كيف يقودنا الذكاء الاصطناعي إلى تجربة إعلامية فريدة؟
بقلم/ أحمد عمران:
في عالمنا المملوء بالتطوّر التكنولوجي، تجاوزت ثورة الإعلام التقنية كل الحدود التقليدية، واستقطبت اهتمام العالم بفضل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس. تلك التكنولوجيا الفذة التي تحمل بين طياتها كل أسرار التغيير في صناعة الإعلام والمُحتوى التسويقي والإعلاني، تُقدم تجرِبة إعلامية مُبتكرة للمُشاهد، حيث يتداخل المُحتوى الذكي مع البيئة الافتراضية ثلاثية الأبعاد والتفاعلية، لتأسر الأبصار وتأخذ المُشاهدين في رحلة مُثيرة إلى عوالم خيالية ذكية.
بفضل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، أصبح من المُمكن إعادة مشاهير العلم، أو التاريخ، أو السياسة، أو الثقافة والفن، أو الرياضة، أو الترفيه.. وغيرها إلى الحياة بعد وفاتهم وابتكار مشاهد وتجارب جديدة لهم، باستخدام الأفاتارات الذكية المُتقمصة لشخصياتهم بكل تفاصيلها؛ من شكل وصوت وحتى الإيماءات الجسدية، ما يُضيف إثارةً وتشويقًا إلى تجربة المُشاهدة للجمهور.
أصبح الذكاء الاصطناعي والميتافيرس ركيزةً أساسيةً في صناعة الإعلام التسويقي، حيث يسمح للشركات باستعراض مُنتجاتها وخدماتها بأسلوب مُبتكر. وفي ظل التقدم الكبير في هذا المجال، تمكن الذكاء الاصطناعي من كتابة مقالات صحفية ودعائية رائعة، يصعب تمييزها عن تلك المكتوبة بواسطة الإنسان، ما يظهر جاذبيتها وقوة إقناعها.
في عالم صناعة السينما، تتيح التقنيات الحديثة دعم صنّاع الأفلام في خلق مؤثرات بصرية وسمعية ساحرة وفريدة. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تأليف المشاهد وإنتاجها وإخراجها بالكامل بذكاء فائق وإبداع خارق، مُنافسًا أعظم المؤلفين والمُخرجين العالميين، حيث يُقدّم آفاقًا تصويرية خيالية لا تُضاهى. إنه يخلق كوادر تصويرية ومُمثلين سينمائيين افتراضيين بشكل مُذهل، لا يمكن إنتاجه بهذا الابتكار والتفرّد في الواقع، إلا بتكلفة ضخمة من عمالقة الإبداع السينمائي. ولا عجب أن الاستثمارات والعوائد في صناعة السينما قد شهدت نموًا ملحوظًا، من خلال اعتماد هذه التقنيات المُبتكرة والفعالة.
وفي عالم الأخبار، يثبت الذكاء الاصطناعي جدارته في مُكافحة الأخبار الزائفة، بفضل قدرته على تحليل المعلومات بشكل ذكي، والتأكد من صحة الخبر ومصداقيته، من خلال تحليل مُحتواه وسلسلة المصادر للخبر. كما يُسهِّل الذكاء الاصطناعي عملية ترجمة المُحتوى الإخباري بدقة فورية للمُشاهدين، ما يزيد من انتشار المُحتوى الإعلامي ويُعزز تجربة المُشاهدة للجميع.
وفي مجال التأثير والتنبؤ بتوجهات المُجتمع، يستخدم الذكاء الاصطناعي نماذج مُتقدمة وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي للتنبؤ بسلوك الناخبين أو المُستهلكين وتفضيلاتهم. ومن خلال هذه البيانات، يمكن التأثير على الجمهور المُستهدف، من خلال توليد مُحتوى إعلامي يتناسب مع توجهاتهم، ويتمتع بقدرة عالية على الإقناع من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، أثبت فاعليته في صناعة المُحتوى وطرق تسويقه واستمتاع الجمهور به. وبمرور الوقت، نتطلع إلى مُستقبل مُشرق مملوء بالفرص الجديدة لخلق تجارب إعلامية استثنائية وفريدة. لذا؛ دعونا نستعد لمُغامرة رائعة تغير كل المفاهيم القديمة في صناعة الإعلام، وتنقلنا إلى عالم الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، حيث الابتكار والتميّز والتجارب المُبهرة التي لا تُعدُّ ولا تُحصى.
نقلًا عن موقع «عربي 21»