دراجيات.. دوري أبطال أوروبا في قارة آسيا !
بالموازاة مع انطلاق مُسابقة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم الليلة، بدأت أمس نفس المُسابقة في قارة آسيا بأسطول من نجوم أوروبا الذين انتقلوا إلى الدوري السعودي وبعض الفرق الخليجية التي تدعمت بلاعبين كبار سبق لهم التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على غرار رونالدو، بن زيمة، نيمار، ساديو ماني ورياض محرز، الذين رفعوا من القيمة السوقية لمُسابقة دوري أبطال آسيا لتفوق المليار يورو بعد أن كانت لا تتجاوز نصف المبلغ الموسم الماضي، ما يزيد من قيمة وقوة المُنافسة فنيًا، ويزيد من حجم الاهتمام والمُتابعة إعلاميًا وجماهيريًا خاصة مع بداية انتشار الدوري السعودي عبر محطات بث رقْمية وقنوات تلفزيونية عالمية في كل القارات، زادت من درجة الاهتمام والمُتابعة لنجوم عالميين صنعوا أمجاد أندية القارة العجوز لسنوات.
رونالدو صاحب خمسة تتويجات أوروبية يخوض المُنافسة مع النصر رفقة ساديو ماني والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، بحثًا عن تحقيق سابقة يُصبح إثرها أول لاعب يُتوَّج بلقبي دوري أبطال أوروبا وآسيا في مُنافسة زميله السابق في الريال كريم بنزيمة الفائز بدوره باللقب الأوروبي خمس مرات وحامل الكرة الذهبية الأوروبية السنة الماضية الذي يقود الاتحاد رفقة نغولو كانتي، بينما سيتولى نيمار مهمة قيادة حامل اللقب الآسيوي الهلال السعودي، وحلم تحقيق ثلاثة ألقاب قارية تاريخية بعد فوزه بكأس ليبرتادورس سنة 2011 مع سانتوس، ودوري أبطال أوروبا مع البرسا عام 2015، ليُصبح أول لاعب في التاريخ يفوز أيضًا بدوري أبطال آسيا التي سيخوضها مع الهلال رفقة السنغالي كاليدو كوليبالي والحارس المغربي ياسين بونو.
أندية خليجية أخرى تدعمت في مُسابقة دوري الأبطال بنجوم كبار على غرار البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي انضم إلى الدحيل القطري، مثلما استفاد الشارقة الإماراتي من خِدمات البوسني ميراليم بيانيتش، واستفادت أندية أخرى من غرب آسيا وشرقها من نجوم آخرين بمُستويات عالية تزيد من قيمة البطولة ومُستواها وحدّة المُنافسة فيها، وتزيد من نسبة المُتابعة، وحجم الإعلانات وعائدات حقوق البث التلفزيوني والاستثمارات في الكرة الآسيوية والأندية العربية بالخصوص، على الأقل على مُستوى المملكة العربية السعودية، والإمارات وقطر، وهي البلدان التي دخلت عالم الاحتراف، وخاضت تجرِبة الاستقطاب في دورياتها، وأنفقت لأجل تشييد الملاعب والمرافق التي سمحت لها بتحقيق نقلة نوعية بآفاق واسعة.
أما مسابقة دوري أبطال أوروبا التي تنطلق الليلة في نسخة جديدة فإنها ستكون محرومة من نجوم صنعوا مجدها على غرار رونالدو، بنزيمة، نيمار، فيرمينيو، ساديو ماني ورياض محرز، دون أن تفقدَ كل بريقها في وجود أندية غنية ماديًا وفنيًا ومواهب صاعدة يقودها بيلينغهام في الريال، لمين يامال في البرسا وهولاند في السيتي، إضافة إلى عودة أندية عريقة للمُشاركة في المُسابقة الأبرز على الصعيد العالمي على غرار أرسنال الذي سيكون أحد المُرشحين للمُنافسة على البطولة، وكذا الإنتر والبايرن، في حين سيكون لغياب تشيلسي وتوتنهام عن نسخة هذا الموسم تأثير سلبي على مُستوى المتعة والإثارة التي تصنعها الأندية الكبيرة واللاعبون الكبار.
لا يمكن في الوقت الراهن المُقارنة بين المُسابقتين القاريتين على كل المُستويات، لكن الاهتمام الجماهيري والإعلامي سيكون واحدًا سواء في أوروبا أو آسيا، أو حتى في قارات وبلدان أخرى يتمتع فيها النجوم بشعبية كبيرة، كفيلة بزيادة نسبة المُشاهدة والرفع من مُستوى بطولة آسيوية بأرجل أوروبية، أو بالأحرى بطولة أوروبية عالمية في قارة آسيا.. طفرة كبيرة.
إعلامي جزائري