على قدر «أهل الحزم» تأتي العزائم
مستويات ممتازة ونتائج تاريخية في أفضل مواسم المرخية
إنهاء الدوري في المركز السابع يعكس حجم الجهود الجبارة
كتيبة «المخضرمين» صنعت الفارق بقيادة الوطني عبد الله مبارك
التتويج بلقب دوري الرديف يضع المرخاوي في قائمة الأبطال

متابعة- صابر الغراوي:
عندما نتحدَّثُ عن الأنديةِ التي حقَّقت أهدافَها من مُنافسات الموسم الأخير 2022/2023، فإنَّ اسم المرخية يبرز ضمن قائمة هذه الأندية.. وعندما نتحدثُ عن الاختيارات المُوفقة في قوائم الأندية من بين المُواطنين والمُحترفين، سنجد حتمًا أنَّ إدارة نادي المرخية كانت موفقةً جدًا في اختياراتها.. وعندما نتحدثُ عن أبطال هذا الموسم سنجد أنَّ المرخية أحد ثلاثة أندية فقط تذوَّقت طعم البطولات في هذا الموسم.
هذه المقدمة الصَّغيرة في كلماتها والكبيرة في مغزاها ومعناها تؤكد حقيقة واحدة وهي أننا تابعنا موسمًا تاريخيًا واستثنائيًا وغير مسبوق لأهل الحزم، يمكن من خلاله تذكرُ قصيدة المتنبي الشهيرة التي جاء فيها «عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ.. وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ»، وعملُ إسقاط يناسب أهل الحزم لأنهم بالفعل كانوا هم أهل العزم في الموسم الأخير.
وعندما نقول: إنَّ هذا الموسم كان تاريخيًا بالفعل بالنسبة لفريق المرخية فإنَّ هناك أكثر من سبب يؤكد تلك الحقيقة، أولها أن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها فريق المرخية في تجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، وثانيها أن المركز السابع الذي حققه هذا الموسم في جدول ترتيب بطولة الدوري هو أفضل مركز يحققه المرخية طوال مشاركاته في بطولة الدوري، وثالثها أن الفريق المرخاوي نجح في تذوق طعم البطولات هذا الموسم وتواجد مع الدحيل بطل الدوري وكأس قطر وكأس Ooredoo والعربي بطل كأس الأمير، على منصة التتويج وذلك عقب فوزه بلقب بطولة دوري الرديف، والذي حسمه فريق المرخية لصالحه بعد أن تصدر جدول الترتيب متفوقًا على العربي الثاني والوكرة الثالث.
وإذا عدنا بالذاكرة قليلًا وبالتحديد قبل انطلاقة منافسات بطولة الدوري الأخيرة كانت هناك نقطة سلبية في نظر بعض المتابعين، حيث تحدثوا عنها كثيرًا والخاصة بالمحترفين الخمسة الذين تعاقدت معهم إدارة نادي المرخية، حيث أكدوا أن تقدم العمر لهؤلاء المحترفين سيشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق النتائج المرجوة.
وكانت وجهة نظر المنتقدين لهذه التعاقدات أن ثلاثة من هؤلاء اللاعبين الخمسة تخطوا حاجز ال33 عامًا، وهم: الجزائري حمرون يوغرطة، ومواطنه أيوب عزي،
والمغربي إدريس فتوحي، أما الثنائي العراقي أيمن حسين والعماني جميل اليحمدي فكلاهما كان يبلغ من العمر 27 عامًا.
ومع انطلاقة الدوري أثبتت هذه المجموعة من اللاعبين أن الإدارة كانت موفقة في التعاقد معها بدليل النتائج المتميزة التي تحققت في الأسابيع الأولى، كما أن الإدارة أجرت بعض التغييرات الموفقة في منتصف الموسم عندما تعاقدت مع اثنين من اللاعبين صغار السن، وهما المغربي أيوب عسال، على سبيل الإعارة من الوكرة، والغيني جروس كوريا بتعاقد حر بدلًا من حمرون يوغرطة الذي استغنى عنه النادي، وأيمن حسين الذي رحل بموافقة الإدارة.
وإذا كنا تحدثنا عن كتيبة المخضرمين داخل الملعب فلا يمكن أن نتجاهل بالطبع أحد المخضرمين الرائعين، والحديث هنا عن المدرب المتميز عبد الله مبارك الذي قادَ كتيبة المرخية حتى قبل أربع جولات فقط من خط النهاية، ولعب دور البطولة في النتائج التي حققها الفريق خلال هذا الموسم.
تغييرات في جهاز الكرة
أجرَى نادي المرخيَّة تغييرًا مُهمًا في جهاز الكرة بالنادي، وذلك من خلال تعيين حُسين ثاني الكبيسي رئيسًا للجهاز، وتقديم الشكر لرئيس جهاز الكرة السابق مُجتبى سيد جعفر لجهوده المبذولة طوال الفترة الماضية. وجاءَ هذا القرار وَفقًا لرغبة مُجتبى سيد جعفر في الاتجاه إلى مجال التدريب، لاسيما أنه حاصل على الدورة التدريبية A.
تركيا تجهز الفريق للموسم الجديد
أكَّدَ علي المسيفري رئيس نادي المرخية أنَّ فريقه سيخوضُ معسكرَه الأوروبيَّ في تركيا تحضيرًا للموسم الكُروي الجديد، ومن المتوقع أن تنطلق فعالياتُه في الأيام الأخيرة من شهر يوليو المُقبل. وبمجرد إعلان الإدارة عن التعاقُد مع المدرب الجديد، تمَّ بحثُ جميع الملفات المُتعلقة بالمعسكر التركي، بدايةً من موعد السفر، ومرورًا بمواعيد المُباريات الودية التي سيخوضُها الفريقُ خلال هذا المعسكر، ووصولًا إلى الأندية التي سيواجهُها المرخية خلال المعسكر.
تجنب الهبوط للمرة الأولى
طَوال تاريخِ مُشاركاتِه في بطولة الدوري، كانَ الموسم الأخير هو الموسم الأوَّل الذي ينجحُ فيه فريقُ المرخية في تجنُّب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، وليس ذلك فقط بل كانت هذه المرة الأولى التي يتجنّب فيها الفريق التواجد في المركز الأخير باعتبار أن جميع مشاركاته السابقة انتهت بتواجد المرخية في المركز الأخير. وكان الظهور الأول للمرخية في موسم 2001/2002 واضطر خلاله لاحتلال المركز التاسع والأخير، ولكنه عاد للمشاركة في الموسم التالي 2002/2003 بسبب إلغاء الهبوط في هذا الموسم، واحتل أيضًا المركز العاشر والأخير، وعاد إلى الدرجة الثانية. أما الظهور الثالث في موسم 2017/2018 فلم يختلف كثيرًا عن سابقَيْه، حيث احتلَّ المرخية المركز الثاني عشر والأخير وهبط للدرجة الثانية، لذلك فإنَّ الموسم الأخير شهد إنجازَين مُختلفَين، أولهما تجنب المركز الأخير وثانيهما تجنب الهبوط الرسمي.
قفزة هائلة في عدد الانتصارات
24 نقطة مقابل 24!
من ضمن أهمِّ المُفارقات التي حقَّقها المرخيةُ في الموسم الحالي، هو أنَّه حصدَ 24 نقطة كاملة، والمفارقة هنا هو أنَّ الفريق لم يحصد طَوال تاريخِه في الدوري قبل هذا الموسم سوى 24 نقطة فقط.
وجاءتْ هذه النقاط ال24 بواقع 8 نقاط في موسم 2001/2002، و3 نقاط فقط في الموسم التالي 2002/2003، ثم 13 نقطة في موسم 2017/2018.
أما فيما يتعلق بعدد الانتصارات التي حققها المرخية في الموسم الحالي فوصلت إلى سبعة انتصارات دفعة واحدة، وهي تعتبر قفزة هائلة لنفس الفريق الذي لم يحقق طَوال تاريخه سوى 5 انتصارات فقط في بطولة الدوري، وهي عبارة عن انتصارَين في موسم 2001/2002 وثلاثة انتصارات في موسم 2017/2018، بينما لم يشهد موسم 2002/2003 تحقيق أي انتصارات لكتيبة المرخية.
ملامح المحترفين بدأت تتضح
هيدسون خلف «جدران» المرخية
بدأَ الإنجليزيُ أنتوني باتريك هيدسون المدربُ الجديدُ لفريق المرخية مهامَّ عمله الرسمية مع الفريق خلال الأيام الماضية، وذلك من خلال بحث العديد من الملّفات المهمة مع مجلس الإدارة، وجهاز الكرة سواء، فيما يخصُّ المحترفين الجدد أو القدامى أو كافة تفاصيل المعسكر الخارجي الذي يدخله الفريقُ في تركيا. وكانت إدارةُ المرخية أعلنت عن تعاقدِها مع المدرب الإنجليزي لمدة موسمَين، وبالتالي سيحل على رأس الجهاز الفني خلفًا للمدرب المغربي هشام جدران الذي تولَّى المسؤولية بدوره في الأسابيع الأخيرة من الموسم الأخير خلفًا للمُدرب الوطني المخضرم عبد الله مبارك.
ويملكُ المدربُ الإنجليزي سيرةً جيدةً وخبراتٍ واسعةً، حيث سبق له تدريب منتخب نيوزيلندا في 2014- 2017، ونادي كولورادو رابيدز 2017- 2019، ومنتخب الولايات المتحدة الأمريكية تحت 20 عامًا. كما عمل مساعدًا لمدرب منتخب الولايات المتحدة الأمريكية الأوَّل 2021- 2022، ثم مدربًا مؤقتًا للمنتخب ذاته في عام 2023.
وفيما يخصُ المحترفين الذين سيقودون طموحات الفريق في الموسم الجديد، فقد بدأت تتضح من خلال التعاقد مع الثنائي المهاجم الغامبي يوسفاه نجي، ومع المدافع الفرنسي من أصل سنغالي محمدو نابي سار.