بيت الأمم المتحدة .. عنوان الشراكة مع قطر
د. أحمد المريخي: تسريع الاستجابة والتنسيق القطري الأممي
بيت الأمم المتحدة بالدوحة يضم مكاتب اليونسكو والعمل الدولية والصحة العالمية و«يونيسف»

الدوحة – قنا:
أكد عددٌ من مسؤولي الأمم المُتحدة أن وجود بيت الأمم المُتحدة في قطر يُرسخ الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر والأمم المُتحدة والتي أثمرت عن تحقيق إنجازات عديدة ونتائج ملموسة، كما يعزز مُستقبل العَلاقات بين الجانبين.
ورحب المسؤولون الأمميون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا» بتعزيز شراكة الأمم المُتحدة مع دولة قطر، مؤكدين أن إنشاء بيت الأمم المتحدة في قطر يجسد أحد أبرز جوانب هذه الشراكة، كما تتجلى مشاركة دولة قطر في أسس العمل الجماعي متعدد الأطراف، بالإضافة إلى إبراز مكانة الدوحة الدولية كمركز للبرامج والمبادرات التي تركز على التنمية والسلام، كما يعد بوابة العمل التنموي والإنساني والدبلوماسي للأمم المتحدة في المنطقة والعالم. وجاء افتتاح «بيت الأمم المتحدة» في مارس الماضي مُتزامنًا مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًا، في لوسيل ليضيف جوهرة جديدة إلى العمارة القطرية في التصميم الخارجي والداخلي. ويضم بيت الأمم المتحدة مكاتب لمنظمات مهمة، مثل: مكتب اليونسكو ومكتب منظمة العمل الدولية ومكتب منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، والمركز الإقليمي للتدريب وبناء القدرات في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية. كما يضم كذلك مركز التحليل والتواصل التابع لمكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما يضم المركز الدولي المعني بتطبيق الرؤى السلوكية على التطرف العنيف ومكافحة الإرهاب، والمكتب المعني بالمشاركة البرلمانية في منع ومكافحة الإرهاب، ومركز الأمم المتحدة الإقليمي لمكافحة الجريمة السيبرانية.
تسريع الاستجابة
وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أكد سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي المُستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل الاجتماعي الإسلامي، أن وجود بيت الأمم المتحدة في الدوحة يعكس مستقبل العلاقة بين الجانبين ويعزز الفوائد التي تعود عليهما، كما يسهل من اتخاذ القرارات اللازمة ويساعد في فهم طبيعة المشاريع والمجالات التي تعنى بها دولة قطر، والتي من أهمها الجوانب التنموية والإنسانية، ولما تمثله دولة قطر من أهمية استراتيجية في الخريطة الإنسانية الدولية. وأضاف: إن جهود دولة قطر خلال السنوات الماضية ومن ثم وجود بيت الأمم المتحدة في الدوحة يساعد على تسريع الاستجابة والتنسيق المسبق بين الجهات المختلفة في دولة قطر ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة سواء كان التنسيق بين القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو منظمات المجتمع المدني، حيث إن هذا التواجد يسرّع من الإجراءات وفهم المشاريع الخاصة بالعمل الإنساني وسرعة الاستجابة لها. ونوّه بتطور العلاقة في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ حيث أصبحت دولة قطر من أوائل الدول الداعمة لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك بتوقيع الاتفاقيات وتقديم دولة قطر دعمًا لتمويل منظمات الأمم المتحدة بمبلغ 500 مليون دولار، فضلًا عن افتتاح بيت الأمم المتحدة والذي يضم عدة منظمات من منظمات الأمم المتحدة.
جهود إنسانية
ولفتَ في هذا الصدد إلى جهود قطر الخيرية والتي تتمتع بالصفة الاستشارية وعضوية عدد من الهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، كما أن لها عضوية استشارية في المجلس الاجتماعي والاقتصادي للأمم المتحدة منذ عام 1997 ويتم التعاون بين قطر الخيرية والمجلس الاقتصادي في إبراز إسهامات قطر الخيرية وفي جهود الأمم المتحدة ذات الصلة بالتنمية والعمل الإنساني وتعزيز السلم العالمي.
ونوّه بالدور البارز والفعال لمؤسسة «التعليم فوق الجميع» في اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لحماية التعليم وذلك من خلال الشراكة الفعالة مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة وعلى رأسها اليونيسف واليونسكو، مُشيرًا إلى دور الهلال الأحمر القطري وشراكته المميزة مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة في تنفيذ كثير من المشاريع الإنسانية والتنموية في مختلف الدول الفقيرة. وأكد المريخي في ختام تصريحه، أن الشراكة بين قطر والأمم المتحدة لم تشمل القطاع الحكومي أو مؤسسات المجتمع المدني فقط بل تشمل القطاع الخاص أيضًا، كاشفًا بأنه من خلال عمله الحالي يسعى إلى ترسيخ هذه الشراكة ما بين منظمات الأمم المتحدة والقطاع الخاص القطري على أساس استراتيجي، حيث يتم التنسيق مع وزارة التجارة والصناعة في قطر لدعوة القطاع الخاص وذلك للاجتماع مع مُنظمات الأمم المتحدة لتعزيز هذه الشراكة بشكل استراتيجي.
صلاح الدين زكي خالد مدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي :
مشاركة قطرية فاعلة في مجموعة عمل الأمم المتحدة
تعاون وثيق بين قطر واليونسكو لحماية الحياة البرية البحرية
قالَ سعادة السيد صلاح الدين زكي خالد، مُدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، في الدوحة، في تصريحات ل «قنا»: إن دولة قطر منذ انضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة ساهمت بشكل كبير في مجموعة عمل الأمم المتحدة في مجالات التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، وتغير المناخ، والتعليم، والصحة، وتمكين الشباب، مُثمنًا شراكة دولة قطر مع منظمة الأمم المتحدة، والتزامها بتعزيز هذه الشراكة، والذي جاء من ثمرتها إنشاء بيت الأمم المتحدة في قطر، حيث تتجلى مشاركة دولة قطر في أسس العمل الجماعي متعدد الأطراف.
وأضاف سعادته: إن هذه المبادرة لا تلبي تطلعات وكالات الأمم المتحدة والحكومات والأطراف المعنية فحسب، بل تعزز أيضًا مكانة الدوحة الدولية كمركز للبرامج والمبادرات التي تركز على التنمية والسلام. ويمثل بيت الأمم المتحدة في قطر مساهمة قوية في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحَ مُدير مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي بالدوحة، أن بيت الأمم المتحدة الذي تمَّ إنشاؤه في قطر يعتبر مساحة جماعية مهمة لمختلف وكالات ومؤسسات الأمم المتحدة للعمل معًا بتعاون وثيق مع دولة قطر والمعنيين الرئيسيين لتكثيف الحوار بشأن تنفيذ خطة عام 2030 للتقدم نحو تحقيق الأهداف المشتركة داخل بيت الأمم المتحدة حيث تعمل مكاتب الأمم المتحدة المختلفة معًا لمعالجة مجموعة واسعة من التحديات المحلية والإقليمية والعالمية، والمشاركة في التخطيط الاستراتيجي، ورسم السياسات، وتنفيذ البرامج والمشاريع المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة والأولويات الوطنية لدولة قطر.
وشدد السيد صلاح الدين زكي خالد على أن هذا الحضور الجماعي يعزز تأثير وفاعلية هذه الوكالات في الوفاء بمجالات عملها وتخصصاتها، كما يمثل العمل والتنفيذ ذو الجهود المتكاتفة والموحدة من هذا المبنى الجديد، فرصة لخلق قدر أكبر من الكفاءة وعلاقة عمل أكثر إنتاجية مع البلد المضيف، ما يسمح بتجميع الخبرات وتحقيق نتائج أكثر تأثيرًا مع الحفاظ على التركيز على أولويات التنمية الرئيسية والتقدم نحو أهدافنا المشتركة سواء في دولة قطر وحول العالم. وقال: إن هذا البيت يعد بوابة العمل التنموي والإنساني والدبلوماسي للأمم المتحدة في المنطقة والعالم. وتولي منظمة اليونسكو قيمة كبيرة للشراكة التي أقيمت مع دولة قطر على مر السنين، حيث تجسدت في العديد من المبادرات المهمة والقيمة حول الأولويات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، من بين أمور أخرى في مجالات التعليم وبناء السلام والثقافة والتراث، وتغير المناخ ومجتمعات المعرفة.
كما لفتَ مُديرُ مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، في الدوحة، إلى وجود تعاون وثيق بين اليونسكو ووزارة البيئة والتغير المناخي بدولة قطر، للعمل على حماية الحياة البرية البحرية في منطقة الخليج والتي سيتم تعزيزها من خلال إنشاء مركز إقليمي للبحث وإدارة الحياة البرية البحرية، بالإضافة إلى أن المنظمة تجتمع بشكل دوري مع منظمي معرض إكسبو الدوحة 2023 لمناقشة الأفكار والمقترحات والرؤى والأنشطة المزمع إقامتها، وأفضل السبل لدعم برمجة هذا الحدث الضخم القادم. وأضاف: إن «اليونسكو» تعمل مع وزارة الثقافة بدولة قطر على إطلاق العِنان لدور ومكانة الثقافة ومُساهمتها في تحقيق خُطة التنمية المستدامة لعام 2030، مع التركيز بشكل خاص على الصناعات الإبداعية والتراث الثقافي غير المادي. كما تتعاون مع متاحف قطر لتنفيذ تدخلات الحفظ الوقائي للمواقع الأثرية في مأرب باليمن.
إيمان عريقات رئيس بعثة الأمم المتحدة للهجرة :
شراكة استراتيجية لدعم الجهود الإنسانية

أكدت السيدة إيمان يونس عريقات، رئيس بعثة الأمم المُتحدة للهجرة في دولة قطر، اعتزاز عمل المُنظمة خلال تواجدها في دولة قطر في بيت الأمم المتحدة، الذي تم افتتاحه في مارس 2023، مؤكدة أن المنظمة الدولية تعمل سويًا مع الجهات الحكومية في دولة قطر وخاصة وزارة الخارجية القطرية، لتنفيذ الأهداف الخاصة بالهجرة والتي تتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، وكذلك الاتفاق العالمي للهجرة وأهداف التنمية المستدامة 2030. وأضافت: إن وجود بيت الأمم المتحدة في قطر لتنفيذ الأعمال الإنسانية حول العالم طالما كانت هناك الحاجة بالتعاون مع الأطراف القطرية، حيث نعمل على بناء شراكات استراتيجية مع الجهات المحلية الفاعلة لدعم الجهود الإنسانية حول العالم. وتابعت قائلة: إن وجودنا في بيت الأمم المتحدة وعملنا في داخل دولة قطر جاء كنتيجة حتمية وطبيعية للدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر على الساحة الدولية من خلال دعمها للجهود الدولية لبرامج التنمية في الدول النامية. فضلًا عن تنفيذها برامج إنسانية في الدول المنكوبة وقيامها بدور الوسيط لتقريب الفرقاء وتقريب وجهات النظر.