كتاب الراية

ما بين السطور …. «ما أحلى الرجوع إليها»!

ما أحلى تلك الذكريات التي لا تزال تطوف بنا وبخيالنا حتى اليوم، رغم السنوات الطويلة التي تفصلنا بها.

أول يوم، أول حصة، أول أسبوع، أول فصل، أول عام، أول مُعلم أو مُعلمة، أول شهادة نجاح، أول…….

ولا تنتهي تلك الأشرطة عن العودة إلينا، تُعيد لحظات من حياتنا مرَّت كالبرق، لكنها لا تزال تعيش فينا، وفي كل شيء حولنا. القلم الأول، الدفتر الأول، الكتاب الأول، السنة الأولى، الصديق والصديقة الأولى، ذكريات وذكريات تعشش بين جوانب أذهاننا، وتظهر للعِيان حالما نرى أحدها أمامنا، ونرى أبناءنا، وأحفادنا، يحملون حقائب الكتب الجديدة، وحقائب الطعام، والمقلمة، بملابسهم الجديدة، ورؤاهم الجديدة، لعالم جديد، وغد آخر، ربما يكون من أفضل الأيام، وربما….

لا قدرة لنا على تخطي اللحظة الآنية، ولا النظرات الحالية، ولا الخطوات التي تترنم فوق الساحات الواسعة..

مدارسنا، وصغارنا، ينطلقون من جديد، في رحلة جديدة، يتسلقون خلالها تلال العلم وجباله، وينطلقون بين حقوله المُترفة بالخير والنماء.. قلوب صغيرة تتجه بكل أمل وحب وترقب، لهدف جديد، وفصل جديد، ومرحلة جديدة من مراحل العلم والقطاف من كل ورقة، وكل كلمة، وكل حرف..

آمال تزهر مع كل خطوة، وكل نظرة، وكل ابتسامة، وكل تلويحة. تُعيدنا معها إلى زمن مر ولم يتوقف عند لحظة أو أخرى. لكننا لا نزال، توقفنا اللحظات، والصور التي تنطلق بكل بشاشة وبهجة، من معاقل الذكريات التي اختارت أن تضعَ نفسها اليوم في الواجهة، تواجهنا بكل صراحة وصدق، تُحاسبنا على كل اللحظات الضائعة من أزمنتنا، والتي لم نكن نُحسن التعامل معها والرفق بها، وها نحن نطلق العِنان لصغارنا في كل مراحل العلم والدراسة، ليغرفوا من كل ما تقع عليها أياديهم، وأعينهم، وتساؤلاتهم الكثيرة،

ربما لم نفقد شيئًا من ذلك الزمن القديم، ربما كان الزمن مُختلفًا بكثير عن أيامنا هذه، الزمن، والحياة، والمُجتمع، والعالم من حولنا، والابتكارات التي لم تكن قد نهضت من مهدها في ذلك الزمان.

لكنها سبقتنا الآن، وألقت بكل أحمالها بين أيادي الصغار والكبار، ابتكارات ما كنا نعتقد يومًا بها، أو نصدق بإمكاناتها، وهي تتبعهم إلى مقاعد الدراسة والمعاهد والجامعات، ومقار العمل والاختبارات الكثيرة،

هنيئًا لأجيالنا الحديثة، والقادمة، وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X