لماذا ؟ …. الأخبار المُضلّلة والكاذبة
الأخبار المُضلّلة قد تؤدي إلى شيوع حالة من البلبلة وسوء الفهم

فاجأ طفلٌ أهلَه بعد عودته من المدرسة بسؤالهم وهم مُجتمعون حول مائدة الغداء، هل هناك كذب أبيض؟ نظرت إليه أمه باستغراب مُتسائلةً: ماذا يعني بالكذب الأبيض ؟ الكذب كذب، لا يوجد فيه لون أبيض ولا أسود، وهو كما تعلمون أنت وإخوتك بأنه خَصْلةٌ ذميمةٌ، يجب أن نبتعدَ عنها جميعًا أيًا كان السبب.
ردَّ عليها الطفلُ ببراءة، قائلًا: صديقي في المدرسة كثير الكذب ويدّعي أنه قام ببطولات مُثيرة، بعضها يقول لنا إنها حدثت في المدرسة وأخرى في المنزل، وبعدها نكتشف أن مُعظمها كذب، وعندما نقول له ذلك، يردّ علينا بأنها «كذب أبيض».
سؤال الطفل مؤشرٌ على أن هناك روايات وأحداثًا لقصص بطولية تُحكى بين الطلاب مُعظمها يندرج تحت مُسمى «الكذب الأبيض».
علقت أخته الكُبرى قائلة: لماذا تستغربون صفة الكذب ووسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها، كثيرًا ما نقرأ فيها أخبارًا مُلفقة ومعلومات كاذبة، ويحمل مُعظمها عناوين جاذبة، ونكتشف بعدها أنها أخبار مُضللة يُقصد بها إلحاق الضرر بشخص مُعين، أو جهة ما، أو بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية، أو لزيادة عدد المُتابعين من القرّاء، أو كنوع من الإثارة ولفت الانتباه، لماذا تستغربون كذب الطفل والأجواء العامة حولنا مليئة بأخبار مُلفقة ومعلومات كاذبة، أصبح بإمكان أي شخص لديه حساب على أي موقع إلكتروني أن ينشرَ ما يُريد نشره من أخبار مُفبركة.
مثل هذه الأخبار المُضلِّلة قد تؤدّي إلى شيوع حالة من البلبلة وسوء الفهم في بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والعلمية أو السياسية المُهمة، ما يؤدّي إلى عدم تصديق كل ما يُقرأ أو يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات.
ومؤخرًا تم استحداثُ نشاط إعلامي يُطلق عليه «تدقيق الحقائق» يُطبّق على مُختلف أنواع الأخبار كأداة منهجية تتبعها وسائل الإعلام، بهدف التحقق من الأخبار والمعلومات المنشورة.
كيف يُمكننا كقرّاء أن نتعاملَ مع هذا النوع من الأخبار المُضللة ؟، علينا تجنّب نشرها وتداولها حتى يخفتَ تأثيرها ولا يبقى لها أهمية تُذكر.