دراجيات.. اليابان تُهين ألمانيا وتُقيل المدرب فليك !!

قبلَ تسعةِ أشهرٍ من نهائيّات بطولةِ كأس أُمم أوروبا، التي تحتضنُها ألمانيا، تعرَّض منتخبها إلى هزيمةٍ مُذلّة برباعيَّة على ميدانه أمام اليابان، في مُباراة ودّية، خلَّفت ردودَ فعلٍ ناقمةً على المدرب واللاعبين، خاصة أنَّها رابعة خسارة للمانشافت في آخر خمس مُباريات، بعد خروج مُبكِّر في نهائيَّات كأس العالم في قطر، عندما خسر أيضًا في مباراتِه الافتتاحية أمام اليابان بهدفَينِ لواحدٍ، ما عجَّل برحيل المُدرّب هانزي فليك بعد موسمَينِ من تولّيه العارضةَ الفنيَّةَ لمُنتخبٍ يفشل -منذ نهائي كأس العالم 2014- في بلوغِ أدوارٍ مُتقدّمة في المُسابقات الكُبرى، بل صارَ يخرج من الدور الأوَّل، مُخلفًا تساؤلاتٍ وعلاماتِ استفهام حول الأسباب والتّداعيات.
الاتّحاد الألماني لم يصمد أمام الانتقادات وموجة الغضبِ في الأوساط الإعلامية والجماهيرية، فعجَّل على غير العادة بإقالة المُدرب هانزي فليك، ووَعدَ بتعيين خليفةٍ له في أقربِ فرصةٍ، حيث يبدو مُدرب البايرن، سابقًا، جوليان ناجلسمان المرشَّحَ الأبرزَ لتولّي المهمة وتجاوز الأزمة التي وصفتْها الصحافةُ الألمانيَّةُ بالكارثةِ والمهزلةِ والصّدمةِ، وضغطت لإقالة المدرب فليك قبل التعرُّض لنكسة أخرى في نهائيّات اليورو المُقبلة، بعد أن أخفقَ في مونديال قطر، وتسبَّب في شهر مارس الماضي بتعرُّض ألمانيا على ميدانِها لأوَّل خَسارةٍ أمام بلجيكا منذ ستِّين سنةً، وكانت بداية السقوط التي تلتها الخَسارة أمام بولندا، ثم كولومبيا وبعدها اليابان بالأربعة.
بعضُ المحلّلين حمّلوا الاتحاد الألماني لكرة القدم مسؤولية التّراجع عندما جدَّدَ الثقة في هانزي فليك بعد الإخفاق في نهائيَّات كأس العالم 2022، وعندما جدَّدَ قبل ذلك عقدَ المدرّب السابق يواكيم لوف رغم الإخفاقِ في مونديال روسيا، والفشلِ في بعثِ نَفَسٍ جديدٍ في صفوف المنتخب، رغم توفر المواهب، قبل أن يتولَّى هانزي فليك زمامَ أمور المُنتخب وتتدهور الأوضاع أكثرَ في بلدٍ لم يشرف عليه سوى أحدَ عشرَ مُدربًا على مدى قرنٍ من الزمن، بمعدل مدرب واحد لكل عشْرِ سنوات، لم يتخلَّ عنهم الاتحاد الألماني إلا نادرًا، لكنَّ الانتقادات هذه المرَّة كانت كبيرةً وعلى مقربة من حدث أوروبي كبير تحتضنُه ألمانيا رغم صعوبة إيجاد البديل. المدربُ هانزي فليك الذي أشرف على المنتخب الألماني لمدة سنتَين، تحدَّى الجميع قبل قرار إقالته عندما اعتبر نفسه الأفضل والملائم لتدريب المنتخب الألماني حتى بعد الخَسارة المذلة أمام اليابان، وأنَّ الذي يحدث هو فترة فراغ بدأت منذ عهد المدرب السابق يواكيم لوف في آخر مواسمِه الثلاثة، لكنَّ المتذمِّرين من الوضع، اعتبروا استمراره حتى مواجهة فرنسا وديًا هذا الثلاثاء في دورتموند، بمثابة استفزاز لمشاعرِ الألمان، لأنَّ خَسارة جديدة ستكون الرابعةَ على التوالي، وهو رقْم لم يسبقْ له مثيلٌ في تاريخ الكرة الألمانية، ولا يمكن قَبولُه على منتخب يضم جيلًا مُخضرمًا ومُتميزًا، ينشطُ في أقوى الدوريات الأوروبيَّة، وفي بلدٍ نالَ اللقبَ العالميَّ أربعَ مرّات، واللقبَ الأوروبيَّ ثلاثَ مرّات.بغضِ النظر عن قرارِ الإقالة والخليفة المُرتقَب، بعد تكليف طاقم مؤقّت بقيادة رودي فولر لخوض المواجهة الودية أمام فرنسا، فإنَّ الألمان يجمعون على أن منتخبَهم في أزمةٍ شديدةٍ منذ سنوات، يتحمل مسؤوليتها الجميع، ليس المدرب وحدَه، ولا اللاعبون القدامى، أو الجدد من الجيل الصاعد بمعزل عن معطيات أخرى فنية، ولا حتَّى الاتحاد الألماني العاجز عن إيجاد الحلول، أو الصحافة القاسية، أو الجماهير الغاضبة التي تعتقد أن ألمانيا ما زالت هي نفسها كُرويًا، وتنسى أنَّ الكرة تحوَّلت وتغيرت، والمنتخباتُ الأخرى تطوَّرت وتحرَّرت من كل العُقد، فصارت كوريا واليابان تخرجان ألمانيا في الدور الأول من نهائيّات كأس العالم، وبولندا وبلجيكا وكولومبيا تفوز على ألمانيا وديًا، فهل ستكون الاستفاقة على يد الشاب ناجلسمان، أم ستزيد فرنسا من أوجاعِهم الليلة في المواجهة الوديّة؟.
إعلامي جزائري