لماذا؟.. تغيير المسؤول يصحبه تغيير الموظفين؟

لماذا عندما يتغيّر شاغلو المناصب الإدارية العُليا في الجهات الحكومية وشبه الحكومية، يُسارع مُعظمهم بتغيير مجموعة الموظفين العاملين معهم في الإدارة نفسها أو في الإدارات الأخرى.
هل من مُتطلبات الإدارة الناجحة إجراء مثل هذا التغيير؟ أم إنه عُرفٌ إداري جرى تطبيقه من قِبل بعض المسؤولين حتى أصبح في نظر من يأتي بعدهم ضرورةً مُلحةً.
يشكو بعض الموظفين الأكْفَاء وضعهم في الإدارة بعد التغيير وتسلم المسؤول الجديد، إنه بمجرد تسلمه العمل يبدأ بإجراء تغيير الموظفين وإحلال من يصطحبهم معه من عمله السابق مكانهم، ويُحوّل الموجودين إما لوظيفة مُستشار لا يُستشار، أو خبير مع وقف التنفيذ، دون إعطاء نفسه فرصةَ التعرّف على مدى كفاءتهم، مع أن مُعظمهم من ذوي الخبرة والكفاءة في الوظائف التي كانوا يشغلونها.
هل مثل هذا الإجراء الإداري المُطبَّق من قِبل البعض إجراء يتطلبه نجاحهم في العمل ؟
أم إنه تغيير لمجرد التغيير ؟
أو هو شعور بالخوف من الولاءات الشخصية للمسؤول السابق؟
أو هو من ضرورات تحديث الإدارة؟
لماذا لا تُعطي فرصة للموظفين ذوي الخبرة والكفاءة بالاستمرار في عملهم، وتكليفهم بتدريب الموظفين الجدد، لإعداد صفٍ ثانٍ من الخبرات التي يحتاجها العمل، بدلًا من تهميشهم وتحويلهم لبطالة مُقنّعة.
لا شك أن نتائج هذه التغييرات المُتسارعة تطال تبعاتها (المُراجعين) طالبي الخدمة، خاصة في الجهات الخِدمية الحكومية.
لأن إحلال موظفين جدد دون إخضاعهم لتدريب على المهام الوظيفية، يُعرقل سير المُعاملات الخِدمية ويجعلها تدخل في دوامة المُراجعات المُتكررة،
يعزو البعض هذا التغيير لإدخال الأنظمة التكنولوجية الحديثة في المُعاملات الخِدمية.
لا شك أن استخدام التكنولوجيا في تطوير واختزال مدة إنجاز المُعاملات ضرورة مُلحة، في مُختلف الإدارات ويحتاج التدريب عليها جميع العاملين القدامى منهم والجدد على حدٍ سواء.
ونحن على مشارف المراحل الأولى في عالم الذكاء الاصطناعي المُتعدد الاستخدامات، كيف سيتم التعامل مع ذوي الخبرة والكفاءة من الموظفين، هل سيتم إقصاؤهم في زوايا المكاتب وإنهاء حياتهم العملية بوضعية اللاعمل، وإحلال مُستجدين مكانهم، أو سيتم إخضاعهم للتدريب على برامج الذكاء الاصطناعي الأساسية، لتعمَّ الفائدة ويرتفع سقف الإنتاجية والعطاء في الوزارات والمؤسسات الخِدمية.
الإدارة فنٌ وعلمٌ ومهنةٌ، والتغيير يحتاج لتطبيق هذه العناصر مُجتمعة بذكاء وفاعلية، لتتحقق الفائدة، والحدّ من إجراءات التخبط والعشوائية.