كتاب الراية

كلمات من القلب.. أصغرهم أخطرهم

أحسن أسلوب التعامل مع الأبناء فالتربية مسؤولية واختبار حقيقي لك

لأنها كانت عين الأم، تُراقب، تنقل معلومات، اكتشفت شخصيات إخوتها، عرفت عيوبهم، مزاياهم، كانت عين الأم، فهي التي كانت تتجسس على إخوتها وتنقل المعلومات للأم التي طبعًا تُقرّبها لها وتُميّزها، فهي تعرف القصص والحكايات، كانت تنزل كل شيء عن إخوتها.

في الظاهر الحمل الوديع، في الداخل غير ذلك والعياذ بالله، كبرت معهم وأصبحت خبيرة التجسس ونقل المعلومات باحترافية، أصبحت هذه هوايتها المُفضلة، حتى بعد زواج إخوتها الأربعة ظلت تُلاحقهم وتُعايرهم، وبعبارات وأسلوب وكأنها تقول لهم أسراركم عندي أعرف كل شيء عنكم، مُخرّبة ومُدمّرة ولكن ظاهريًا تتصدق، تتعامل بعطف، وتعرفها بابتسامتها الصفراء التي تصنعها، هل يُعقل أن خوف الأم من انحراف الأبناء يولد طفلًا كهذه الإنسانة، أصبح السلوك مُلازمًا لها، تعلمت التجسس والتدخل ونقل المعلومات من تربية أمها تلك الشخصية المغلوب عليها، لأنها لم تستطع أن تربي أطفالًا مُتمردين فاستعانت بأصغرهم التي ترى فيها البنت الخلوقة التي لا تخطئ أبدًا، ولكن هذا كله جعلها شخصية مُنحرفة لديها خفايا، حاقدة، حاسدة، لا تتمنى الخير لأحد لأنها رُبيت على النميمة والحقد والكره في صورة حماية البيت.

أصبحت تتدخل في حيات الجميع لأنها تعودت على ذلك، سليطة لسان لا تحترم أحدًا، تربيتك لابنك صنع يديك، لا تلُمه إذا تمادى، لا تلُمه إذا تجسس، لا تلُمه إذا انحرف، لا تلُمه لو كانت حياته مع إخوته سلبية، أنت جعلته يُراقب ويُعاقب ويُجادل مَن هو أكبر منه ويقول لهم أنا أعرف كل شيء عنكم.

كانت أمها تقول لها اذهبي اكتشفي وراقبي إخوتك، وكان هذا قمة السعادة بالنسبة لها لأنها تجد من يُصفق لها ويُشجعها.

لا تُحوّل ابنك عدوًا، لا تُحوّله ناقل أخبار، لا تُحوّله مُحاربًا لإخوته، سينقلب عليك، صدقني، سيضمك لهم، ستضيع الثقة والحب، ليس تشاؤمًا بل واقع، فقط تذكر أنها علاقة ستعود بكل ما فيها، من خير وشر عليك، فأحسن أسلوب التعامل مع الأبناء، فكّر، فالتربية مسؤولية واختبار حقيقي لك، حتى لا تندم.

بطاقة إرشادية:

انتبه، سلوك ابنك صنيعة توجيهاتك، لا تجعل هذا السلوك ينقلب عليك.

 

 

دكتوراه في الإرشاد النفسي

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X