الفحوصات الدورية تكشف الأمراض الخفية
الكشف المبكر يزيد فرص الشفاء.. والخوف وراء العزوف عن إجرائه
وجود تاريخ عائلي للمرض سبب رئيسي للحرص على الكشف الطبي دوريًا

الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
أكدَ عددٌ من الأطباء والمُثقفين الصحيين أهمية الحرص على إجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري على الأقل مرة كل سنة أو كل 6 أشهر، للكشف عن أي أمراض غير ظاهرة وللحفاظ على الصحة بشكل عام، موضحين أن هناك العديد من الأمراض الساكنة الخفية، التي لا يتم اكتشافها إلا بالصدفة أو في حالات الطوارئ مثل السرطان والسكري والضغط وأمراض القلب والكوليسترول والأوعية الدموية ونقص المعادن والفيتامينات بالجسم. وقالَ هؤلاء ل الراية: إن البعض قد يعزفون عن إجراء مثل هذه الفحوصات خوفًا من اكتشاف أمراض خطيرة قد لا يكون في استطاعتهم التعامل معها، مثل السرطان أو الفشل الكلوي ونحوهما، موضحين أن الخوف من المرض ليس سبيلًا للخلاص منه، ولكن مواجهته هي أفضل الطرق، خاصة في ظل التطورات الصحية العالمية في التعامل مع الأمراض الصعبة.
وتابعوا: إن هناك أمراضًا تعتبر بسيطة لكنها تؤثر بشكل كبير على الجسم نتيجة لإهمال الفحوصات الطبية ومنها على سبيل المثال: نقص فيتامين د الذي يُعاني منه الكثيرون دون أن يكون لديهم علم بذلك، موضحين أن مثل هذا الأمر يتسبب في آلام بالعظام والمفاصل والشعور بالتعب والإعياء بصورة مُستمرة، في حين أن العلاج بسيط جدًا من خلال جرعات من الأقراص لفترة مُحددة.
وأكدوا أهمية التركيز على نشر الوعي بين الجمهور فيما يتعلق بهذا الأمر، خاصة أن المرافق الصحية مُنتشرة بشكل كبير في جميع أنحاء الدولة، وهناك إمكانية لإجراء هذه الفحوصات بسهولة ولكن تظل الإرادة هي العامل الرئيسي والمُحرّك في تشجيع الجميع على أن تكونَ هذه الفحوصات أمرًا روتينيًا في نمط الحياة، لأنه لا يوجد أغلى من الصحة.
د. إسماعيل مبارك:
ضرورة تعميم ثقافة الفحوصات الدورية
يقول الدكتور إسماعيل مبارك، استشاري أمراض الصدر بمُستشفى العمادي: إن ثقافة الفحوصات الدورية من الأمور غير المُنتشرة بين الجمهور، خاصة في حال عدم الشعور بأي تعب أو مرض، موضحًا أن الفحص الروتيني مُهم للكشف عن أمراض قد تكون خفيةً، ولا تظهر آثارها أو أعراضها إلا في فترات لاحقة، وربما يكون الأمر قد تفاقم وقد وصلت الحالة لمراحل مُتقدمة، ومن ثم فإن ثقافة الفحوصات الدورية يجب أن تكونَ هي السائدة بين الجميع، لأن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج بمراحل كثيرة.
ولفتَ إلى أنه على سبيل المثال فإن المُدخنين يجب أن يحرصوا على إجراء هذه الفحوصات من فترة لأخرى فربما تكون لديهم مشاكل غير ظاهرة بالرئتين فهما أكثر ما يتأثر بالتدخين، وبالتالي فإن الكشف عن أي مشاكل صحية في مرحلة مُبكرة من شأنه أن يُعززَ من نجاعة التدخل العلاجي في الوقت المُناسب.
وأضافَ: لا ينبغي إهمال أي شعور بالألم حتى تصل درجة المرض إلى مرحلة لا يمكن تحملها، موضحًا أن إهمال الفحوصات الدورية قد يصل بحالة المريض إلى درجات يكون التدخل العلاجي فيها صعبًا، وقد يتطلب إجراء جراحات خطيرة مثل إزالة أورام أو نحوها.
ولفتَ إلى أن كثيرًا من الناس يجهلون أهمية الفحص الدوري الشامل في الاكتشاف المُبكّر للأمراض ولا يفكرون في الذهاب إلى الطبيب، إلا إذا كانت عنده شكوى معينة، كما يجهلون حكمة أن الوقاية دائمًا أفضل من أي علاج.
د. غسان حمص:
غالبية مرضى السكري يكتشفون الإصابة بالصدفة
أكدَ الدكتور غسان حمص، استشارى الباطنة والغدد الصماء بمُستشفى العمادي، أن هناك العديد من الأمراض التي يتم اكتشافها بالصدفة في بعض الحالات التي تصل للعيادات، وذلك من خلال إجراء الفحوصات الروتينية، حيث يتبين أن البعض يُعانون من ارتفاع السكري أو الكوليسترول أو أمراض القلب بعد إجراء فحوصات روتينية لهم.
ولفتَ إلى أهمية الحرص على إجراء فحوصات دورية خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لبعض الأمراض مثل السكري أو أمراض القلب، موضحًا أن الكثير من الحالات المرضية – خاصة مرضى السكري – يتم اكتشافها بالصدفة حينما يُصابون ببعض الإعياء أو التعب ويتم إجراء تحاليل لهم، ومن ثم نكتشف أن مُعدلات السكري في ارتفاع كبير دون أن يُدركَ الشخص المُصاب.
ولفتَ إلى أهمية التركيز على توعية الجمهور بهذا السلوك الصحي الهام، حيث إن الكثيرين لا يقومون بهذه الفحوصات نتيجة الخوف من اكتشاف مرض خطير أو التكاسل أو الانشغال بالعمل، موضحًا أن جميع هذه الأسباب لا تعتبر مُسوِّغًا مُقنعًا لتجاهل إجراء الفحوصات الطبية الدورية.
وقالَ: إن نشر هذه الثقافة بين الجمهور يُسهم بدون شك في تجنب الكثير من الأمراض ومنها السكري، الذي يمكن تجنب الإصابة به في بعض الحالات التي تكون على حافة الإصابة من خلال الكشف المُبكّر وتحديد نظام غذائي صحي وتقليل الوزن، ومن هنا تكمن أهمية الفحوصات الدورية.
هبة نصار:
الخوف من المرض لا يبرر إهمال الفحوصات الطبية
تقول هبة نصار، مُثقفة صحية بالجمعية القطرية للسرطان: يجب التركيز في المقام الأول على توعية الجمهور بأهمية إجراء الفحوصات الطبية وعدم الخوف من المرض بشكل عام والسرطان بصفة خاصة، موضحة أن الكثيرين يخشون إجراء فحوصات طبية خوفًا من اكتشاف إصابة بأمراض خطيرة، ولكن مع تطور وتقدم العلاجات الحديثة فقد أصبح بالإمكان الشفاء من الأمراض الخطيرة بإذن الله، وذلك بشرط الاكتشاف المُبكر والتدخل في التوقيت المُناسب. وأكدت أنه على سبيل المثال تحرص الجمعية على مواصلة جهودها التوعوية نحو نشر الوعي بالمرض وطرق الوقاية منه، وتعزيز ثقافة الكشف المُبكر كونه الركن الأساسي في الوقاية والعلاج، موضحة أن نسبة الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى 100% في حالة اكتشافه مبكرًا، وهو الأمر الذي يتوقف على الحرص على إجراء الفحوصات الدورية خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي بالسرطان أو أي أمراض أخرى مثل السكري وغيره. ولفتت إلى ضرورة مُراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن أي أمراض صامتة، موضحة أن السرطان قد لا تظهر أعراضه إلا في مراحل مُتقدمة، لكن لا بد من العمل على نشر ثقافة الفحوصات الدورية وعدم الخوف من المرض -لأن لكل داء دواء- والتمسك بالأمل والأخذ بالأسباب. وأشارت إلى أن كل فرد يحتاج إلى فحوصات طبية دورية لاكتشاف الأمراض التي قد لا تكون أعراضها ظاهرة، فيجب ألا ينتظر الفرد ظهور هذه الأعراض حتى يتحرك ويذهب للطبيب، لكن هذه الثقافة غائبة بشكل واضح عن مُجتمعنا، ولا يقوم بهذا الأمر إلا نسبة قليلة والأسباب مُتعددة خاصة أن زيارة الطبيب تُسبب الاكتئاب وتشعر البعض بالحزن بسبب الحالات المرضية التي يمكن مُشاهدتها في العيادات والمُستشفيات، لذلك يفضل البعض عدم التوجه إلى الطبيب إلا عند الضرورة.