بقلم/ د. سلطان بن عوض دريع:
إن ما تشهده دول العالم من حروب وصراعات من أجل السيطرة وبسبب ذلك تخسر المجتمعات الأمن والسلم، ويشتت أفراد المجتمع كله من أجل دنيا فانية؛ لهو مؤذن بدمار الحضارات والدول، وإزهاق للأرواح البشرية والكائنات الحية، ونهب للمتلكات وضياع للأرزاق، وفيه سلب للأموال وتعطل المصالح وانعدام الاستقرار النفسي والجسمي والعقلي، وينحصر التطور ويتأخر التعليم، كما أن الخروج على ولي الأمر فيه كفر، ومن مات عليه يخشى عليه من نار جهنم، عن أبي هريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات مِيتَةً جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِمِّيَّة يغضب لِعَصَبَة، أو يدعو إلى عَصَبَة، أو ينصر عَصَبَة، فقتل، فَقِتْلَة جاهلية، ومن خرج على أمتي – بسيفه -، يضرب بَرها وفاجرها، ولا يَتَحَاشَى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني ولست منه)، (رواه الإمام مسلم) معنى هذا الحديث أن مَن فارق الجماعة الذين اتفقوا على طاعة إمام انتظم به شملهم واجتمعت به كلمتهم وحاطهم عن عدوهم وخرج عن طاعة ولي أمر المسلمين فمات وهو كذلك فقد مات كميتة أهل الجاهلية من حيث إنهم فوضى لا إمام لهم ولا دين، ومن قاتل تحت راية أمرها أعمى لا يستبين وجهه ولا يعرف على ما يقاتل ولا لأي هدف يقاتل، كقاتل القوم للعصبية والقبلية، يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة، ومعناها أنه يقاتل لشهوة نفسه، وغضبةً لها وعصبيةٍ لقومه وهواه ليس لدين ولا لمصلحة معينة.
ومن خرج على الأمة يضرب بسيفه أو رشاشه أو سلاحه الصالح والفاسق، المُؤَمَّن والمُعاهَد المقيمُ بدياره، والذِّمِّيَّ المقيم بديار المسلمين ، ولا يكترث بما يفعله فيها ولا يخاف وبالَه وعقوبته؛ فقد تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من وقفة صادقة لمن يريد المصلحة العامة للمسلمين أن ينصر المظالم بمنعه من ارتكاب جريمته، للحديث الذي أخرجه الإمام البخاري عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)، فقال: رجل يا رسول الله، أنصره إذ كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟! قال: (تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره). نحتاج لتضافر الجهود الدولية لإرساء السلام والاستقرار حول العالم ، ليسود الأمان في أنحاء المعمورة.. وما تبذله دولة قطر في إحلال السلام العالمي في تدخلاتها للإصلاح لهو خير مثال يحتذى به.
