المحليات
مختصون في الصحة النفسية لـ الراية :

5 طرق للتغلب على اكتئاب ما بعد الإجازة

ضرورة التهيئة النفسية ووضع أهداف جديدة للعمل والدراسة

مُمارسة الرياضة وتنظيم أوقات النوم والاستيقاظ وتجنب السهر

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:

تزامنًا مع قرب انتهاء موسم الصيف والإجازات وعودة المُسافرين من الخارج، أكد عددٌ من الخبراء الاجتماعيين والنفسيين أن الكثير من الطلاب والموظفين قد يُعانون من أعراض ما يُسمّى اكتئاب ما بعد الإجازة، حيث يُصيبهم الملل والتوتر ويشعرون بأنهم لا يستطيعون الاستمرار في نمط حياة جديد يعتمد على المسؤولية والعمل بعد فترة طويلة من الراحة والسفر.

وأكدوا لـ الراية أن هناك 5 طرق للتغلب على هذه المُشكلة بصورة تدريجية وصحية تُساعدهم على العودة لنمط الحياة العادي الذي يُسهمون من خلاله في زيادة إنتاجية العمل والتفوّق والنجاح في الدراسة، منها التهيئة النفسية قبل انتهاء الإجازة، ووضع نمط حياة جديد يعتمد على النوم والاستيقاظ في أوقات مُنتظمة والتقليل من السهر، والتركيز على مُمارسة الرياضة، ووضع أهداف جديدة للإنسان تجعله أكثر قدرة على العمل والحماس لتحقيق هذه الأهداف.

وأوضحوا أن من بين هذه الطرق أن يمنحَ الإنسان نفسه يومًا للتكيف مع الوضع الجديد قبل العودة للعمل، وأن يقومَ بتدريب نفسه على العودة للعمل وكذلك الطلاب أيضًا، لافتين إلى أنه ما زالت هناك فترة مُناسبة قبل العودة للدراسة خلال نهاية الشهر الجاري.

تحذيرات من صدمة ما بعد الإجازة

أكدت الدكتورة أمينة الهيل، الاستشارية النفسية والاجتماعية، أن فترة الإجازة تعتبر فترة راحة وسفر وتوقف عن العمل وتغيير في نمط الحياة اليومية، حيث تكون السمة الغالبة هي الكسل والنوم والخروج والسفر وغيرها من الأمور التي يُمارسها الكثيرون في الإجازة ومن ثم فإن مسألة توقف هذا الأمر والعودة للعمل أو الدراسة تعتبر بمثابة الصدمة أو التحول غير المرغوب من جانب الكثيرين.

ولفتت إلى أن هذا الأمر قد يتحوّل إلى حالة نفسية تُشعر صاحبها بالاكتئاب والملل وقد تدفع البعض إلى التفكير في الاستقالة أو التقاعد خاصة خلال الأسبوع الأول من العمل، موضحة أن هذا الأمر ينطبق أيضًا على الطلاب الذين يشعرون أن العودة للدراسة بمثابة العقاب بعد فترة من المتعة والسفر واللعب ومن ثم فلا بد من التركيز على أهمية التعامل النفسي المُناسب للتغلب على هذه الحالة النفسية حتى لا تستمر طويلًا ويستطيع الموظف أو الطالب ممارسة عمله ودراسته وهو في صحة نفسية جيدة. ولفتت إلى أنه يجب على من يشعر بهذه الحالة أن يعمل على تقبلها بهدوء لأنها حالة طبيعية وليست مُزعجة وستنتهي مع مرور الوقت حيث سيجد الإنسان نفسه قد استعاد نشاطه بصورة تدريجية وسينطلق في العمل وينغمس في مسؤولياته وسيتأكد بعد ذلك أن فترة الإجازة كان لها أثر إيجابي في زيادة نشاطه وتركيزه في العمل. وأكدت أهمية التركيز على تدريب الإنسان لنفسه على العودة للعمل وذلك قبل أيام من انتهاء الإجازة بحيث يبدأ في التقليل من السهر وضبط مواعيد النوم، ما سيكون له تأثير إيجابي بعد العودة للعمل أو الدراسة.

كما نصحت بأهمية تأهيل الطلاب للدراسة أيضًا من خلال اصطحاب الأبناء إلى المكتبات لشراء احتياجات العام الدراسي أو لمجرد الزيارة للاطلاع على الأسعار وأنواع المعروضات الدراسية والاستعداد للتجهيز المدرسي وغيرها من الأمور التي تتعلق باستعدادات الدراسة مثل شراء الحقائب المدرسية، ما سيجعل الطالب مُهيأ نفسيًا للعودة للدراسة.

وأوضحت أن من بين الأمور التي تنصح الموظفين بالتركيز عليها بعد الإجازة، التفكير أو البحث عن هدف جديد، موضحة أنه من أفضل الطرق للخروج من ملل الروتين، وهو الاشتراك في صالة رياضية لتحسين لياقتك أو التفكير في فرصة عمل جديدة أو مشروع خاص جديد.

تأهيل نفسي للموظفين قبل العودة للدوام

قالت الاستشارية النفسية د. موزة المالكي إنه بعد العودة من السفر بشكل خاص يشعر الكثيرون بالملل والاكتئاب خاصة إذا كان البعض مُضطرًا للذهاب إلى العمل في اليوم التالي من الوصول للبلاد، موضحة أهمية أن تكون هناك حالة من التأهيل النفسي قبل العودة للعمل حتى لا تؤثر الحالة النفسية السلبية التي يشعر بها الإنسان على إنتاجيته في العمل.

ولفتت إلى أن الهدف الأساسي من الإجازة هو الترويح عن النفس وشحن الطاقات والعودة للعمل في حيوية ونشاط جديدين بصورة تنعكس على الأداء والإنتاج، لكن الأمر الذي يحدث قد يكون هو العكس إذا أصيب الموظف أو الطالب بحالة من الملل والاكتئاب بعد الإجازة، ولذلك فإنه يتعين على كل فرد أن يعي هذا الأمر، ويتعين على أولياء الأمور أن ينتبهوا لذلك لتأهيل أبنائهم للعام الدراسي، خاصة أنه ما زالت هناك فسحة من الوقت قبل العودة للدراسة يوم 27 أغسطس الجاري بالنسبة للطلاب.

وأوضحت أن من بين الأمور التي تُسهم في التخلص من اكتئاب ما بعد الإجازة هو تجنب تَكرار حكايات السفر، فبعد العودة من السفر، يُكرر الكثير سرد القصص والتجارب، حيث إن سرد التجارب التي عاشها البعض في السفر يُسهم في عدم التخلص من الشعور بالملل، ويجعل البعض في حنين مُستمر للذكريات.

كما شددت على أهمية التركيز على تجربة أمور جديدة في حياة الإنسان كما كان يفعل خلال فترة السفر بالخارج، فإذا كان القيام بهذه الأمور سيجعل الفرد يشعر بأنه بحالة جيدة، فلماذا يتوقف عن فعلها عندما يعود، كما أن من أكثر الأشياء المُمتعة في السفر أن يكون لدى الإنسان وقت للراحة وإرضاء نفسه، ولذلك يجب أن يستمر في تخصيص وقت للراحة والانغماس الذاتي مثل قراءة كتاب أو الذهاب إلى صالون تجميل أو زيارة متحف أو مُشاهدة مسرحية أو الذَهاب للسينما وغيرها.

القلق والتوتر.. مشاعر عادية بعد الإجازة

قالَ الدكتور العربي عطاء الله قويدري، استشاري في الإرشاد النفسي والأسري: إن كثيرًا من الناس يظنون أن الإجازات قد تُساعد الشخص للعودة مُتفائلًا مُتحمسًا مُجددًا لطاقته وينطبق ذلك أيضًا على الدخول المدرسي، ولكن اليوم أصبح الكثير يشعر عند العودة إلى العمل بعد الإجازات بالقلق والتوتر والخمول والاضطراب.

ولفتَ إلى أنه يمكن أن نُلاحظَ هذا الأمر بعد إجازات الأعياد والإجازات الصيفية التي تمتد لعدة أيام مُتواصلة، موضحًا أن هذا الشعور بالاكتئاب وربما القلق والأرق والضيق عادة ما يكون على أشدّه خلال الليلة التي سيعود فيها الإنسان إلى استئناف العمل في صباحها.

وتابعَ: إن هذا الأمر لا يقتصر على الإجازات الطويلة فحسب، فقد يشعر الإنسان بذلك بعد الإجازة الأسبوعية أيضًا، موضحًا أن هذه المشاعر لا يشعر بها الموظف وحده ولكن نرى طلابًا أيضًا يشتكون من الشعور بالاكتئاب بعد الإجازة، لذلك هناك عدد من النصائح للجميع للتخلص من هذا الشعور، منها التركيز على تنظيم الفترة التي تسبق العودة من الإجازة مثل بدء التواصل مع زملاء العمل والتفكير في كيفية تطوير الذات، والتهيئة النفسية لمرحلة المشاعر الثقيلة التي تلي العودة من الإجازات. وتابعَ: إنه ينصح أيضًا عند العودة من الإجازة خاصة إذا كان الإنسان مُسافرًا للخارج، أن يمنحَ نفسه يومًا للتكيف مع الوضع الجديد قبل العودة للعمل، فخلال هذا اليوم سيكون لديه الوقت لإدارة شؤون المنزل المطلوبة مثلًا أو إعداد نفسه ذهنيًا للعودة للعمل. كما نصحَ بالتركيز بشكل إضافي على أساسيات الرفاهية الجسدية والعقلية فيجب أولًا الاعتناء بالنفس من خلال الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم الجيد، بالإضافة إلى المواظبة على مُمارسة التمارين الرياضية المُنتظمة، والحرص على اتباع نظام غذائي غني بالمُغذيات، حيث إن هذه الأمور هي الركائز الأساسية لنمط الحياة الصحي، التي أوصى بها خبراء الصحة لتعزيز الحالة المزاجية وإدارة أعراض الاكتئاب. ولفتَ إلى أن هذا الأمر أيضًا ينطبق على أبنائنا الطلاب كما أنه مطلوب من الأسرة تهيئتهم للعودة للمدرسة دون تخويفهم أو تهديدهم وزرع الثقة في نفوسهم وغرس مفهوم أن العودة للمدرسة هو عودة لبيئة العمل والنشاط والهمة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X