الدوحة – عبدالمجيد حمدي:
كشف الدكتور طارق الأنصاري أستاذ مساعد بقسم التنمية المستدامة في كلية العلوم والهندسة جامعة حمد بن خليفة عن مشروعات بحثية تجريها الجامعة لمواجهة عدد من التحديات الأكثر إلحاحًا في مجالات البيئة والطاقة المستدامة التي ستواجهها قطر والعالم بشكل عام خلال السنوات القادمة.
وقال د. الأنصاري لـ الراية إن هذه التحديات تشمل، على سبيل المثال لا الحصر، المخاطر الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة وموجات الحرارة، بالإضافة إلى ندرة الموارد والطاقة والتدهور البيئي مثل زيادة التصحر.
وأكد أن جامعة حمد بن خليفة تتعامل مع هذه التحديات وما بعدها من خلال أعضاء هيئة التدريس والعلماء والباحثين والطلاب متعددي التخصصات، والذين يشكلون معًا مجموعة ديناميكية ومتنوعة من الخبراء الذين ينتمون إلى خلفيات مختلفة، لتطوير الأبحاث إلى تقارير ومنشورات علمية يمكن أن تفيد عملية صنع القرار على أعلى مستوى بين الصناعة وواضعي السياسات بالإضافة إلى تطوير المنتجات التي تشكل حلولًا قيمة للتحديات الناشئة التي لديها إمكانات كبيرة للتسويق التجاري.
وأوضح أن منطقة الخليج تشهد درجات حرارة عالية تؤثر بشكل كبير على استهلاك الطاقة في المباني، مضيفًا أن الجهود البحثية التي تبذلها جامعة حمد بن خليفة في مجال تطوير تقنيات التبريد وتشييد المباني الموفرة للطاقة يمكن أن تمثل حلولًا عملية لهذه المشكلة في المستقبل.
وأشار إلى أن الجامعة تشارك بنشاط كبير في الجهود البحثية الرائدة التي تهدف إلى معالجة القضية الملحة المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج وتأثيرها العميق على استهلاك الطاقة في المباني، حيث تبدأ الأبحاث بتقييم التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على متطلبات التبريد ودرجات الحرارة المحددة لكل من المباني السكنية والتجارية.. وإلى نص الحوار:
- كيف يمكن ضمان تحويل نتائج البحوث إلى حلول عملية يمكن أن تفيد بيئة قطر وقطاع الطاقة المستدامة فيها؟
– أعتقد أنه لترجمة نتائج الأبحاث بشكل فعال إلى حلول عملية، من الضروري البدء باكتساب فهم عميق وشامل للمشاكل والاحتياجات وبالتالي لا بد من التفاعل مع الكيانات ذات الصلة، أي الصناعات وصانعي السياسات، من أجل فهم الهدف والتحديات وتقييم كيف يمكن للجامعة أن تدعم هذا الهدف من خلال محركها البحثي القوي.
– هذا أمر مهم بشكل خاص للتنمية المستدامة حيث تسعى دولة قطر جاهدة نحو تعزيز الاستدامة في قطاع البيئة والطاقة، ولذلك، أعتقد أن خلق وتعزيز بيئة تعزز التعاون بين الباحثين والصناعات وصناع السياسات أمر بالغ الأهمية لسد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة وصناع السياسات وهذا الجهد الجماعي سيؤدي إلى نتيجة إيجابية للأمة.
تحديات
- ما التحديات الأكثر إلحاحًا في مجالات البيئة والطاقة المستدامة التي ستواجهها قطر والعالم بشكل عام خلال السنوات القادمة؟ كيف تستعد جامعة حمد بن خليفة لمواجهة هذه التحديات؟
– تشمل بعض التحديات الأكثر إلحاحًا التي ستواجهها قطر وبقية العالم في السنوات المقبلة، على سبيل المثال لا الحصر، المخاطر الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة وموجات الحرارة، بالإضافة إلى ندرة الموارد والطاقة والتدهور البيئي، على سبيل المثال زيادة التصحر.
– تتعامل جامعة حمد بن خليفة مع هذه التحديات وما بعدها من خلال أعضاء هيئة التدريس والعلماء والباحثين والطلاب متعددي التخصصات، والذين يشكلون معًا مجموعة ديناميكية ومتنوعة من الخبراء الذين ينتمون إلى خلفيات مختلفة، وتتطور أبحاثنا إلى تقارير ومنشورات علمية يمكن أن تفيد عملية صنع القرار على أعلى مستوى بين الصناعة وواضعي السياسات بالإضافة إلى تطوير المنتجات التي تشكل حلولًا قيمة للتحديات الناشئة التي لديها إمكانات كبيرة للتسويق التجاري.
تعزيز الاستدامة
- كيف تتعاون جامعة حمد بن خليفة مع أصحاب المصلحة المحليين لضمان توافق نتائج الأبحاث مع الأهداف واللوائح البيئية في قطر؟
– تتوافق الكثير من الأبحاث في جامعة حمد بن خليفة بشكل وثيق مع أولويات رؤية قطر الوطنية والجهات الحكومية الرئيسية، والتي تشكل مصدرًا للعديد من طلابنا، حيث يقوم الطلاب القادمون من الجهات الحكومية بإجراء أبحاث يمكن أن يكون لها تأثير مباشر في تعزيز الاستدامة في مكان عملهم علاوة على ذلك، يتجلى التعاون من خلال المشاريع البحثية الممولة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ومن الجهات الحكومية.
دراسة خطر ارتفاع مستوى سطح البحر
وعما إذا كانت هناك مبادرات بحثية في جامعة حمد بن خليفة تركز على الحفاظ على النظم البيئية في قطر وإعادة تأهيلها في مواجهة التحضر وتغير المناخ قال الدكتور طارق الأنصاري: تعطي جامعة حمد بن خليفة الأولوية دائمًا للحد من التأثير البيئي في أبحاثنا، وعلى سبيل المثال، نظرًا لأهمية تحلية المياه في قطر، فإننا نجري أبحاثًا مكثفة حول الطرق المستدامة للتخلص من المياه المالحة للتخفيف من الأضرار المحتملة على النظم البيئية البحرية.
– كما نجري أبحاثًا حول كيفية استرداد الأيونات المفيدة من الماء المالح لاستخدامها في تطبيقات مختلفة مثل الزراعة المائية وإنتاج الهيدروجين واستخلاص الليثيوم، وبهذه الطريقة، نمهد الطريق للتخلص من تصريف السوائل في أنظمة تحلية المياه بالإضافة إلى أننا نستكشف بنشاط استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للسماح بتجديد طبقات المياه الجوفية المستخرجة بشكل مفرط، وعلاوة على ذلك، نقوم بدراسة خطر ارتفاع مستوى سطح البحر على دولة قطر وتقييم آليات التكيف للتعامل مع هذه الظاهرة.
تحويل النفايات العضوية إلى غاز صناعي
حول مساهمة جامعة حمد بن خليفة في تطوير وتنفيذ ممارسات الاقتصاد الدائري في قطر قال الدكتور طارق الأنصاري: الاقتصاد الدائري هو نموذج للإنتاج والاستهلاك، يتضمن المشاركة والتأجير وإعادة الاستخدام والإصلاح والتجديد وإعادة تدوير المواد والمنتجات الموجودة لأطول فترة ممكنة وبهذه الطريقة، يتم تمديد دورة حياة المنتجات.
وقدمت جامعة حمد بن خليفة مساهمات كبيرة في تطوير الاقتصاد الدائري من خلال نشر العديد من المقالات في المجلات المرموقة ذات الصلة بقطاعات متعددة ومن خلال أساليب مختلفة، تتراوح من تصميم الأطر إلى التكنولوجيا وتطوير العمليات، وعلى سبيل المثال، أخذنا بعين الاعتبار تحويل النفايات من الزراعة، أي السماد الحيواني، والمصادر البلدية، مثل نفايات الطعام والبلاستيك، والمصادر الصناعية، إلى منتجات ذات قيمة مضافة.
– وتتضمن إحدى دراساتنا تحويل النفايات العضوية من هذه المصادر إلى الفحم الحيوي، مما يمكن أن يعزز كفاءة استخدام المياه والإنتاجية الزراعية في النظم الغذائية، وقد تم استخدام الفحم الناتج من النفايات العضوية لمعالجة المياه بالفعل، ويمكن أيضًا تحويل النفايات العضوية إلى غاز صناعي يمكن استخدامه لإنتاج الطاقة من الوقود.
– وكما أننا بصدد إنشاء مصنع تجريبي لاختبار هذه العمليات بشكل أكبر كما قمنا بدراسة الاستفادة من مياه الصرف الصحي كمصدر للزراعة وعلف الأسماك، بالإضافة إلى الاستفادة من المواد الصلبة كمصدر للطاقة، علاوة على ذلك، تم إنتاج طبقات بوليمر جديدة من النفايات البلاستيكية كعلاج فعال للانسكابات النفطية كما كانت الجامعة حافزًا لظهور المنتجات التي تساهم في الاقتصاد الدائري.
تطوير تقنيات التبريد والتشييد
بشأن مساهمة الجهود البحثية بالجامعة في تطوير تقنيات التبريد وتشييد المباني الموفرة للطاقة .. قال الدكتور طارق الأنصاري: تشارك جامعة حمد بن خليفة بنشاط كبير في الجهود البحثية الرائدة التي تهدف إلى معالجة القضية الملحة المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الخليج وتأثيرها العميق على استهلاك الطاقة في المباني، حيث يبدأ بحثنا بتقييم التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على متطلبات التبريد ودرجات الحرارة المحددة لكل من المباني السكنية والتجارية.
ومع استمرار ارتفاع ظاهرة الاحتباس الحراري، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء الحالية لن تكفي وحدها، مما يستلزم تطوير إعدادات إضافية لأنظمة التبريد حيث تشمل الجهود البحثية التي تبذلها الجامعة إجراء فحص شامل لاستراتيجيات تخفيف متطلبات التبريد في المباني، سواء الآن أو في مواجهة الظروف المناخية المستقبلية.
وخلال مرحلة البناء، يتم استكشاف تعديلات التصميم المعماري، بما في ذلك تحسين الكتلة الحرارية، وتعزيز العزل الحراري، وإدارة نسبة النافذة إلى الجدار بعناية بالإضافة إلى ذلك، فإننا نتعمق في استراتيجيات التعديل التحديثي للمباني القائمة، ونبحث عن حلول فعالة مثل التظليل الشمسي، والنوافذ ذات الألواح المزدوجة، والتهوية الطبيعية.
وتعمل هذه التدابير على تحسين كفاءة الطاقة وتقليل متطلبات التبريد بشكل فعال في الهياكل المستخدمة بالفعل ونظرًا لأن الإشعاع الشمسي هو المساهم الرئيسي في أحمال التبريد، فإننا نقترح طرقًا مبتكرة لتقليل التعرض لأشعة الشمس ويشمل ذلك تطوير ملاجئ مناخية للمشاة وإنشاء مبانٍ مكتفية ذاتيًا تستخرج المياه من الهواء الرطب وتولد الطاقة من مصادر متجددة ومن خلال تطوير هذه الأساليب البديلة، نهدف إلى خلق بيئة بنائية أكثر استدامة ومرونة يمكنها تحمل تحديات درجات الحرارة المرتفعة في منطقة الخليج.
ومن خلال تبنّي هذه الحلول الصديقة للبيئة، فإننا لا نخفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية فحسب، بل نعزز أيضًا الاستدامة في استهلاك الطاقة مع مكافحة تغيّر المُناخ بشكل فعال.