الدوحة – عبدالمجيد حمدي:

كشفَ الدكتور حمد الرميحي، مُدير إدارة حماية الصحة ومُكافحة الأمراض الانتقالية، عن تفاصيل حملة وزارة الصحة للتوعية بمخاطر وطرق الوقاية من فيروس الورم الحليمي المسؤولة عما يقرب من 95٪ من حالات سرطان عنق الرحم وحوالي 90٪ من الأورام أو البثور التناسلية، لافتًا إلى أن تلقي اللَقاح يُساعد في حماية الرجال والنساء من عدة أنواع من السرطان والبثور التي يُسببها الفيروس. وأكدّ د. الرميحي في تصريحات خاصة ل الراية أن الحملة تشمل نشر رسائل ومقاطع فيديو تتناول أهمية لَقاح فيروس الورم الحليمي البشري لجميع أفراد المُجتمع، وذلك باللغتين العربية والإنجليزية عبر مُختلف وسائل التواصل الاجتماعي والصحف والمُقابلات التلفزيونية.

وأعلنَ عن توزيع دليل إرشادي على جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في دولة قطر، يتضمن كافة المعلومات عن المرض وطرق الوقاية منه وأهمية اللقاح. وأكد د. الرميحي أن دولة قطر حققت خطواتٍ كبيرةً في مُكافحة سرطان عنق الرحم والأورام (البثور) ذات الصلة، وذلك من خلال إدراج لَقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ضمن قائمة اللقاحات المُعتمَدة في الدولة كلقاح اختياري.

وأوضحَ د. حمد الرميحي أن اللقاح يعمل ضد تسع سلالات من فيروس الورم الحليمي البشري، ويمنع الإصابة بالأنماط المصلية الأكثر خطورة للفيروس مع جميع المُضاعفات المُحتملة، لافتًا إلى أن أهم حماية هي الوقاية من سرطان عنق الرحم الذي يتسبب في وفاة امرأة كل دقيقة على مُستوى العالم وكل ساعة إقليميًا، ومن ثم فإننا نُشجّع الجميع على أخذ اللقاح وإعطائه لأطفالهم.

وقالَ: يمكن للأشخاص المُصابين بفيروس الورم الحليمي البشري أن ينقلوا العدوى إلى الآخرين دون أن يعرفوا ذلك، لأنه في كثير من الحالات لا تظهر عليهم أعراض، ومن ثم فإنه من خلال أخذ اللقاح، يمكن للإنسان أن يحمي نفسه والآخرين في المُجتمع، مُشددًا على أن اللقاح يمنع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، والذي لا يمكن علاجه بمُجرد الإصابة به.

مجموعة فيروسات

ونوّه د. الرميحي بأن فيروس الورم الحليمي البشري عبارة عن مجموعة من الفيروسات تحتوي على أكثر من 150 نمطًا مصليًا وهي مسؤولة عن أنواع مُختلفة من السرطانات وحالات أخرى.

وأكد أن الأشخاص حتى سن 45 عامًا هم في المجموعة المُعرّضة لخطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري ويستفيدون بشكل أساسي من اللقاح، ومع ذلك فإن لَقاح فيروس الورم الحليمي البشري يكون أكثر كفاءة عند تلقيه في الفئات العمرية الأصغر سنًا، موضحًا أن اللقاح مُتوفّر في المراكز الصحية للرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية ومركز الأمراض الانتقالية.

وأوضحَ أن الهدف الأساسي للقاح فيروس الورم الحليمي البشري هو الفتيات والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 26 عامًا ومع ذلك يمكن إعطاؤه من سن 9 سنوات وحتى 45 عامًا اعتمادًا على تقييم المخاطر من قِبل الطبيب، لافتًا إلى أنه بالنسبة للفئة العمرية من 9 إلى 14 عامًا فإنه يتم إعطاء اللقاح في جرعتين، وبالنسبة للمُراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و26 عامًا، يتم إعطاؤهم اللقاح على ثلاث جرعات.

آمن وفعال

وأكد الدكتور الرميحي أن لَقاح فيروس الورم الحليمي البشري ليس جديدًا، وقد تمَّ إعطاؤه لملايين الأشخاص في العالم لسنوات عديدة حتى الآن، وقد ثبت أنه آمن وفعّال في الوقاية من الفيروس وكذلك الالتهابات والسرطانات ذات الصلة به.

وقالَ: اللقاحات، مثل أي دواء، يمكن أن يكون لها آثار جانبية، وكثير من الأشخاص الذين يتلقون لقاح فيروس الورم الحلمي البشري ليس لديهم أي آثار جانبية على الإطلاق، وعادة ما تكون الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا خفيفةً مثل التهاب مكان الحقن في الذراع من الإبرة وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، التي عادة تختفي خلال يومين. وأشادَ د. الرميحي بمُستوى الوعي حول لقاح فيروس الورم الحليمي البشري في الدولة، لافتًا إلى أن وزارة الصحة العامة بدأت حملةً في هذا الصدد منذ مايو الماضي تهدف إلى زيادة الوعي الصحي لأفراد المُجتمع حول أهمية اللقاح، موضحًا أن من المُلاحظ أن هناك قبولًا واستيعابًا من جانب أفراد المُجتمع بشكل ملحوظ للقاح.

قائمة اللقاحات

وكانت وزارة الصحة العامة قد أعلنت عن إدخال اللقاح المُضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، ضمن قائمة اللقاحات المُعتمدة في دولة قطر، وذلك كلقاح اختياري، في مايو الماضي، حيث يأتي هذا الإجراء في إطار استراتيجية وزارة الصحة العامة لحماية أفراد المُجتمع من الإصابة بسرطان عنق الرحم، وكذلك في إطار الجهود المُستمرة للوزارة لمنع وتقليل عبء الأمراض الانتقالية، التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

الجدير بالذكر أن مُنظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء في الولايات المُتحدة الأمريكية (FDA) ووكالة الأدوية الأوروبية (EMA) توصي باستخدام اللقاح المُضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، حيث يتم استخدامه في 125 دولة حول العالم ضمن برامج التحصين الوطنية، حيث يتميّز اللقاح بقدرته على منع الإصابة بالسرطانات المُرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وغيرها من الحالات.