
بقلم/ مريم الشكيلية – سلطنة عُمان:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) صدق الله العظيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك) صدق رسول الله.
ما معنى الإتيكيت؟! وما علاقتة بالإسلام والمسلمين؟! الإتيكيت هي كلمة ليست عربية المصطلح، وإنما هي كلمة أجنبية وتعارف بها العالم بسبب التواصل بين العالم شعوبًا وجماعات، والمقصود به الآداب والتهذيب والخصال والسلوك السليم والمقبول،
في ظل الانفتاح السريع على العالم بأسره ليس فقط على مستوى الدول والحضارات والشعوب الآن في وقتنا الحاضر على مستوى الأفراد أيضًا.
وأصبحنا نتطلع إلى طبيعة الحياة الراقية التي يتغنى بها المُتحضّرون كما يقال في تلك البيئات المُختلفة، وكأننا أتينا من العدم من بيئة لا جذور لها ولا حتى حضارة. حتى إننا الآن نحكم على الشخص بمدى تأثره وتقمصه تلك البيئة المُتحضرة بأنه شخص مُتحضر وراقٍ طبعًا والحكم هذا من خلال المظهر أولًا من الأثواب الغالية الثمن المرصعة بأسماء الماركات العالمية التي وللأسف من خلالها يقاس الإنسان بها، أو أيضًا من خلال ما يملك من مال وماديات أو من خلال تنقلاته وأين يقضي إجازاته الصيفية، أو حتى فيما يرتاده من أماكن وغيرها من شؤون الحياة من خلال هذه المظاهر الخارجية والمادية، أصبحنا مع الأسف نصنف الناس بين مُتحضر وغير مُتحضر، بين مُنفتح وغير مُنفتح على العالم. لا أقصد في مقالي هذا أن أنتقد الغنى واللباس الثمين أو اختيار ما يرتاده الناس وعموم هذه الماديات وغيرها، لا.. أبدًا، فهذه شؤون خاصة وقناعات وليس عيبًا أو حرامًا إذا كنت أنا أو غيري نختار ولنا قناعه بأن ينغمس في هذه الحياة ويتمتع بما قسمه الله له من رزق، فالأمر أنها تبقى قناعات وسبل عيش، لكن انتقادي وامتعاضي، وأعتقد أن الجميع سوف يشاطرني الرأي، هو أن تكون هذه المظاهر هي الحكم النهائي للناس دون النظر إلى جوانب أخرى أو أن يكون المال والمادة هما العامل الوحيد فقط والتفاضل بين الناس. ضاربين عرض الحائط بكل ما جاء به ديننا الحنيف من تربية وآداب وسلوكيات تُعلّم المُسلم كيف يكون الرقي وكيف يكون الإتيكيت والتعامل بين الناس في أرقى وأبهى صورة، ولا يقتصر فقط هذا الأمر على جانب دون آخر، أو فئة دون غيرها ولا بيئة دون غيرها وإنما جاء شاملًا وعامًا. الإتيكيت الإسلامي عندنا جاء منذ زمن، وليس وليد العصر الحديث وهذا عرفناه من خلال النهج القرآني والسُنة النبوية الشريفة، ثم إن الإتيكيت الإسلامي لا يركز على جانب واحد فقط ويترك جوانب أخرى، مثلًا البعض منا -وليس الكل- يهتم بارتداء أثمن الملابس وينتقي أغلى الماركات ويرتاد أفخم الأماكن، لكنه سليط اللسان أو يتصرف دون تهذيب مع الغير، أو يهمل تعليم أبنائه كيفية التعامل مع الآخرين أو لا يُهذبهم التهذيب السليم عند الزيارات أو الذهاب إلى الأماكن العامة وغيرها من السلوكيات والتعاملات وكأنه فقط يهتم بالقشرة الخارجية منه -وهو مظهره- ويترك الجوهر في خبر كان.