قطر شريك موثوق للمكسيك في المنطقة
نشارك في «إكسبو الدوحة 2023 » لتعزيز التزامنا بالاستدامة والتعاون البيئي
توافق الرؤى بين البلدَين في الالتزام بالسلام والقانون الدولي
نتطلع للاستفادة من كأس العالم FIFA قطر 2022 خلال بطولة 2026 القادمة

الدوحة- عبدالمجيد حمدي:
أكَّدَ سعادةُ السيِّد جييرمو أوردوريكا، سفير المكسيك لدى الدوحة، أنَّ بلادَه تعتبرُ دولةَ قطر شريكًا موثوقًا لها في المِنطقة، مُوضّحًا أنَّ العَلاقات الثنائيَّة بين البلدَين توسّعت وتعمَّقت بشكلٍ كبيرٍ في السنوات الأخيرة، وهناك تطلّع باستمرار لتعميق أواصر هذه العَلاقات بما يعودُ بالنفع على شعبَي البلدَين.
وقالَ في حوارٍ مع الراية: إنَّ العَلاقات الثنائية بين قطر والمكسيك لها أهمية كبيرة، وتنمو بصورة مستمرة، موضحًا أنَّ تنوع الموضوعات المدرَجة دائمًا على الحوارات وجدول الأعمال المُشترك بين البلدين مثالٌ جيدٌ على جودة واتساق الروابط بين البلدَين. وأكَّد أنَّ هناك توافقًا في الرؤى بين البلدَين في العديد من القضايا العالمية، ومنها الالتزام بالسلام والقانون الدوليّ، والتعاون في القضايا العالمية، بما في ذلك الحدّ من الفقر وتغيّر المُناخ والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، مُشيدًا -في هذا الإطار- بدور قطر الذي يُعدّ نموذجًا يُحتذى في الوساطات الدولية لتحقيق السلام وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لمناطق الكوارث في جميع دول العالم. وأشارَ إلى أنَّه فيما يتعلق بتعزيز الثقافة والتواصل بين الشعوب، فقد عُقِدَ الأسبوع الثقافي المكسيكي الأوَّل في قطر -والذي ركز على الروابط بين اللغتَين: الإسبانية والعربية، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثقافي- كما تمَّ تأكيد مشاركة المكسيك في إكسبو الدوحة 2023 الذي يحمل عنوان: «صحراء خضراء، بيئة أفضل»، ما يوضح التزام المكسيك بقضية الاستدامة والتعاون البيئي على الساحة الدولية.
وأوضح أنَّه استشرافًا للمستقبل، فإن بلاده تسعى إلى استلهام تجرِبة قطر خلال استضافة بطولة كأس العالم 2022، في إطار استعداد المكسيك لاستضافة الحدث في عام 2026، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، مشيدًا بالتنظيم المُتميز لدولة قطر للبطولة العالمية، حيث كان فريدًا من نوعه، ونالَ إشادةَ واستحسان العالم، مُوضحًا أنَّه رغم أن المكسيك تستضيف كأس العالم للمرة الثالثة، لكنها المرة الأولى التي تشارك بالتنظيم فيها مع دولتَين أخريَين، وهما أمريكا، وكندا.
وتابع: إنَّ استضافة ثلاث دول لنفس الحدث سيكون تحديًا في حد ذاته، ولن يكون أمرًا سهلًا، مضيفًا: إنَّ العالم أجمع شاهد التنظيم المبهر لدولة قطر للمونديال، وقد تعلمنا الكثير عن التنظيم وتطوير البنية التحتية وجودة الملاعب والأمن ووسائل النقل والمواصلات، وطرق جديدة للتعاون مع الدول المُشاركة في البطولة، وهي أمور نتطلع بالفعل للاستفادة منها وتطبيقها.
وأضاف: إنَّه منذ توليه منصبه في الدوحة أكتوبر 2022، وهو يولي اهتمامًا كبيرًا لزيادة تعزيز العلاقات الثنائية، حيث شارك مع مختلف أصحاب المصلحة من الجهات المعنية بالدولة، وتمَّ تحديد العديد من مجالات الفرص والتعاون في التعليم العالي والتجارة والاستثمار والثقافة، لافتًا إلى أنَّه في الوقت الحالي هناك العديد من المشاريع قيد التنفيذ في مجالات مُختلفة، بما في ذلك التعاون في التعليم العالي والتجارة والاستثمار والثقافة.
في الوقت نفسه، أشارَ السَّفير أوردوريكا إلى أن المكسيك، مثل قطر، تعدُّ وجهة جذابة للتجارة والاستثمار، وتعمل كبوابة لسوق أمريكا الشمالية، وهو السوق الواعد والأكثر ديناميكية في العالم، ما يُعطي لعَلاقات البلدَين زخمًا كبيرًا نحو تعميق العلاقات وزيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين بصورة أكبر، موضحًا أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 252.3 مليون دولار العام الماضي.
وسلَّط السفير المكسيكي الضوءَ على الفرص الجذابة للاستثمار التي تقدمها المكسيك للمستثمرين، موضحًا أنَّ هذا الأمر هو مجال مفاوضات ونقاشات على جدول الأعمال بين البلدَين باستمرار بهدف زيادة حجم التجارة والاستثمارات بين البلدَين، مؤكدًا أن المكسيك لديها اقتصاد رائد في مِنطقتها، وهو رابع أقوى اقتصاد بعد الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، ولديها وفرة من الفرص للدول والمستثمرين من القطريين في مُناخ آمن ومستقر، ولذلك فإنَّ الاستثمار في المكسيك مربح جدًا، وهناك حوافز تشجيعية لجذب تلك الاستثمارات في العديد من القطاعات.
وفي محاولة لتمكين الجالية المكسيكية في الدوحة، سلط السفير أوردوريكا الضوء على البرنامج الناجح لرائدات الأعمال، قائلًا: إنَّ البرنامج يحظى بدعم معهد المكسيكيين في الخارج، ووزارة التجارة والصناعة القطرية، والمؤسسة القطرية للإعلام، ما يسهّل اندماج المشاركين في بيئة الأعمال القطرية.
وأشارَ إلى أنَّ العَلاقات الدبلوماسية بين قطر والمكسيك تقترب من 50 عامًا، وقد تعززت أكثر مع افتتاح سفارتَين لكلا البلدين خلال عام 2014، فضلًا عن توقيع العديد من الاتفاقيات خلال مسيرة تلك العَلاقات، حيث تغطي جوانب مهمة كتعزيز العلاقات التجارية والصناعية والتعاون في مجال الطاقة، والخِدمات الجوية والتعاون التقني ومُختلف المجالات، حيث تشكل تلك الاتفاقيات الأساس للتفاعل بين البلدَين.