5 مخاطر لاستخدام شبكات «الواي فاي» العامة

الدوحة – إبراهيم صلاح:

أثارتْ دعوةُ هيئة تنظيمِ الاتصالات المُواطنين والمقيمين لتجنُّب استخدام شبكات الإنترنت العامة في المقاهي أو مراكز التسوق، للحفاظ على المعلومات الشخصية والمالية في مأمنٍ من التعرّض للاختراق بسبب ما يقومُ به قراصنةُ الإنترنت من إنشاء شبكات تحمل أسماء مُشابهةً لأسماء هذه المناطق، التساؤُلات عن مدى الأمان في الشبكات العامة، لا سيما أنها تتوفر في الكثير من الأماكن التي يرتادُها مُستخدمو الإنترنت بالداخل والخارج.

الراية ولمزيدٍ من التوعية سألت خبيرَي تكنولوجيا عن هذه المخاطر، وكيفية تجنبها، حيث حذَّرا من 5 مخاطر لاستخدام شبكة الواي فاي العامة، سواء المحليَّة أو خارج البلاد، لا سيما في الفنادق والمقاهي والمطارات لوجود إمكانية التعرُّض للاختراق واستغلال القراصنة اسمَ المكان في الوصول إلى بيانات الأفراد، وكلمات السرّ بمُختلف التطبيقات، ورصد كافة المُعاملات المالية إلى جانب الوصول إلى البريدِ الإلكترونيّ واختراقِه.

في البداية، أكَّد خالد العماري، خبير تكنولوجيا المعلومات، أنَّ مخاطر استخدام شبكات الواي فاي العامة تتلخصُ في عدم معرفة مَن يستخدمُ هذه الشبكةَ، فقد يكون هناك بعضُ المُتلصصين، وبعض المُخترقين الذين يتربّصون بأي جهاز يقترن بالشبكة، ولديهم بعض البرامج التي تبحث عن الأجهزة الجديدة المُتصلة ومُحاولة اختراقها.

وقالَ: عند اتصال أكثر من جهاز على شبكة «واي فاي» واحدة، تجد أن هناك طريقًا مُباشرًا للتواصل بين الجهازَين، والخطر الثاني يكمنُ عند البحث على شبكة واي فاي، وأثناء التواجد في مقهى معين فإنني أبحثُ باسم المقهى، ولكن لا أعلم أنها شبكة حقيقية أم زائفة، إذ قد يكون فخًا من أحد المُخترقين وضعه، وعمليًا تجد جهازًا يخترق الأجهزة ولا يمكن التحكّم فيها.

وأضافَ: إن النصيحة تكون بتجنب استخدام أي شبكة واي فاي عامة في أي مكان، وإن كانَ الشخص مُضطرًا فالأفضل أن يحدّث نظام التشغيل والتطبيقات على آخر إصدار؛ لأن معظم التحديثات تكون آمنة لإغلاق الثغرات في أي تطبيق، واستخدام شبكة الواي فاي أثناء التصفح العام فقط سواء المواقع الإخبارية وغيرها دون استخدامها أثناء المُعاملات الأمنية أو أي تطبيق أو موقع يحتاج لاستخدام كلمة السر، وبالتالي حمايتها من احتماليَّة اختراقِها والاستحواذ عليها إلى جانب الإيميل الذي يعتبر أخطر شيء يمكن اختراقُه، لا سيما أنه يمكن من خلاله الوصول إلى البنك، ووسائل التواصل الاجتماعي وتغيير كلمات المرور، وبالتالي الوصول إلى أي موقع آخر به حساب، مُبينًا أنَّ أي كلمة تكتب عبر لوحة المفاتيح ستكشف لدى المُقرصن بصورة مُباشرة.

رجل في الوسط

ومن جانبه، أكَّد محمد السقطري خبير تكنولوجيا المعلومات خطورة استخدام شبكة الواي فاي المجانية، لا سيما في المطارات أو المُجمعات التجارية إلى جانب الفنادق إذا لم تعرف مصدرها، وكذلك الشبكات الرسمية، حيث يمكن لبعض الأفراد عمل نفس الاسم، ويوفرها للجمهور بصورة مجانية في المطار أو المُجمع التجاريّ.

وقالَ: كلّ العمليات التي تتم عبر الشبكة سيقوم المُقرصن برصدها والوصول إليها ويستطيع قراءتها؛ لأنَّه في هذه الحالة هو من يوفر الإنترنت لك، ويعتبر نقطة الوصول إلى كافة المواقع والتطبيقات. وتابعَ: دائمًا ما أنصح باستخدام بيانات الهاتف الخاصة دون استخدام الواي فاي في أي مكان، ولكن إذا لم يكن المُستخدم لديه باقات إنترنت في جواله من الشركة التابع لها، فعليه أن يستخدم برنامج «VPN» بحساب مُشترك مدفوع وليس النسخة المجانية: لأن الجهة تكون غير معروفة ويمكن اختراق جهازك منها عبر الحصول على بياناتك الموجودة على نفس السيرفر، مع تمكين صاحب الخدمة من الوصول إلى تلك البيانات مثله مثل المُقرصن الذي يوفر الإنترنت عبر الواي فاي. وأضافَ: تُسمّى عملية القرصنة عبر الواي فاي «Man in the Middle» والتي تعني رجلًا في الوسط ما بين جوالك والإنترنت، وكل ما يحدث بينهما يمكن رصده والوصول إليه سواء عمليات بنكية أو استخدام الصور في التطبيقات والمُحادثات كاملة وكافة البيانات الممكنة.

وأوضحَ أنَّ تطبيقات «VPN» ذات الحساب المدفوع وباشتراك مالي وظيفتها الأساسية هي تشفير بياناتك وحمايتها، وإذا كان هناك وسيط ما بينك وبين الإنترنت فسيرى هذه البيانات مُشفرة ويحتاج إلى فك التشفير للوصول إلى هذه البيانات. ولفتَ إلى استطاعة المُقرصن عبر شبكات الواي فاي كشف كافة كلمات المرور الخاصة بكافة التطبيقات كتطبيقات البنك وإيميلات العمل، ناصحًا من يستخدم الإنترنت العام في أي مكان وأي وقت بعدم استخدام التطبيقات المُهمة المُتعلقة بالأمور المالية والتأكد من خلال استخدامه ألا تكون هذه البيانات مُهمةً.