تقارير
تخطت النطاق المناخي وتُعرف بظاهرة «إل نينيو»

ارتفاع حرارة المحيط الهادئ تهدد الاقتصاد والصحة والغذاء

باريس – (أ ف ب):

تترافق ظاهرة إل نينيو المناخية «ارتفاع في درجة حرارة مياه البحر السطحية بشكل لا يتناسب مع الفترة الزمنية» التي انطلقت أخيرًا، عمومًا مع ازدياد في مُعدلات الحرارة العالمية.. لكنّ تبعات هذا الارتفاع الطبيعي في حرارة المُحيط الهادئ تتخطى النطاق المناخي لتطاول جوانب مُختلفة تشمل الاقتصاد والصحة والغذاء. وثبت أن الأمراض المنقولة بالنواقل، مثل الملاريا وحمى الضنك، يتوسع نطاق تفشيها مع ارتفاع درجات الحرارة. ويُحذر علماء من أن «إل نينيو»، وهي ظاهرة تحصل في المُعدل كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر ما بين تسعة أشهر واثني عشر شهرًا، قد يفاقم الوضع الكارثي أصلًا. وقالت المسؤولة عن التأثيرات المناخية في منظمة «ويلكام ترست» الخيرية مادلين تومسون: إن «ظواهر إل نينيو السابقة أظهرت أننا أمام ازدياد ونشوء لمجموعة واسعة من الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض المعدية الأخرى في المناطق المدارية، في المنطقة التي نعرف أنها الأكثر تضررًا» من هذه الظاهرة. تنبع الزيادة من تأثيرين لظاهرة «إل نينيو»: هطول الأمطار غير المعتاد الذي يزيد من عدد مواقع تكاثر النواقل مثل البعوض، وارتفاع درجات الحرارة الذي يُسرّع من انتقال الأمراض المعدية المختلفة. وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في أوائل يوليو: «إن وصول ظاهرة «إل نينيو» سيزيد بشكل كبير من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة والتسبب في مزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات». وبحسب غريغوري ويلينيوس، وهو مدير مركز عن المناخ والصحة تابع لجامعة بوسطن، فإن موجات الحرارة «قاتل صامت» وتتسبب في الواقع في وفاة عدد أكبر من الأشخاص أكثر من أي نوع آخر من أحداث الطقس القاسية. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 61 ألف شخص قضوا بسبب الحر في أوروبا الصيف الماضي، عندما لم يكن هناك ظاهرة «إل نينيو».
يقول والتر بايثغن من المعهد الدولي للبحث بشأن المناخ والمجتمع: «خلال عام يشهد ظاهرة «إل نينيو» هناك بلدان تزداد فيها احتمالات الحصول على محاصيل سيئة. هذه الحال، على سبيل المثال، في جنوب آسيا وجنوب شرقها. ويمكن أن يؤثر هذا الأمر بشكل ملحوظ على إنتاج الأرزّ العالمي، وهو محصول شديد الحساسية للظروف المناخية. ويتوقع بايثغن أن «محصول الأرزّ في هذه البلدان قد يكون أقل من المعتاد، وقد يكون الاتجار بالأرزّ أكثر صعوبة أو قد يصعب الوصول إليه في السوق الدولية، ولهذا السبب، سيكون سعره مُرتفعًا». وأعلنت الهند، أكبر مصدّر للأرزّ في العالم، الشهر الماضي أنها ستحد من صادراتها بسبب الأضرار التي لحقت بالمحاصيل جراء الأمطار الموسمية غير المنتظمة.
في أوائل أغسطس، أعلنت قناة بنما، التي تمر عبرها 6% من التجارة البحرية العالمية، أن قلة هطول الأمطار، التي قال خبراء الأرصاد الجوية إنها تفاقمت بسبب ظاهرة «إل نينيو»، أجبرت المشغلين على تقييد حركة الملاحة البحرية بسبب مخاوف من تناقص المياه في الموقع. وقد يؤدي ذلك إلى خسائر في الإيرادات تقارب 200 مليون دولار. وقدّرت دراسة نُشرت في مجلة «ساينس» في مايو أن ظاهرة «إل نينيو» قد كلفت الاقتصاد العالمي تاريخيًا أكثر من 4 آلاف مليار دولار في السنوات التالية لها. من المُتوقع أن تتسبب تأثيرات ظاهرة «إل نينيو» والاحترار المناخي في «خسائر اقتصادية قدرها 84 ألف مليار دولار في القرن الحادي والعشرين»، وَفق هذه الدراسة.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X