
بقلم /عبدالكريم البليخ
هل يمكن أن تجتمعَ صفتا الحقد والكبرياء في شخص واحد، فضلًا عن كون هذا الشخص أكثر ما يهمه احتقار أصدقائه وإخماد شوكتهم؟. فمنهم من ينصّب نفسه أستاذًا جامعيًا يحاول بصورة أو أخرى تهميش دور أصدقائه في الحياة، على الرغم من أنهم يجلونه ويحبونه، وطالما يدافعون عنه، وعن أفكاره «المعتّة»، وهذا ما يؤسف له، وإن مجموعة الصفات التي يلفظها المجتمع تراه يأخذ بها ويتبنّاها، ويطبقها على أصدقائه ومعارفه حصريًا، لا لشيء إلا بهدف الانتقاص من قدراتهم، والنظر إليهم نظرة استهزاء وتحجيم لإمكاناتهم، وأمثال هؤلاء بحاجة إلى كثير من الدروس والتعلّم من مدرسة الحياة. إنّ أمثال هؤلاء الأصدقاء طالما نسجت حول هذه الشخصية الأنانية شللية مقيتة، ظلت خنوعة ومستسلمة ومطيعة له، تُنفّذ ما تؤمر به، لا حيلة لها على قول قناعتها، وليس لها القدرة على مجابهته بالحقيقة، بل السكوت والصمت أمامه، والطاعة لما يؤمرون به، بعيدًا عن الاعتراض على أي صورة يرونها لا تناسب مقاسهم، أو لا تتماشى مع أفكارهم، وكل ما تهتم به هذه النخب المريضة هو الحقد على أقرب الناس لهم.. أضف، إلى ذلك اتصافهم بالكبرياء والعجرفة والتعامل مع الأصدقاء المقربين بفوقية وأستذة !.
أمثال هؤلاء، موجودون في عالمنا اليوم، ورغم الفقر المدقع الذي يعيشون فيه، والحال المؤسي الذي يكتنفهم ما زالوا يؤمنون بهذه الخزعبلات. عللهم الوحيدة هي التطاول على أصدقائهم ولعنهم، والإساءة إليهم، وعدم الأخذ بيدهم، بل العمل على طمس دورهم في دروب الحياة، لأنهم لا يحبون، بطبعهم، الاحتكاك مع من يفوقهم خبرة ومعرفة وسعة اطلاع.. وهذا ما يسعدهم، ويزين حياتهم، وتربطهم بالآخرين علاقات حميدة تساعد على اتساع علاقاتهم ومعارفهم.. يريدون دائمًا أن يظلوا صغارًا لا حول لهم ولا قوة، إضافة إلى ما يدعون للآخرين، وبصورة خاصة لأصدقائهم، على أنهم مرضى وبحاجة لمن يسعفهم ويهتمّ بهم ويأخذ بيدهم، ويداري وجعهم وعجزهم، وعلى الرغم من ذلك يظلون يتعاملون مع أصدقائهم بعجرفة وأستذة غريبة، وينظرون إليهم على أنهم من حثالة البشر، بل وينتقصون منهم، ويتطاولون عليهم بالإهانة وبالضرب أحيانًا!. إنَّ أمثال هذه النخبة يجب العمل على تعليق أي علاقة معها، إن لم نقل مقاطعتها بصورة نهائية وفورية، وهذا هو الحل الأسلم لتحسّ بما قامت وتقوم به من أعمال وأفعال سيئة تضرّ بالصداقة وتدفع بها نحو الطريق المسدود، وإلغائها بصورة نهائية.