كلمات من القلب.. إدارة الجلسة الإرشاديَّة الاحترافيَّة.. متى وأين وكيف؟
كن مُستعدًا منذ البداية.. لا تنقل إحساسك وخوفك وقلقك للمسترشد

تلعبُ إدارةُ الجلسة الإرشاديَّة دورًا مُهمًا في بناءِ العَلاقة الإرشاديَّة وفهم احتياجاتك كمُسترشد، لذلك يُعنى الكثير من المُهتمين بما يسمىcounselling Training courses لرفع الكفاءة المهنيَّة وتطوير الأداء لدى العاملين في مجال الإرشاد النفسي في كل مجالاته.
لا يوفرُ التدريبُ التطبيقاتِ الحيَّةَ المُباشرةَ فقط، بل يمتدُّ إلى التدريبات المُستمرة، لذلك تعتبر الجلسة الإرشاديَّة أساسَ عمليّة الدعم النفسي، والتي لا بدَّ أن تُقدم وتُدار بشكل صحيح من قِبل المُرشد، وعادة في الجلسات الإرشاديَّة يتدرج المُرشدُ من مرحلة التعارف إلى الاستماع، ثم التقبُّل والتعاطف مع المُسترشد إلى تنوُّع الأدوات والطرق الإرشاديَّة للوصول إلى مُساعدة المُسترشد على إدارة جلسته بوعي وتفهُّم مع دعم المُرشد له حتى يصل إلى أهدافه. لذلك عزيزي المُرشد أو الاختصاصي النفسي أو الاجتماعي، لا تتهاون في إدارة جلستك، وكن مُستعدًا لأن تُقدمَ مهاراتك فيها. الجلسةُ الإرشاديَّةُ تعتمدُ على مراحل البرنامج الإرشادي، وعلى عُمر ونوع المُسترشد، وكذلك مُشكلته، لكنْ هناك دائمًا أساسيات لابدَّ من تواجدها في الجلسة حتى تُدار بشكل يتناسب مع احتياجات المُسترشد، الجلسة الإرشادية مهارة تصل إلى درجة الاحترافيَّة في إدارتها، فأنت تستمعُ بعمق، تتفهمُ إحساس ولغة جسد المُسترشد، تعرفُ كيف تتواصل لفظيًا وغير لفظيٍّ،
تعرفُ لحظات الصمت التي للأسف قد يخترقُها الكثيرُ من المُرشدين بحُجة لا بد أن يتكلم، ولا بد أن يقولَ شيئًا، لأن الوقت يمضي، ولم أنجز ولم أعرف ما يريد أن يقوله أو ما هي مُشكلته؟ يستعجل المُرشد ظنًا منه أنَّ دورَه تجميع معلومات وكشف الأسرار، ومنهم من يقول لي: عرفت، أو كشفت أو اكتشفت أن المُسترشد غير جادٍّ أو كاذب أو مُخادع، أعتقد أن دورك أعمق من أن تكتشف فقط، لذلك الجلسة الإرشادية الاحترافيَّة تبدأ من استعدادك شكليًا، مهنيًا، نفسيًا، ثم الجو العام للمكان لا بد أن يكون مُناسبًا، ثم استخدم مهاراتك في إدارة الجلسة بشكل صحيح يتماشى مع مُتطلبات المُسترشد وفهمك له.
اجعل كل جلسة مُميزة واحترافية
كن مُستعدًا من البداية، لا تنقل إحساسك وخوفك وقلقك له أو إحباطك. الجلسةُ الإرشاديَّة الاحترافيَّة أو المهارية تنقل المُسترشد من منطقة الحَيرة والقلق والتوتر والحديث عن الغير إلى مِنطقة مواجهة الذات، وفهم أسباب ومُشكلات الموقف بمُساعدة المُرشد ودعمه. في الجلسة المهاريَّة يعرف المُرشد متى يُقدم المُساعدة ومتى يستخدم لغة جسده، ومتى يُحوّل الأسلوب من مُباشر إلى غير مباشر، ومن مهارة إلى مهارة دون أن يتعثّر أو يسيء استخدام ما يقوم به، يتحاور بحب واهتمام وتقبل، لا يُجادل أو يكذب أو يستفز المُسترشد. بحيث لا يكون سلبيًا لدرجة أنه يجعل الأمر مُعلقًا أو الجلسة تأخذ مسارًا آخر فيأخذ المُسترشد دورَ المُرشد، ويُدير الجلسة، فإذا لاحظت أن المُسترشد كثير السؤال، وأن المُسترشد يوجهك أو يُقرر عنك فانتبه لما تفعل أو تقدم، انتبه لدورك وأسلوبك معه. هناك من يقول: أنا أدير الجلسة بأسلوب مشوق أصادق فيه المُسترشد، نتواصل ونتبادل أرقام التواصل، ونخرج وقد أصبحت قريبًا منه جدًا، لا أدري إن كان هذا هو ما سيُساعد المُسترشد، ولكن بالتأكيد ليس الأسلوب المهاري الصحيح. هناك من يدير الجلسة في كوفي شوب، وآخر على البحر، لا أدري إن كانت إرشادية حقًا، لكن أراها تعرض الجلسة الإرشادية إلى خطر؛ لأنها لا تُدار في مكان مُناسب، أُعدّ لهذا الغرض، لذلك الجلسة الإرشاديَّة ليست فقط مهارات بل استعدادات أيضًا، وعلى المُرشد أن يكونَ واعيًا مُدركًا لها، لا بد أن تتمَّ الجلسة الإرشادية بمعلومات أساسية من خلال: مُتخصص خبرة، مهارات، مكان مُناسب، مُسترشد يبحث عن الخدمة.
بطاقة إرشاديَّة:
كل جلسة تخلو من مُقوّمات الجلسة الإرشادية لا تُعد جلسة إرشادية.
دكتوراه في الإرشاد النفسي