رياضة الإسكواش في قطر.. نجاح تنظيمي ومواهب تحتاج إلى النضج

الدوحة – قنا:
على مدار نحو ثلاثة عقود، نجحت دولة قطر في ترك بصمة قوية في عالم الإسكواش، وذلك عبر تنظيم أكبر الأحداث الرياضية والبطولات التي تجذب الأبطال والبطلات لها في كل عام.. وعلى رأسها بطولة قطر كلاسيك للرجال والسيدات، إحدى أكثر الفعاليات الرياضية شهرة في البلاد، والتي تقام سنويا على ملاعب مجمع خليفة الدولي للتنس والإسكواش، التي تم إنشاؤها عام 1992.
البطولة القطرية ظهرت في أوائل التسعينيات، وعرفت بين عامي 1992 و1997 بمسمى بطولة قطر الدولية، وأعيد تنظيم الحدث في عام 2001 تحت اسم بطولة قطر كلاسيك، وصنفت ضمن سلسلة البطولات البلاتينية العالمية في الإسكواش.
وسطرت بطولة قطر كلاسيك منذ انضمامها إلى بطولات المحترفين، تاريخا عريضا عاما بعد عام، وباتت أنجح وأكبر البطولات في هذه الرياضة، حيث جذبت سنويا الأبطال والبطلات العالميين، وهو ما جعلها جزءا مهما من تاريخ رياضة الإسكواش.
وبرز في البطولة القطرية على مدار نسخها العديد من الأبطال والبطلات، وفي مقدمتهم أسطورة الإسكواش المعتزلة الماليزية نيكول ديفيد الحاصلة على لقب بطولة العالم ثماني مرات، والتي تملك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب بطولة قطر كلاسيك برصيد خمس مرات، آخرها عام 2011.
وعلى صعيد الرجال، برز أكثر من بطل عالمي حقق اللقب، كان في مقدمتهم المصري رامي عاشور الذي حقق اللقب ثلاث مرات، إلا أن محمد الشوربجي تمكن في النسخة الأخيرة من البطولة من تحقيق لقبه الرابع تحت العالم الإنجليزي، بعدما حقق ألقابه الثلاثة الأولى تحت العالم المصري.
وبجانب بطولة قطر كلاسيك التي تقام بصورة سنوية، استضافت الدوحة على مدار نحو عقدين من الزمان، بطولات عالم في مختلف الفئات، استهلتها ببطولة العالم للرجال عام 1998، وهي البطولة التي أقيمت في قطر ست مرات آخرها عام 2019، وكذلك بطولة العالم للسيدات عام 2002، وبطولة العالم للناشئين 2012، وبطولة العالم لمنتخبات الناشئين في العام نفسه.
كما تنظم قطر بصورة مستمرة العديد من البطولات الآسيوية للفئات السنية المختلفة الخاصة ببداية الشباب والشابات، ومرورا بالناشئين والناشئات ونهاية بالبراعم، فضلا عن البطولات المحلية المختلفة التي تهدف من خلالها إلى اكتشاف وتطوير المواهب.
الإنجازات المميزة في مجال تنظيم البطولات الدولية، لم يقابلها إنجازات موازية للإسكواش رغم المحاولات الدائمة وتوفير كافة الدعم والمنشآت الرياضية القادرة على رفع مستوى اللعبة على الصعيد المحلي.
وتمثلت إنجازات الإسكواش القطري خلال السنوات العشر الأخيرة في بروز عدد من المواهب، كان في مقدمتهم عبدالله التميمي الذي بات حاليا أحد أبرز اللاعبين في القارة الآسيوية، فضلا عن دخوله قائمة في أكثر من مرة قائمة أفضل 20 لاعبا على مستوى العالم.
وبجانب التميمي، ظهرت في السنوات الأخيرة أكثر من موهبة ناشئة تحتاج إلى مزيد من التطور والنضج، وذلك من خلال العمل على تطوير مهاراتهم الفردية واكتساب خبرات المشاركة في البطولات الدولية، والاحتكاك مع الأبطال العالميين، وخاصة سالم المالكي وسيد ازلان.
وسيكون عشاق الإسكواش، على موعد مع نسخة جديدة من بطولة كيوتيرمنلز كلاسك للإسكواش، والتي تنطلق منافساتها بعد غد السبت وتستمر حتى السادس عشر من الشهر الجاري، وسط مشاركة نسائية للمرة الأولى منذ العام 2015.
وبعد غياب سبع سنوات، سيشهد لقب السيدات منافسة حامية بين 64 لاعبة من أبرز المصنفات العالميات في رياضة الإسكواش، تتصدرهم المصرية نوران جوهر المصنفة الأولى على العالم، ومواطنتها نور الشربيني المصنفة الثانية عالميا، والساعية لحصد اللقب القطري بعدما خسرت نهائي النسخة الأخيرة عام 2015 أمام الإنجليزية لورا ماسارو (2- 3).
ووفق القرعة، تستهل جوهر المرشحة الأولى، مشاركتها في بطولة كلاسيك من الدور الثاني، حيث ستلتقي بالفائزة من المواجهة التي ستجمع الويلزية إيميلي ويتلوك واللاتفية إنيتا ماكيفيتشا.
وينتظر أن تواجه جوهر في طريقها نحو حصد اللقب القطري، كلا من الأمريكية أوليفيا فيشر المصنفة التاسعة، ومواطنتها أماندا صبحي المصنفة السابعة، قبل المواجهة التي قد تجمعها بمواطنتها هانيا الحمامي المصنفة الثالثة في الدور نصف النهائي.
في المقابل، ستكون الشربيني المصنفة الثانية عالميا، على موعد مع مواجهة مصرية مبكرة أمام مواطنتها روان العربي المصنفة العاشرة عالميا، ومن ثم أمام كل من البلجيكية نيل جيليس المصنفة السادسة، والنيوزيلندية جويل كينج المصنفة الرابعة.
وعلى صعيد منافسات بطولة الرجال، سيكون المصري علي فرج المصنف الأول عالميا، مرشحا فوق العادة الأول لحصد اللقب من بين 64 لاعبا، إلا أن القرعة أوقعته في مواجهاته خلال مبارياته الثلاث الأولى مع مواطنيه محمد أبو الغار المصنف الـ38 عالميا، وفارس دسوقي المصنف الـ13 عالميا، وطارق مؤمن المصنف التاسع عالميا، والذي توج بطلا للعالم في مدينة الدوحة عام 2019.
وفي حال تكملته للمشوار سيكون فرج الساعي لتحقيق لقبه الثالث في قطر بعد نسختي 2018 و2020، على موعد في الدور نصف النهائي مع مواجهة النيوزيلندي بول كول المصنف الخامس عالميا، والذي خسر النهائي في قطر عامي 2020 و 2021.
في المقابل، سيسعى البيروفي دييجو إلياس المصنف الثاني عالميا، لحصده لقبه الثاني في قطر بعد اقتناصه للقبه الأول في الفئة البلاتينية، عندما تغلب على النيوزيلندي بول كول في نهائي نسخة العام 2021 من البطولة، وليصبح أول أمريكي جنوبي يفوز بهذا اللقب الكبير.
وينتظر أن يصطدم إلياس في طريقه نحو اللقب في الدور نصف النهائي، باللاعب الإنجليزي محمد الشوربجي حامل اللقب والمصنف الثالث عالميا، والذي يملك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد أربع مرات.
في حين سيكون أمام اللاعب القطري عبدالله التميمي المصنف الـ23 عالميا، مهمة صعبة لمواصلة المشوار في البطولة والمنافسة على اللقب في ظل مشاركة غالبية المصنفين العالميين الأوائل، إلا انه سيكون مرشحا فوق العادة لتخطي عقبة الدور الأول من المنافسات عندما يلتقي الفرنسي لوكاس سيرمي المصنف الـ 49 عالميا.
ويشارك القطريان سيد أزلان وسالم المالكي أيضا في منافسات هذه النسخة من البطولة بعد تلقيهما لدعوات خاصة من اللجنة المنظمة، وذلك في إطار استراتيجية الاتحاد لتطوير مهارات وخبرات المواهب الناشئة وتوفير لها البيئة الخصبة للاحتكاك بالأبطال العالميين.