرفي هائل ومستمر في عالمنا المعاصر».

ووجهت الدكتورة هالة العيسى رسالة إلى الخريجات، وقالت فيها: «يُسعدني أن أبارك لكنَّ في حفلكن هذا تميزكن الذي هو فخر لنا قبل أن يكون فخرًا لكن، ونبارك للأمهات والآباء؛ فهذا الحفل حفلهم الذي يحتفلون فيه بثمرة جهدهم ورعايتهم، وسهرهم وبذلهم من أجل أن يروكن في هذا اليوم وأنتن تتخرجن في الجامعة، لتبدأن مشواركن في بناء وطنكن، والاستفادة مما درستنَّه وتعلمتنَّه في حياتكن العملية».

وأضافت: «لقد نالني اليوم عظيم الشرف بأن أكون ضيفة الشرف في حفل تخرجكن، ولا زلت أفخر بكوني تخرجت مثلكن في جامعة قطر بعد أن كنت طالبة في كلية العلوم منذ أكثر من (40) عامًا، وصقلت هذه الكلية عقلي ومهاراتي، وأرسَت لدي قيمًا نبيلة لا زلت أسير على هديها، وغرست فيَّ إيمانًا بأن التعليم وتحقيق الآمال يسيران معًا جنبًا إلى جنب. كما أفخر بأنني، بعد التخرج، حظيت بشرف العمل في جامعة قطر في قسم الكيمياء بعد حصولي على الماجستير ثم على الدكتوراه. فضلًا عن كوني شرفت بالتدرج في الرتب الأكاديمية إلى أن حصلت على درجة أستاذ، وشرفت بتقلد مناصب قيادية في جامعة قطر وغيرها من الجامعات؛ فقد ترأست قسم الكيمياء (قسمي الذي تخرجت منه) على فترتَين متباعدتَين، وشغلت منصب العميد المساعد للبحث والدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم، وأنا اليوم أتقلَّد منصب رئيس جامعة كالجاري في قطر، وهو ما يشكل فخرًا لهذه الكلية ولجامعة قطر ويبين مدى جودة مخرجاتهما».

واختتمت كلمتها قائلة: «بناتي الخريجات، أنتن الآن تحملن أمانة شهادة التخرج من جامعة قطر، التي تؤهلكن لخوض غمار التحديات العملية والمهنية؛ من أجل مستقبل أفضل لكن ولوطنكن، فهنيئًا لكنّ حمل هذه الأمانة، وهنيئًا لقطر بكن. لكُنَّ مني كل المحبة والتقدير، وأطيب المنى بالتوفيق والسداد والنجاح. أنتن اليوم سفراء لكليتكن ولجامعتكن، فكن لأماناتكن حافظات؛ لنفخر بكُنَّ وتفخرنَ بنا».

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X