كتاب الراية

كلمات من القلب… وكانت القاضية

لا داعي لأن تصل لمرحلة الرجوع في علاقات كانت كل شيء

هناك أشخاص تجد صعوبةً في مواجهتهم، ليس لأنك غير قادر على المواجهة بل لأنك تُحاول أن تُبعدَهم بهدوء أو تبعد نفسك عنهم بهدوء، لا تريد أن تتركَ أثرًا سلبيًا، لكن أيضًا تريد أن تجعلهم ماضيًا وانتهى، لكنهم في كل مرة، وكأنهم لم يفعلوا شيئًا، يعودون بقوة ويتدخلون في تفاصيلك كلها، يُشعرونك أنهم مُهتمون بك، ليس لأنك مهم، ولكن لفضولهم وحبهم معرفة من أنت؟، ماذا تأكل؟، بماذا تفكر؟، كيف تسير حياتك؟، فضول وليس اهتمامًا، تسألني: ما الفرق؟، الفرق كبير جدًا، الفضولي يتدخل ويحشر نفسه في تفاصيلك، وإذا لم تُعطه اهتمامًا سيُحاربك بقوة لأنه سيتخذ ردة فعل قاسية ضدك، لأنك ببساطة تحرمه لذة الحركات الفضولية، تقتله على البارد، ولن يرحمك.

أما المُهتم، فهو من يتمنى سعادتك، ويتمنى أن تكون بخير، يعمل من أجلك، لا من أجل شيء آخر، نحن الآن نريد أن نعرف كيف كانت القاضية التى حوّلته هكذا، وقتلت فضوله.

إن تجاهله وبعده عن مسرح حياتك، يكون بطريقتين لا ثالث لهما، إما بالمواجهة، أو بالصراحة، بأنك تُضايقني، وإنني لا أريد أن أشاركك أموري، وإنني من الممكن أن أعمل بعيدًا عنك، وأن أقرر دون الرجوع لك، إنني لم أعد طفلًا تحت حمايتك، المُشكلة ليست هو فقط، بل أيضًا نحن جزء من المشكلة، نحن من سمحنا له أن يتدخل وبقوة في حياتنا.

نحن من لعبنا دور الطفل الذي يحتاج لرعايته، في الحقيقة، المسؤولية يتحملها الطرفان، نحن وهو، لذلك يصعب عليه أن يترك دوره، لكن لا بد من وضع حد، فالطفل يكبر ويريد استقلاليته، من خلال مواجهتك أو الانسحاب عنهم، هذا ما يجعله يتراجع ويبدأ في فهم الحقيقة بشكل منطقي، قد تكون القاضية بالنسبة له، لأن هناك من سيُهددك ويواجهك وكأنه يطالب بحق، وهناك من يبحث عن نقاط ضعف ليجعلك تعود له من جديد لأنك لا تستطيع أن تستغني عنه، إذا كنت هذا الشخص من الأفضل أن تكون مُستعدًا قبل أن تقرر أن تأخذ دورك بشكل صحيح، نحن ليس هنا لأن نغيّر الأشخاص، ولا هنا لنقوّم سلوكًا أو لكي نتحكم في تصرفات أو نلعب أدوارًا ليست لنا بل صنعتها الظروف لوقت ظننا أننا مسؤولون عن البشر، نقرر لهم وعنهم، لأننا نظن أننا المرجع لهم في كل شيء. من نحن لنكون هذا الذي يُخطط ويُقرّر للآخرين، وهو عبارة عن مجموعة خبرات سلبية وتجارب فاشلة يريد أن يطبق عليك دروسًا لم يتعلم منها لأنه أساسًا لم يُعطِ نفسه فرصة لأن يتعلمها.

بطاقة إرشادية:

لا داعي لأن تصل لمرحلة الرجوع في علاقات كانت كل شيء، لأنك إذا وصلت تأكد ستخسر كل شيء.

دكتوراه في الإرشاد النفسي

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X