كتاب الراية

كلمات.. مجلس الصحافة.. أُمْسِيَّة في مدارات إعلامية

في تظاهرةٍ صحفيةٍ إعلاميةٍ، ضمَّت عدد كبير من الصحفيين القطريين، والمُهتمين بالشأن الصحفي، والتي أقيمت بالمركز القطري للصحافة، كان الظمأ بالغًا نحو توثيق تاريخ الصحافة القطرية، بشكل علمي مُمنهج، حيث إن الإصدارات الحالية جاءت شحيحةً في هذا الجانب، كما أُتيحت الفرصة للكتّاب البارزين بالحديث عن تجرِبتهم الكتابية عبر الصحف القطرية.

ولعلَّ تدشين مجلس الصحافة والذي استهل أول لقاءاته بالحديث عن نشأة وتطور الصحافة في قطر، قد كان الرشفة التي بللت عروق العطش لدى أباطرة الصحافة، وروَّاد المجلس من الكتّاب والإعلاميين، ذلك التوق إلى مِنبر صحفي إعلامي يُناقش هموم واتجاهات الصحافة تحديدًا والإعلام بشكل شمولي، ورغبة روّاده في التعارف والتواصل، والتعبير عن آرائهم بأريحية وبمظهر أكثر قربًا ودفئًا، من خلال هذا المجلس ذي النكهة والمذاق الخاص.

وحيث إن فكرة المجلس قد تركت أثرًا طيبًا، واستحسانًا واضحًا في نفوس الصحفيين والإعلاميين، فنتمنى أن تؤخذ ثمرة نقاشاته بشكل جاد، وأن تتقدمَ الجهات المسؤولة مشكورة بالنظر إلى ما طُرح في مَيدانه من حلول لقضايا وهموم لطالما أرّقت واقع الصحافة والصحفيين المحليين.

كما أن الحديث عن النشأة يقودنا بشكل مُمنهج للحديث عن الواقع والتحديات والتطلعات المُستقبلية، فالصحافة المحلية، تُعاني من النمطية في مُعظم جوانبها. إن وجود أكثر من صحيفة مُتنوّعة، تركز جهدها كمرآة للشأن المحلي في أبهى صورة مُشرفة، وهذا جهد يُشكر عليه القائمون على الصحف، إلا أنه يبعث القلق في الصورة التقليدية التي باتت عنوانًا بارزًا للعديد من الصحف، ولربما كان التخصص هو أحد الحلول لانتهاك حدة الروتين، فوجود الصحف المُتخصصة يُثري الساحة الصحفية والخبرية والإعلامية، إلى جانب إتاحة الفرصة للابتكار وتقديم اتجاهات جديدة غير تقليدية، فالتغيير لا يمكن أن يُقاسَ بالشكل الخارجي والتقديمي للخبر، وإنما في النوعية والكيفية التي تُشكّل التغيير الذي يمكن أن يُلمس ويُحرز السبق في الأوساط الصحفية.

إلى جانب المرونة التي يجب أن تتمتعَ بها السياسات الإعلامية المحلية، لإحداث نوع من التفاعل بين الصحيفة وجمهورها، فيلعب الجمهور دوره كشريك فاعل بشكل أوسع، وذلك باستحداث مساحة ربط للشريكين تُحقق النفع على الصحف من جهة والجمهور من ناحية أخرى، بمعنى آخر نقل مساحة التفاعل من المنصات الرقْمية إلى الصحف الورقية، وبذلك نُعيد نوعًا من التوازن أيضًا للوسيلة التي طالما كانت المُهيمنة في حِقبة ماضية.

تبقى آصرة المحبة، والعشق المُتفرد للصحافة، التي جمعت ذلك المساء، تلك الكوكبة التي استظلت تحت سقف المركز القطري للصحافة، تطلق العِنان لمكنونات صحفية، وتطلعات مُستقبلية أكثر تأثيرًا وعمقًا.

دمتم بود.

[email protected]

@shaika_2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X