من حقيبتي.. شخصية احترمها التاريخ

في تاريخ البشرية هناك الإمبراطوريات والممالك والأمم، التي كانت لها بصمة وتأثير في مسار البشرية وتطور المُجتمعات، وفيها ظهرت شخصيات فذة أثّرت في عدة جوانب أو جانب من العلوم فبقيت هذه الشخصيات في ذاكرة التاريخ، لها مقامٌ عالٍ يتذكرها أتباعها أو من يبحث عن العظماء في التاريخ، وحين تحتفل الأمم بعظمائها فإنها تُحاول أن تُرجعَ الفضل إليهم، وأن ترُدَّ لهم شيئًا من الوفاء جزاء العمل العظيم الذي قاموا به، وبعض العلماء في وقتنا الحاضر من المُهتمين بهذا الموضوع وضعوا معايير لترتيب العظماء، ومنها كِتاب «الخالدون المئة»، وقد ذكر فيه رسولنا الكريم كإنسان مؤثر في البشرية، ففي شهر ربيع الأول كان مولدُ عظيمِ أمة الإسلام، حبيبِنا وقدوتِنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، الذي جعله كتاب «الخالدون المئة» في المرتبة الأولى بحسب معايير المؤلف، ومع أنه قد لا يتفق الجميع على الشخصيات التي يجب أن تكونَ ضمن أعظم 100 شخصية في التاريخ، غالبًا ما يكون للعاطفة الدور الأكبر – بالنسبة للكثيرين – إلا أن هناك عددًا من التصنيفات لأعظم الشخصيات في التاريخ، أشهرها هي قائمة مجلة «التايم»، وكتاب «الخالدون المئة» لمايكل هارت، وقد يرى البعض من المُسلمين أن تصنيف مايكل هارت – عالم الفيزياء الفلكي الأمريكي – هو الأكثر قَبولًا، لأنه وضع الرسول صلى الله عليه وسلم في المركز الأول في «الخالدون المئة»، واسم الكتاب الأصلي «المائة» هو ترتيب لأكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ، ويضع لأفعالها علامات فتصعد أو تنزل في ترتيبها، ويُقاس الفعل، وكيف غيّرت مسار تاريخ البشرية، ولم يجد الكاتب – كمًا وكيفًا – من الأفعال في التأثير كما كان في فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا يجب ألا يمر علينا شهر ربيع الأول بدون أن نقفَ عند ذكرى ولادة سيد البشرية وقائد هذه الأمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فهي مُناسبة لسرد سيرته العطرة، وهي مُناسبة للرد على الهجوم عليه من الجهلة والحاقدين من البشر، وليت الهجوم كان على المبادئ التي أسس عليها أمة الإسلام العظيمة كي نُقارعَ الحُجة بالحُجة، ولكن الهجوم على شخصه الكريم في حين اعترف الحكماء في جميع العصور بنبل أخلاقه وعلو مرتبته بين من أسموْهم المُصلحين في شعوبهم، فأصبح لزامًا على كل قلمٍ أو مِنبرٍ ينتمي لهذه الأمة أن يقفَ وقفة بكلمة أو بفعل لينصرَ رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام، إحقاقًا للحق وردًا للجميل على ما تحمّله في سبيل توصيل رسالة الرحمة والإنسانية وجعلنا بها مُسلمين لرب العالمين.