واحة النفس ….زرع القيم في نفوس أبنائنا
زرع القيم في نفوس أبنائنا
نجد اليوم أن معظم الأبناء -رغم ذكائهم العالي والحداثة التي يعيشون فيها- يحاولون الابتعاد شيئًا فشيئًا عن الكثير من القيم التي نتحلى بها لدرجة أن بعضهم أصبح يعتبرنا جيلًا هرمًا بعيدًا عن الدنيا وما يحدث فيها، وهذا كله نتيجة لتغيير الكثير من مفاهيم المجتمع.
وكم نحن بحاجة لتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أدت لضياع الكثير من أبنائنا، وأصبح واجبنا جميعًا أن نقف وقفة رجل واحد لتصحيح تلك المفاهيم، وزرعها من جديد في نفوس أبنائنا من أجل بناء مجتمع صالح.
فالأسرة هي المسؤولة الأولى عن تربية الأبناء عبر محاولتها غرس القيم الإيجابية في نفوس أفرادها، واقتلاع القيم السلبية -إن وُجدت- بأساليب مختلفة كالنصح والإرشاد أو المناقشة والحوار أو القدوة بحيث يقدم الآباء صورًا مُشرقة من الأفعال والأحوال يتشرب الأبناء من خلالها القيم، وإن مايقوم به الآباء من سلوك خُلقي هو أكبر مشجع للأبناء على أن يقتدوا بهم ويغيّروا من سلوكهم واتجاههم، وبذلك تنمو في نفوسهم القيم النبيلة لاسيما أن الأبناء يقضون في البيت فترة أطول مما يقضونها في المدرسة أو مع أصدقائهم.
فنحن نربي أبناءنا تعبدًا لله تعالى بأداء حقه هذا علينا؛ فالانشغال بتربية الابن عبادة أحب إلى الله من بعض العبادات كما روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِأَن يؤدبَ الرجل ولدَه خير من أن يتصدق بصاع».
قال الإمام الغزالي: «فالصبيُ أمانة عند والديه فإن عُود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة أبواه وكل معلم له ومؤدب» وإن عُوِّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي له» فالتقصير في تربية الابن إذًا وزر وإساءة وتقصير في حق الله وحق الابن.
كما أننا بالتربية نعلّم أبناءنا علمًا ينفعهم ونساعدهم على العمل به فالتربية صدقة جارية وأعمال أبنائنا هي ثمرة تربيتنا.. هذه بعض النيات الخالصة التي تحركنا لتربية أبنائنا، هي التي تجعلنا نهتم إلى حد كبير بسلوكيات أبنائنا وإلى أين تسير هذه السلوكيات؟
تحديات العصر الذي نعيش فيه تجعلنا في حاجة شديدة إلى التزوّد بالقيم الأخلاقية والسلوكيات الحميدة لمواجهة التحديات التي تكاد تعصف بكل ما غرس فينا من قيم ومبادئ الأخلاق، ونحن هنا نهتم بتنمية الأخلاق وتعديل السلوكيات والتربية الأخلاقية، وتعني التربيةُ الأخلاقيةُ أساليبَ تربية الطفل على المبادئ السامية والفضائل السلوكية والمشاعر الوجدانية، التي يكتسبها الطفل منذ صغره ويصبح فردًا ذا شخصية متكاملة سوية.
مُستشارك النفسي.. ابنة أختي تسرق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لديّ مشكلة مع ابنة أختي عمرها تقريبًا ٢٢سنة، تعمل وأيضًا تكمل دراستها الجامعية ولكنها مريضة بطبع السرقة، لا نعرف كيف نتعامل معها، هي لا تعترف أبدًا بل بالعكس دائمًا تُلقي علينا اللوم وهي مرتاحة ماديًا ما العمل معها؟ أتمنى مساعدتنا في علاجها جزاكم الله خيرًا.
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي السائلة حفظكِ الله ورعاكِ، وأشكركِ على تواصلك معنا.
أولًا: أشكرك على اهتمامك بموضوع ابنة أختك، والسلوك السلبي الذي تقوم به، ولكن من خلال قراءتي لرسالتك والنظر في عمر البنت، يبدو أنها تمارس هذا السلوك منذ الصغر، ولكن لم تجد الردع أو التوجيه من طرف الوالدين، فأصبح هذا السلوك إدمانًا لديها، ولا تستطيع أن تتخلص منه، بالرغم من أن عندها ما يكفيها من المصروف، وقد تكون غير محتاجة إليه، ولكن الأفكار الإدمانية هي التي تحركها.
وقد تكون السرقة أحيانًا للتقليد والمحاكاة، أو حب الاستطلاع والاستكشاف.
ولهذا فهي تحتاج إلى جلسات نفسية إرشادية من أجل إزالة هذه الأفكار السلبية المرضية من دماغها، واستبدالها بأفكار إيجابية، بالإضافة إلى تقوية الجانب الإيماني لديها، خاصة الخوف ومراقبة الله تعالى لها، على أنه ينظر لها في السر والعَلن، وأنه مطلع على أفعالها، وهذا الرادع لا يمكن أن يستقر في قلبها إلا عن طريق إنسان تثق به وتسمع منه، أو عن طريق الجلسات الإرشادية النفسية كما قلت لك، وهذا السلوك بإذن الله تعالى سيزول إذا أنتم عجّلتم العلاج السلوكي.
وبالله التوفيق.
نصائح للتعامل مع الشخصية الانطوائية
الشخص الانطوائي يمكن أن يكون انطوائيًا أمام الغرباء، ولكنه مع أفراد أسرته اجتماعي، وهذا طبيعي لأنه يعرفهم وهم يعرفونه وقد تعودوا عليه ولا يطلقون عليه أحكامًا كما يمكن للشخص الغريب أن يفعل معه، ولكن بسبب طبيعة التكوين الشخصي فإن معظم الناس يميلون أو يُفضلون جانبًا واحدًا من هذا البُعد في شخصياتهم: إما الانطوائية أو الاجتماعية، بمعنى أن أحدهما يسيطر على الآخر في معظم المواقف. من صفات الشخص الانطوائي أنه عندما يكون متعبًا يُفضل أن يبقى بمفرده وليس مع الناس، كما يصفه الآخرون بأنه منعزل وهادئ ويصعب عليهم معرفته عن قرب لأنه عادة ما يكون كتومًا.
وهو يفكر قبل أن يتحدث، وعادة يكتب ما يريد أن يقول إذا كانت لديه مقابلة رسمية، وهو من النوع الذي يُفضل أن يحتفل بمناسباته الخاصة مع شخص أو شخصين مقربين جدًا، كما يشعر بالضيق عندما يكون محط أنظار الناس ولا يرتاح عندما يتواجد في مجموعات كبيرة، وإذا نظرنا إلى علاقاته فهو يكتفي بأصدقاء معدودين ومقربين، كما أنه ينتبه إلى التفاصيل التي يغفل عنها الناس عادة.
الشخص الانطوائي يتعامل مع مشاعره وأفكاره داخليًا أي يتركها للتحليل والنقاش بينه وبين نفسه، وهي ليست واردة للطرح والنقاش أمام الآخرين، كما أنه يحتاج، بطبيعة تكوينه النفسي، إلى الوقت قبل الاستجابة لأي مثير في أي وقت، وحتى يستعيد طاقاته فهو يحتاج إلى أن يقضي وقتًا طويلًا بمفرده.
وبشكل عام الشخص الانطوائي يكون خجولًا وهادئًا لأن الانطوائية هي سمة من سمات الشخصية، فهي ليست بالشيء السيئ كما يظن معظم الناس، ولكنها تتحول إلى جزء سلبي في شخصية الإنسان عندما تكون عائقًا أمامه في النمو إلى درجة الارتباك والتوتر واضطراب نبضات قلبه، كأن تمنعه من التحصيل الدراسي والمشاركة الصفية، أو أن تمنعه من تعلم مهارات التواصل مع الآخرين وينتهي به الأمر إلى فقدان الثقة بنفسه وإلى الاكتئاب.
وفي أغلب الأحيان عندما يكون الوالدان أو أحدهما شخصية انطوائية فإن تربيته لابنه سوف تعكس شخصيته، بمعنى أن مثل هذا الأب أو الأم غير الاجتماعي سوف يتجنب المناسبات الاجتماعية التي من خلالها يمكن لطفله أن يتعرف إلى الناس ويتعامل معهم ويتعلم مهارات التواصل، مثل هذين الوالدين يمكن أن يوفرا للطفل الألعاب والأنشطة ولكنهما لا يشاركانه، وعندما يفكران في قضاء الأوقات مع أطفالهما فإن معظم هذا الصنف من الوالدين يقضي وقته بشكل منفرد مع الطفل، وليس كأسرة وهو ما يشجع الطفل على عدم التواصل حتى مع أفراد أسرته.
كما أن طبيعة التربية يمكن أن تفرز طفلًا بشخصية حساسة وخجولة تمنعه من التعاطي مع الناس.
الاختلاط بالناس يتطلب مهارات اجتماعية وقدرة على التعامل مع ضوضاء المحيط الذي يتواجد فيه الشخص، ولكن بالنسبة إلى الطفل الانطوائي فهو يكون مشغولًا بحياته الذاتية ويحتاج دائمًا إلى الهدوء، وحتى يستطيع الوالدان تحقيق التوازن في تربية الطفل الانطوائي فهما يحتاجان إلى تذكير الطفل باستمرار بأن المهارات الاجتماعية مهمة للتعامل مع مواقف كثيرة في الحياة مع الاحتفاظ بالخصوصية الذاتية، وأن الطفل -عاجلًا أم آجلًا- سوف يكون في مواقف تجبره على التعامل مع الناس بمفرده دون وجود الوالدين معه، كما أنه على الوالدين أن ينتبها إلى أن الضغط على الطفل لتغيير شخصيته لن يجديَ، إنما عليهما تشجيعه على أن يكون لديه معارف وأصدقاء حتى لا يأتي عليه يوم ويشعر بالوحدة.
همسات:
– لا تَعِد الأطفال بموعد ثم تخلفه، ولا تكذب عليهم، فإنهم يتعلمون منك.
– على الوالدين تخصيص وقت معين خلال اليوم للعب مع الأطفال وتعليمهم
بعض المهارات المفيدة.
– الاحترام المتبادل بين الزوجين يساعد في توفير الأمان اللازم للعائلة كلها.
– عندما يكون الأطفال في حاجة إلى التعبير عن أمور تخصهم فيجب على الآباء
والأمهات الاستماع إلى الأولاد ومحاولة إدراك وجهات نظرهم.
التفكير الإيجابي:
– الجيوب الفارغة لم تمنع أحدًا من إدراك النجاح، بل العقول الفارغة والقلوب الخاوية هي التي تفعل ذلك.
– النجاح يكون من نصيب من تحلّوْا بالشجاعة ليفعلوا شيئًا، لكنه نادرًا ما يكون من نصيب الخائفين من العواقب.
– لدى كثير من الناس أفكار رائعة، لكن القليل منهم من يقرر أن ينفذ أفكاره هذه.
– الناجح شخص يفعل، لا يؤجل.
– النجاح ليس له نهاية، والفشل ليس أبديًا.
– ليس هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التي أقنعتنا بوجودها.