عواطف عبداللطيف
حينما وصلتني دعوةٌ من المركز القطري للصحافة والمؤسسة القطرية للإعلام لحضور ندوة مونديال قطر الإثنين 1 مايو 2023 بمسرح الدراما بالحي الثقافي بكتارا الدوحة، لم أتردد رغم أنني ما زلت أتشافى من جراحة دقيقة ولم يكن سهلًا أيضًا أن أتحاملَ على الآلام ونزيف الدم من شعيرات وأوردة قلوبنا تزامنًا مع الأحداث الدامية التي تمر بها خرطوم مقرن النيلين، لكن لكي لا أرتهن لسيطرة السالب قررت الذهاب وسؤال يلح كيف يا تُرى تكون هذه المُعادلة وشريط طفل يصرخ صرخة الميلاد لأسرة يمنية من سلالة بلقيس نزحت للسودان حينما كان، فاجأها ألم المخاض والأسرة على أعتاب نزوح عكسي ضمن رهط من البشر الذين ظللهم السودان بظلاله الوريفة في ظل تردٍ شبه كامل للمشافي، ونقص حاد في إمدادات الماء والكهرباء والغذاء، وهطل من زخات الرصاص القاتل، ومرضى هربوا وبأيديهم أنبوب غسيل الكُلى لانقطاع المعقم والكهرباء. أخذت مكاني بالقاعة التي اكتظت على غير العادة ومشاعري تتأرجح ما بين الموجب والسالب، لكن أصدقكم القول مع نهاية الندوة حين التفت حولي وجدت مجموعة صديقات وبعض معارفي من الحضور الكبير الذين كانوا كالبلسم ومنحوني جرعة لا حدود لها من الطاقة الإيجابية تدفقت بكامل جسدي ومن أطراف أيادي صديقاتي ومعارفي بالقاعة التي امتلأت بكل ألوان طيف المُجتمع الثقافي والرياضي والمهني وتزينت المنصة بمُتحدثين امتلكوا ناصية الحديث بحضور سعادة الشيخ عبدالعزيز بن ثاني بن خالد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، والأستاذ سعد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة وبمُشاركة جاسم الجاسم الرئيس التنفيذي للعمليات للجنة الإرث، والمُهندس بدر درويش مُدير إدارة الطرق السريعة في أشغال، ونجله الجابر رئيس أنظمة وسياسات النقل البري بوزارة المواصلات، والرائد حمد العلي من قوة أمن البطولة، وأدار الندوة بجدارة الإعلامي خالد جاسم، حدثونا كيف كانت الاستعدادات لهذه البطولة التي طافت بقطر العالم وجذبت شعوبه للدوحة، وكيف تم تشغيل المترو وأنظمة الدخول للمطار والاستادات وبطاقة هيّا، وتطبيق أفضل النظم لحفظ الأمن وسلامة ضيوف المونديال وما إن اختتمت الندوة ووقف الحضور تقديرًا للكوكبة النيرة من أبناء وبنات دوحة الخير، والتف حولي صديقات ومعارف، وكل يعبر عن مؤازرة ودعاء أن يتجاوز السودان محنته، فإذا نشاط وحيوية تتدفق بعروقي مع شعور بأن غدًا سيكون أجمل وهنا إن استطعت سرد شيء من إنجازات مونديال قطر، فقطعًا لن أستطيعَ التعبير عن المشاعر الفياضة التي تدفقت حولي، والدعاء لخرطوم اللآت الثلاث أن تتشافي وتعود وهاجة أكثر من قبل.. شكرًا قطر.