الرقابة الأسرية تحمي النشء من الجرائم الإلكترونية
برامج الرقابة المنزلية على أجهزة الأطفال .. صمام أمان
تشجيع الأبناء على الإبلاغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني
الدوحة – حسين أبوندا:
دعا عددٌ من المواطنين إلى ضرورة حماية النشء من الجرائم الإلكترونية والكشف عن المخاطر والتهديدات المُحتملة، التي قد تواجههم عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الألعاب ومواقع الإنترنت، مُشددين في تصريحات خاصة ل الراية على أهمية الحفاظ على خصوصية الأطفال واليافعين في هذا الفضاء الواسع لحمايتهم من الابتزاز الإلكتروني أو تلقي الأفكار المسمومة أو التعرض للاستغلال الجنسي عبر تلك الوسائل.
وأكدوا على الدور الرئيسي للجهات المعنية بالطفل في توعية أولياء الأمور بسلبيات ومخاطر هذا الفضاء الواسع، من خلال إطلاق عددٍ من حملات التوعية في وسائل التواصل الاجتماعي وإقامة الندوات والمُحاضرات التي تُسلط الضوء على إيجابيات الرقابة الأبوية على الهواتف والأجهزة اللوحية لأطفالهم حتى عمر 17 عامًا، بخلاف دور المدرسة الرئيسي المُتمثل في المُعلمين والمُعلمات والأخصائيين الاجتماعيين بتحذير الطلبة من المخاطر التي قد تواجههم عند استخدامهم التطبيقات الإلكترونية ومواقع الشبكة العنكبوتية، والألعاب وضرورة توجيههم بكيفية التعامل مع أي موقف بإبلاغ أولياء أمورهم أو أحد المُعلمين.
وشددوا على أهمية مُراقبة أجهزة الأطفال والأبناء في مرحلة المراهقة لمعرفة المُحتوى الذي يقومون بمُتابعته في وسائل التواصل الاجتماعي، والتطبيقات والمواقع الإلكترونية، من خلال تطبيقات الرقابة والمُتابعة التي يسهل تحميلها على الأجهزة الإلكترونية لأطفالهم، وربطها بهواتفهم النقالة لضمان حماية بيانات أبنائهم والكشف عن أنشطتهم والمواقع التي يقومون بزيارتها، والتطبيقات الإلكترونية المُحملة، للكشف فورًا عن المخاطر المُحتملة والتدخل في الوقت المُناسب تفاديًا للوقوع بها، ولفتوا إلى ضرورة تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم على الإبلاغ عن أي حالات ابتزاز إلكترونية وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من المخاطر التي تُهدد خصوصيتهم، والتواصل مع الجهات المُختصة للإبلاغ عن المُحتوى غير المُناسب والمواقع المشبوهة التي تتضمن مُحتوى وموضوعات لا تتناسب مع قيم وأخلاقيات المُجتمع.
ناصر المالكي:
الأطفال عرضة للاستغلال والتنمر الإلكتروني
قالَ ناصر هزيم المالكي: إن الطفل مُعرض للعديد من المخاطر والأضرار أثناء تصفحه للهاتف النقال أو الجهاز اللوحي وفي حال استطاع إنشاء حساب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فإنه سيكون عرضة مثلًا للاستغلال أو التنمر الإلكتروني أو مُشاهدة مقاطع مُصوّرة تبث أفكارًا لا تتواءم مع الدين والعادات والتقاليد الإسلامية، مُشددًا على أهمية وجود رقابة صارمة من أولياء الأولياء لمعرفة المُحتوى الذي يُشاهده الأبناء على الهواتف والأجهزة اللوحية.
ودعا أولياء الأمور إلى حظر تطبيق «التيك توك» من هواتف وأجهزة أبنائهم اللوحية، خاصة أن هذا التطبيق يُساهم في غرس أفكار غير سوية في عقول النشء بعد أن بات المنصة الرئيسية والمشبوهة للباحثين عن الشهرة، لافتًا إلى أن هناك شبابًا وفتيات يقومون بعمل تصرفات ونشر صور ومقاطع خليعة ولا تمتّ أبدًا لعادات وتقاليد الشعب القطري بهدف الحصول على أكبر عدد من المُتابعين والمُشاهدات ومن الضروري ألا يُتابعهم الأطفال حتى لا يتأثروا بهم ويروا أن أفعالهم المُشينة أمر طبيعي.
ولفتَ إلى أهمية دور الجهة المعنية في تنظيم مُحتوى التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية والمواقع في فضاء الإنترنت، مع مُراعاة دور المُجتمع في الإبلاغ عن أي مُحتوى أو مواقع أو تطبيقات إلكترونية قد تؤثر على الأطفال والمُراهقين وتفرز لديهم سلوكيات غير سوية.
جابر الكبيسي:
مُراجعة المواقع التي يتصفحها الأبناء
أوضحَ جابر الكبيسي أن التطبيقات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت فضاء مفتوح، وفي نفس الوقت هي سلاح ذو حدين، لذا فإن وجود رقابة أبوية على أنشطة أطفالهم، أمر في غاية الأهمية.
وشدد على أهمية استخدام برامج المُراقبة التي يربط فيها الآباء والأمهات هواتفهم النقالة بهواتف الأبناء والبنات، للكشف عن أنشتطهم على الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية المُحملة والتي يزورونها باستمرار، ومُراجعة المواقع التي يتصفحها الأبناء أو التطبيقات الإلكترونية التي تمَّ تحميلها لمعرفة ماهيتها.
خالد الهاجري:
دور رئيسي للمدرسة في توعية الأطفال
أكد خالد الهاجري أن ترك الحرية للطفل لاستخدام الهاتف النقال أو الجهاز اللوحي دون أي رقابة أبوية يُعرّضه للعديد من المخاطر، وفي مُقدمتها سهولة وقوعه ضحية للمُبتزين أو المُخترقين، مُشددًا على أهمية تقرب الآباء والأمهات من أولادهم والتحدث معهم حول المُحتوى الذي يشاهدونه في الإنترنت والتطبيقات الإلكترونية للكشف عن المخاطر المُحتملة التي قد تواجههم والتدخل فورًا لحلها.
وشدد على أهمية توجيه الأطفال بالمخاطر المُتوقعة والمواقف التي قد تواجههم في مواقع الإنترنت، والتطبيقات والألعاب الإلكترونية، مع الأخذ في الاعتبار تشجيع الطفل على مُشاهدة المواقع المُفيدة وعدم تحميل أي ألعاب أو برامج تتضمن غرف دردشة أو خاصية الرسائل الشخصية لأنها غالبًا ما تكون وكرًا للمُتحرشين بالأطفال، مؤكدًا في الوقت نفسه على أهمية منع الطفل من مُتابعة برامج التواصل الاجتماعي التي تتضمن العديد من المشاهد والمقاطع الخليعة والتي تبث الأفكار المسمومة، وفي حال تحميل تطبيق اليوتيوب المُخصص للأطفال لا بدّ من مُراقبة المُحتوى الذي يُشاهده الأبناء لتجنب ظهور مقاطع وفيديوهات تُروّج على سبيل المثال للشذوذ الجنسي.
ونوَّه بدور المدرسة الرئيسي المُتمثل في المُعلمين والمُعلمات والأخصائيين الاجتماعيين لتحذير الطلبة من المخاطر التي قد تواجههم عند استخدامهم التطبيقات الإلكترونية ومواقع الشبكة العنكبوتية والألعاب وضرورة توجيههم لكيفية التعامل مع أي موقف بإبلاغ أولياء أمورهم أو أحد المُعلمين.
حسين الحداد:
عدم نشر المعلومات الشخصية
قالَ حسين الحداد: إن التطوّر التكنولوجي ساهم بشكل مُباشر في فرض استخدام الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية على الأطفال، ورغم وجود أسر لا تزال تُحافظ على مبدأ منع أطفالها من حمل تلك الأجهزة إلا أنه واقعيًا أصبح في يد مُعظم الأطفال، وهذا الأمر يستدعي حفاظ الأسر على سلامة أبنائها عند استخدام التكنولوجيا التي تتضمن إيجابيات وسلبيات، معتبرًا أن أبرز السلبيات تتمثل في سهولة ارتكاب الجرائم الإلكترونية ضد الطفل في حال تجاهل أولياء الأمور مُراقبة المُحتوى الذي يُشاهده ويُتابعه أطفالهم، حيث يمكن أن يواجهَ الطفل الابتزاز الإلكتروني أو تلقي الأفكار المسمومة وغيرها العديد من المخاطر التي قد تجعله ضحية لأحد الذئاب البشرية.
ودعا نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين الموثوقين الذين تسمح الأسر بأن يكونوا ضمن الذين يُتابعهم الأطفال إلى العمل على بث رسائل توعوية للأطفال وخاصة الفئة من عمر 10 سنوات إلى 17 عامًا بمخاطر التحدث مع الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي سواء من خلال الرسائل أو الاتصال المرئي وأيضًا تجنب نشر معلوماتهم الشخصية وصورهم ومقاطعهم المُصوّرة على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرًا أن قطر بها عدد من مشاهير التواصل الذين يؤثرون بشكل مُباشر على مُتابعيهم، خاصة الأطفال ودورهم المُجتمعي يُحتّم عليهم المُشاركة الفعالة في الحملات التوعوية التي تحمي المُجتمع ككل. وأكد ضرورة تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم على الإبلاغ عن أي حالات ابتزاز إلكترونية وتعليمهم كيفية حماية أنفسهم من المخاطر التي تُهدّد خصوصيتهم، والتواصل مع الجهات المُختصة للإبلاغ عن المُحتوى غير المُناسب والمواقع المشبوهة التي تتضمن مُحتوى وموضوعات لا تتناسب مع قيم وأخلاقيات المُجتمع.