
بقلم/ عبدالعزيز عبدالهادي الأحبابي:
لفلسطين خصوصية وهُوية تاريخية وحضارية عميقة لا توازيها أية مكانة، وهي جديرة بهذه المنزلة، لأنها أيقونة مُقدسة ورمز عريق يسعى إليه الجميع ويحبه للتقرب منه، وهي مهد التاريخ ومُلتقى الشعوب والأمم ومهبط الأديان السماوية، وتتمع بمزايا لا تُعد ولا تُحصى ويكفيها شرفًا أنَّ بين جنباتها بيت المقدس وقبة الصخرة المُباركة، والمسجد الأقصى، وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولهذا كانت على مر الأزمان والعصور في مرمى أطماع الدول والحضارات التي تطمح لاحتلالها والسيطرة عليها.
على الرغم من تقلبات الظروف والأحوال وتتابع المحن على الأمة الإسلامية بأكملها، فإن فلسطين ستظل بمشيئة الله تعالى بهُويتها العربية والإسلامية ومكانتها المعهودة بين شعوب العالم العربي والإسلامي، وهي بوصلة لكل حر وشريف، وهي قضية عقدية، وهي الأولى في ذهن كل مسلم، يسعى لها بدمه وبقلبه ويفرح بنصرها وتحررها من براثِن الاحتلال البغيض الصهيوني، على تلك الأراضي المقدسة، فهي لا ترضخ لأي عدو بل يظل رأسُها مرفوعًا شامخًا معتزة بكرامتها، تدافع عن شرف الأمة وتحيي في نفوس أبنائها معاني العزة والشهامة والبطولة والفداء، وكم سطّرت الكثير من بطولات، شهدت لها ميادين الخيل وخنادق السلاح، والتضحيات النبيلة والأرواح العزيزة.
نعم هي قضية عادلة وشريفة تبين حقيقة أهلها ومن يدافع عنها، لكنَّ محاميها فاشلون، للأسف، ويتاجرون بها لمصالحهم دون النظر للعواقب، ويتخلفون عن نصرة فلسطين وأهلها ودعمهم بكل ما أمكن، وفضح العدو الشرس في شتى المجالات ومن على منابر الأمم والشعوب، بالدين وبالوعي الفكري وبالعودة إلى قراءة التاريخ الصحيح والاستفادة من الدروس والعِبر، ونصحح المسار ونحيي في نفوسنا الأمل والثقة بالله والسعي الجاد إلى نصرة القضية بالوسائل المشروعة وبما يخدم تطلعات الأمة العربية والإسلامية.