كتاب الراية

إضاءات.. جيل رابع للمخرج فيصل رشيد يمثلني

طيلة فترة العرض تجاذبتني أحاسيس كمن يبحث عن استجمامة أو مشاطرة

أول ما لفت نظري هو الحضور الكبير حيث كادت المقاعد أن تمتلئ على غير كثير من الفعاليات، ما يدل على أن أبا الفنون «المسرح» ما زال حاضرًا وله جمهوره المتعطش دومًا للجديد المفيد.. وما إن رفعت الستارة تلبّسني شعورٌ وكأن المخرج الشاب فيصل حسن رشيد قرأ أحاسيسي ليس أنا فقط ولكن كل من له ذرة مشاعر إنسانية وهو يتابع «الخرطوم المحترقة» حتى ولو كان يعيش بعدًا جغرافيًا بآلاف الأميال فما بالُ أهل دوحة العرب..

مسرحية «جيل رابع» ضمن مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثين، لخمسين عامًا وأكثر قدمتها بتفاعل الفرقة المكونة من جد وأب مقطوع اليد وابن ربما أخرس وزوجة لم يخف حسن وجهها زيها المهترئ الذي يماثل سكان قاع المدن، أضفى عليه تناسق الديكور والإضاءة شيئًا غير قليل من القيم النبيلة، المخرج سجل كلمة على الإصدارة التي جسمت وجوه الممثلين الخمسة على أصابع اليد الملطخة بالدماء جاء بها «هذا العمل لا يعبر عن الواقع الذي يعرفه بعضكم.. لكنه الواقع الذي أعرفه أنا وبعضكم الآخر» ..

طيلة فترة العرض تجاذبتني أحاسيس كمن يبحث عن استجمامة أو مشاطرة فإذا القاعة تضج بوجوه أعرفهم تمامًا وكم أسعدني أن ألتقي بالممثلة القديرة هدية السعيد والتي طالما أجلستنا طويلًا على مقاعد المشاهدة الماتعة فما زالت بذات روحها على الخشبة وبذات لهجتها القطرية المقعرة وابتسامتها الوضاءة، وكان هناك عبدالرحمن المناعي الذي يعيد لذاكرتنا النهام وصيد اللؤلؤ إرث الخليج الباقي عمقًا، و كان هناك المبدع علي ميرزا وناصر عبدالرضا والثلاثي محمد أبو جسوم وغازي حسين وحمد عبدالرضا الذين كرموا على شرف المهرجان والشعار الملهم «كان مهرجاننا» وكأنه امتداد لمهرجان كان العالمي بفرنسا والذي سار على سجادته الحمراء المخرج السوداني محمد الكردفاني، «جوليا» التي وجدت حظها، وعودة لمسرحية جيل رابع ودلالتها على أن المسرح ما زال نابضًا بالحياة والعطاء وله عشاقه وكيف لا؟ وعنوان المسرحية أجلس الحضور بالقاعة الملحقة والمخرج الممثل محمد السني ليضفي إضاءات من مواعين خبرته، حقيقي لم يتح لي حضور بدايات عروض مهرجان الدوحة المسرحي ولكن إن كان هذا هو جمهوره فهذه بشارات أن أبا الفنون حي يرزق..

وستبقى قصيدة شاعر الشعب محجوب شريف حاضرة

مكان الحسره أغنيّة

مكان الطلقة عصفورة

تحلق حول نافورة

تمازج شُفّع الروضة

حنبنيهو

البنحلم بيهو يوماتي

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X