دير الزور والسويداء والساحل.. هل تكتب نهاية حكم الأسد؟

دمشق – الجزيرة نت:
جدَّدت التطوّراتُ الأخيرةُ المُستمرّةُ في كلٍ من دير الزور شرقي سوريا والسويداء في أقصى الجنوب ومِنطقة الساحل في شمالي غربي البلاد، إحياءَ ملف الثورة السورية بعد نحو 3 سنوات مما يوصف بالركود الناتج عن تموضع القوى المُختلفة وإيجاد حدود لأماكن سيطرتها على الأرض وتراجع الأصوات الداعية لإنهاء الصراع الذي تشهده البلاد منذ 12 عامًا. ودفع تزامن التطورات غير المسبوقة في سوريا خلال الأسابيع الماضية مُراقبين لمُحاولة ربطها وإيجاد قواسم مُشتركة بينها، وطرحت كذلك تساؤلات حول ما إذا كانت ستؤدّي في النهاية إلى تغيّرات دراماتيكية في المُعادلة السورية المُعقدة.
اندلعت الأسبوع الماضي اشتباكاتٌ في بضع قرى بالريف الشرقي لمُحافظة دير الزور (شرقي البلاد) بعد اعتقال ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، ما دفع مُقاتلين محليين موالين له إلى شنِّ هجمات عليها سرعان ما تطورت إلى اشتباكات انضمّت إليها العشائر العربية، التي ينتمي إليها سكان المِنطقة المُمتدة حتى الحدود مع العراق شرقًا، وأسفرت عن سيطرة العشائر على معاقل كبيرة ل «قسد». وأفادت مصادر محلية في سوريا بأن القتال بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية امتد خلال اليومين الماضيين إلى ريفي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) المُجاورتين لمُحافظة دير الزور، وسيطروا على عدد من المواقع التابعة ل «قسد» فيهما. كما اشتبك مُقاتلو العشائر مع قوات النظام السوري، وقطعوا الطريق الدولي «إم 4» على محور «صكيرو» جنوب تل أبيض بريف الرقة، وذكرت مصادر محلية أن مُقاتلي العشائر سيطروا على حاجز لقوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف تل تمر شمال الحسكة. وطرد مُقاتلو العشائر العربية في بادئ الأمر القوات التي يقودها الأكراد من عدة بلدات كبيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية تقول: إنها بدأت في استعادة السيطرة على الوضع.
ويرى مُراقبون أن الاشتباكات الجارية قد تمتد إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام، خاصة أنَّ بعض المواقع التابعة لقواته سيطر عليها مُقاتلو العشائر خلال اليومين الماضيين، ومن المُمكن أن تتدحرج كرة النار في حال امتداد الاشتباكات الأخيرة لتطال مواقع أخرى، إلا أن آخرين يرون أن النظام السوري وحلفاءه المُستفيد الأكبر من الاشتباكات الحالية بين العشائر وقوات سوريا الديمقراطية كونها تضعف الطرفَين في مناطق خارجة عن سيطرته، وأيضًا تُدخل الولايات المُتحدة في دُوامة صراع عرقي قد يؤثر على وجود قواتها في سوريا.
على مدى الأسبوعَين الماضيَين، خرجت مُظاهرات عديدة في مُحافظة السويداء الجنوبية، التي تضم مُعظم الطائفة الدرزية في سوريا، احتجاجًا على سوء الأوضاع المعيشية وطالبت بتنحي الرئيس بشار الأسد عن منصبه. وردَّد المُحتجون خلال الاحتجاجات «الشعب يريد إسقاط النظام»، وهي ضمن شعارات أطلقها مُتظاهرون خرجوا للمُطالبة بإسقاط حكم الأسد عام 2011 قبل أن تقمعها قوات الأمن التابعة له، وتنجرّ الأمور إلى صراع مُسلح مُستمر حتى اليوم. والجمعة الماضي، بثت شبكات – ترصد الحَراك في السويداء على مواقع التواصل الاجتماعي – مقاطع فيديو تظهر ما وصفتها بمشاهد غير مسبوقة «لأكبر مُظاهرة ضد الأسد» في تاريخ هذه المُحافظة القريبة من الحدود مع الأردن. واندلعت مُظاهرات السويداء في أغسطس الماضي بسبب رفع النظام الدعم عن الوَقود، ما عكس ارتفاعًا للأسعار وزيادة في الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين، الذين يُعانون من تردِّي أحوالهم منذ سنوات.