سيرة ومسيرة.. الإمام أحمد بن حنبل

البطاقة الشخصية
الاسم: أحمد بن محمّد حنبل الشيباني المروزي ثم البغدادي.
شهرته: أحمد بن حنبل
كنيته: أبو عبد الله.
مذهبه: إمام المذهب الحنبلي.
تخصصه: حديث وفقه.
تاريخ ميلاده: 164 ه – 780 م.
مكان ميلاده: بغداد – العراق.
تاريخ وفاته: 241 ه – 855 م.
مكان وفاته: بغداد – العراق.
نشأة كبيرة وتميّز بصغر
نشأ الإمام أحمد يتيمًا، حيث مات أبوه في سنّ الشباب، فتولّت أمُه تربيتَه ووجهته إلى حفظ القرآن الكريم فحفظه، فلما أتم حفظ القرآن الكريم وعلم اللغة، اتّجه إلى الديوان ليتمرن على التحرير والكتابة، وقد ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء والاستقامة منذ صغره، وكان حفظه للعلم من ذلك الزمان غزيرًا وفهمه له متوافرًا حتى قال بعض الآباء: إني أنفق على أولادي وأجيئهم بالمؤدبين لكي يتأدبوا فما أراهم يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم، انظروا كيف يخرج، وجعل يعجب منه.
أحمد بن حنبل والمحنة الكبرى
في آخر حياة الخليفة المأمون قرب جماعة من المعتزلة، فأقنعوه بالقول بخلق القرآن ونفي الصفات عن الله عز وجل، فأمر نائبه على بغداد أن يمتحن العلماء، ومن امتنع هدّده بالضرب، وقطع الأرزاق، فأجابه منهم جماعة مكرهين، وكان من الممتنعين الإمام أحمد، رحمه الله، الذي أعلن عقيدة أهل السنة: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأثبت لله الصفات التي أثبتها لنفسه سبحانه، وتلا عليهم قول الله، عز وجل،: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، وكان معه محمد بن نوح رحمه الله، فأمر الخليفة بحملهما إليه مقيدَين، فلما كانا ببلاد الرحبة «على نهر الفرات بالعراق» جاءهما رجلٌ من الأعراب من عُبّادهم يقال له جابر بن عامر فسلم على الإمام أحمد، وقال له: «يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤمًا عليهم، وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجيبهم إلى ما يدعونك إليه، فيجيبوا، فتحمل أوزارهم يوم القيامة، وإن كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه، فإنه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل، وإنك إن لم تقتل تمت، وإن عشت عشت حميدًا. وقد دعا الإمام أحمد ألا يرى المأمون، فأجاب الله دعوته، ومات المأمون قبل أن يصل إليه الإمام أحمد. وتولى بعده المعتصم وكان على سيرة أبيه في ذلك فحُمل إليه الإمام أحمد مقيدًا، وجرت بينه وبين القوم مناظرات كانت حجته فيها ظاهرة، وهو يفحمهم بكتاب الله، ومع ذلك أمر المعتصم بحبسه، وأمر الجلادين بضرب الإمام بالسياط حتى أغمي عليه، والإمام صابر مُحتسب ثابت على عقيدة أهل السنة، وبقي على هذا الحال عدة أشهر حتى مات المعتصم، ثم ولي الخلافة الواثق ولم يتعرض للإمام أحمد بشيء غير أنه أمره ألا يخرج من بيته، ومات الواثق بعد عدة أشهر، وتولى الخلافة المتوكل فخالف ما كان عليه المأمون والمعتصم والواثق، وأمر بإظهار رواية الحديث، فأظهر الله به السنة، وأمات البدعة، ورفع المحنة عن الناس، وعاقب من كانوا يتولون كبر هذه البدعة، وشرع المتوكل في الإحسان إلى الإمام وإكرامه وتعظيمه حتى كان المتوكل، رحمه الله، يُشاور الإمام أحمد فيمن يوليه ويستشيره في كثير من أموره. ورفع الله شأن الإمام أحمد فخلد ذكره واستحق بحق لقب إمام أهل السنة، رحمه الله وغفر له.