
بقلم/ حنان الوحيشي:
رغم أن قطر تشغل العالم بما أنجزته إلا أن هذا في الظاهر لأنها في العمق تشغل العالم بما تبحث عنه، وهي مُفارقة تجعلني أتحدث عن هذه الدولة من منطلق فلسفي «هيجلي» تحديدًا، حيث إن هذا الفيلسوف يقيم الفلسفة في كل شبر من فرديتنا فيرتقي إلى درجة التفكير مع الصوت الذي بناه فينا، وهو صوت الفلسفة كما نجد في دولة قطر الفلسفة حاضرة مقامة داخل الشعب بالطبع وليس بالتنظير، بمعنى أن تكون الدولة هي الأخرى داخل الفرد القطري وذلك بمفهوم الذاتوية والكينونة، فليس من الممكن ربط تطور الذات وبحث الكيان بكيان الدولة إلا حين تكون الفلسفة ممكنة فينا كسلوك وكوسيلة للتفكير دون تعقيدات أكاديمية، بينما دول أخرى تختصر الفلسفة على التلقي الأكاديمي، في حين تخشى أيديولوجياتها أن تكون الفلسفة ممكنة كحاجة يومية.
إذَنْ قطر هي الدولة التي أبهرت العالم بقوة العزيمة والإصرار وروح التحدي لتحقيق الريادة.
والمُدهش أن هذه الصيرورة تتطلب كثيرًا من الشجاعة والانسجام في نفس الوقت حيث تتم داخل ثوابت لا يمكن أن تندثر، فإذا قال فرانسيس فوكو ياما: «إن الاعتراف الكلي بالأفراد هو بوصفهم كائنات مريدة وقادرة على إنتاج شكل اليقين الذي يخصها في هذه اللحظة من تاريخها».