
لمَ لا يشبعُ الإنسانُ من الجمال؟.. تراه يُكرّر أغنية مرارًا وتكرارًا أو موسيقى لا يملُ منها! برغم سماعها، عشرات المرات!
قد يملُ الإنسان من العلم..
قد يمل الإنسان من المال؛ كما حدث مع تولستوي وتنازل عن أمواله وأملاكه للفقراء، لكن الإنسان لا يشبع من الجمال بألوانه وأشكاله..
أيها العقل أخبرني بذاتك أأنت تدرك الحقيقة المُطلقة الناجزة؟
العقل: كلّا.. لستُ أدري..
العاطفة:
إنك أيها العقل عاجز.. أنرت منزلنا بالكشاف والكهرباء.. ولكن القلب خافت وباهت.. أنه بأمَسّ الحاجة للحب والإيمان..
إن القدر لم يتركنا..
لم يخلقنا عبثًا.. إن حياتنا ليست عبثًا ولسنا مدفوعين إلى الحياة دون حماية.
العقل: دعكِ من ذلك.. الحقيقة هي الألم..
أنتِ تعانين من خلل في الدماغ تشعركِ بالنقص.
إنها هرمونات تتحكم بكِ. ليست حقائق. ليس الحس حقيقة.. ما تشعر به.. مجرد أوهام.
العاطفة: أرجوك.. لا تحطم أوهامي.. الوهم نصف الداء.. دعني وشأني !!.
لولا الأوهام لهلكنا.. إنها تسعدُنا.. لا أريد الحقيقة.. إنها قاسية وصعبة.
أنكَ محدود وعاجزٌ فلا تتحدث واصمت، واستمع لنداء القلب إنه أنقى وأجمل.
دعني أؤمن بقلبي إنه أيضًا يُفكر.. إنه عقل آخر ينبغي عليَّ تصديقه.
قد يقول قائل أحيانًا نشعر بالصدق من أحدهم ومن ثم نُصاب بخيبة أمل ونرى آخر، ونكرهه بناءً على الإحساس ومن ثم نكتشف أنه لم يكن يستحق الكراهية، ونرى أحدهم ومن ثم نحبه ونكتشف أنه لم يستحق الحب والأحاسيس والعواطف، والمشاعر تتبدّل وتتغيّر، وما يربط الناس هي المصالح المُشتركة.
فكيف يكون الإحساس دومًا على صواب؟
والجواب: لأن التوقعات والخيبات والفرضيات ليست من الإحساس بل من انتظار المُقابل أو الفائدة لذلك تدخل في الحسابات التي تكون فيها إما خاسرًا أو رابحًا.
أما العواطف المُجرّدة من التوقعات فتكون دائمًا على صواب.
إياك أن تستسلمَ للتفكير العاطفي، العواطف ليست دائمًا على صواب؛ من يستسلم لعواطفه سيُصاب حتمًا بالفشل والاكتئاب، ويأتي اليوم الذي يذوب فيه كما يذوب جليد الثلج في الجبال.