كتاب الراية

همسة ود.. لا تشغل بالك بما يقوله الناس

للصدق آثار إيجابية على الفرد ومجتمعه فهو المفتاح الأساسي لكل نجاح

ضاع حذاء طفل في البحر، فكتب الطفل على الشاطئ هذا البحر لص..!

واصطاد رجل عجوز لؤلؤةً من البحر، فكتب على الشاطئ إن هذا البحر سخي..!

وغرق شاب في البحر، فكتبت أم ذلك الشاب على الشاطئ.. إن هذا البحر قاتل..!

وليس ببعيد منهم، كان رجل صياد اصطاد الكثير من السمك فكتب على الشاطئ إن هذا البحر كريم..!

ثم جاء الموج العالي فمسح كل ما كُتب على الشاطئ.. واستمرت الحياة.

لذلك لا تشغل بالك بكل ما يقوله الناس فالكل يقول ما يصل لذهنه فقط.

كنت في حوارٍ مع صديقة لي منذ أيام عن كلام الناس وكيف يؤثر فينا، فقلت لها إن الإنسان لن يستطيعَ الاستمرارَ في الإبداع والحصول على ما يُريد من نجاح في الحياة إذا استمع لكل ما يُقال، لأن (رضا الناس غاية لا تُدرك)، وهذا معروف منذ الأزل، فنحن لن نرضي الجميع مهما فعلنا للحصول على رضاهم، لذلك يجب أن نحرصَ على إتمام المقولة ونحرص على رضا الله وتكون هي غايتنا التي لا تترك، ف (نترك ما لا يُدرك، ونُدرك ما لا يُترك)، يجب ألا نكونَ من الخاسرين الذين يمضون حياتهم وهم يُحاولون أن يكونوا كما يريده الناس لهم.

إن التغيير وتغيير الذات خاصة شيء مطلوب وضروري، ويجب أن يكونَ التغيير إلى الأفضل، فإذا أراد الإنسان أن يُغيّرَ أي شيء في نفسه، فليفعل هذا لأجل ذاته فقط ولأجل مصلحته وليُحقق الأفضل لمُستقبله، من خلال الحفاظ على عقل مُتفتح يقبل النمو والتقدم بالاستماع للناس المُقربين والتعامل باحترام ولطف مع الأصدقاء، حيث إن ذلك يُعزز كثيرًا من احترام الفرد لذاته، كما أنه يُساعد في تطوير العلاقات معهم بصورة تدوم طويلًا، ويجب على الإنسان أن يلتزمَ بالصدق لأن ذلك يُساعد في علاج ومواجهة أي أمر من أمور الحياة، فالصدق من أسمى الصفات التي من الممكن أن يتصفَ بها الإنسان، وذلك لأن الإنسان الصادق يلعب دورًا أساسيًا في بناء شخصيته وتطوير نفسه وفي بناء مُجتمعه وتطويره، فللصدق آثار إيجابية على الفرد ومُجتمعه، فهو المِفتاح الأساسي لكل نجاح يُحرزه الفرد على الصعيد الشخصي، ولكل إنجاز يقوم به.

الصادق مع ذاته، إنسان يهتم بنفسه، ويحترمها، فيُقدّم لنفسه الرعاية الكامله بدون أن يضطر للكذب، فلا يوجد شيء اسمه كنت مُضطرًا، فالسلوكيات السيئة هي اختياراتنا أولًا وأخيرًا، لأن السلوك السيئ هو أسلوب وتصرف غير بنّاء، كما أنه يمنع الإنسان من تطوير نظرته إلى الحياة، ويمنعه من إعطاء الأهمية للأشياء الصغيرة التي تبعد الفرح، وقد يتحول إلى قيد يمنعه من النضوج وتعلم استراتيجيات التكيف لمواجهة تحديات الحياة، ويحول بينه وبين تجربة أشياء جديدة قد تكون مُثيرة ومُفيدة في نفس الوقت. وقد ينتهي الأمر بالأشخاص ذوي السلوك السيئ بالوحدة والاكتئاب.

فالجميع يعي تمامًا المعنى العام للصدق وأهمية الصدق والالتزام بالوعود في مجالات الحياة جميعها، مع العائلة والأصدقاء، والأهم من ذلك كله الصدق مع النفس، فإذا قطع الإنسان وعدًا على نفسه، فلا بد من الوفاء بهذا الوعد، ولو أن كل شخص وفّى بوعوده لنفسه، لحققنا معظم أهدافنا ووصلنا إلى الرضا الذاتي، فالقوة الداخلية بالالتزام والنزاهة مع النفس هي خير مُعين.

على الصعيد الشخصي، الصدق مع الذات يعني الوفاء بالوعود وعدم الاكتفاء بالتخطيط دون التنفيذ، فعند التفكير في أمر ما، كبيرًا كان أو صغيرًا، يكون الصدق مع الذات هو الدافع إلى العمل الجاد والوصول إلى الهدف، وهذا في رأيي هو المِفتاح للوصول إلى الحياة المثالية.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X