راية الإسلام

الأمثال في كلام الرسول

عَنْ أَبِي مُوسَى- رضي الله عنه-، عَن النَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ). ذِكرُ اللهِ فيه حَياةُ النُّفُوسِ وقُوَّتُها، وتَرْكُه فيه الخُمولُ والبَطالةُ والكَسَلُ، وبُيوتُ المُسلِمينَ يَنبَغي أنْ تُحصَّنَ منَ الشَّيطانِ، وأنْ تُملأَ بالنُّورِ والبَرَكةِ، ويكونَ ذلك بعمَلِ الطَّاعاتِ فيها من ذِكرٍ وصَلاةٍ ودُعاءٍ وغيرِ ذلك. وفي هذا الحَديثِ يَعقِدُ النَّبيُّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُوازَنةً بيْنَ صِنفَينِ مِنَ البُيوتِ؛ لِتَقريبِ الأمرِ إلى الأفْهامِ؛ أحَدُهُما: يُذكَرُ اللهُ فيه، والآخَرُ: لا يُذكَرُ اللهُ فيه، فيُبيِّنُ النَّبيُّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّ مثَلَ البَيتِ الَّذي يُذكَرُ اللهُ فيه «مَثَلُ الحَيِّ»، أي: كالإنْسانِ السَّليمِ المُعافَى؛ فباطنُهُ مُشرِقٌ بالإيمانِ، وظاهرُهُ مُزَيَّنٌ بنُورِ الطَّاعةِ، يُحِبُّه النَّاسُ ويُنتَصَرُ ويُنتَفَعُ به، والَّذي لا يُذكَرُ اللهُ فيه كمَثَلِ الميِّتِ، أي: كالجِيفةِ؛ لا أحدَ يَقرَبُها، ولا خيْرَ فيها، ولا نَفْعَ عِندَها، باطلٌ باطِنُه، وعاطِلٌ ظاهِرُه. وهذا الحَديثُ يَصلُحُ أنْ يقَعَ مَعْناه مَثَلًا للبُيوتِ، وللسُّكَّانِ فيها؛ فالبُيوتُ الَّتي يُذكَرُ اللهُ فيها تكونُ مَليئةً بالحياةِ الإيمانيَّةِ، وفيها البَرَكةُ والخيرُ لأهْلِها، أمَّا البُيوتُ الَّتي لا يُذكَرُ اللهُ فيها؛ فإنَّها تكونُ خَرِبةً كالقُبورِ، لا يَقصِدُها سُكَّانُها إلَّا للنَّومِ، الَّذي هو مَوْتٌ أصْغَرُ، وتكونُ مَنْزوعةَ الخيرِ والبَرَكةِ، وإنْ ظهَرَ عَكسُ ذلك فيما يَرَى النَّاسُ.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X