مجمعات العزب وحدات إنتاجيّة متكاملة الخدمات
دعم مباشر للعزب بتوزيع مدخلات الإنتاج المجانية للحيازات المنتجة
جارٍ إنشاء عيادات بيطرية في مجمعات أبو نخلة والشمال والوكرة
تشغيل أسواق الخدمات في مجمعات الخريب وأبو نخلة والشيحانية
جهود لحماية الثروة الحيوانية من خلال البرنامج الوطني للتحصين
علاج أكثر من مليون رأس ماشية خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2023

الدوحة حسين أبوندا:
أكَّدَ المهندس عبد العزيز محمود الزيارة -مُدير إدارة الثّروة الحيوانية بوزارة البلدية- اهتمامَ الدولة بتنمية الثروة الحيوانية وتطويرها باعتبارها موارد طبيعية ينبغي المحافظة عليها ووضع الاستراتيجيات اللازمة لضمان استمراريتها وتحويلها من نشاط اجتماعي مستهلك إلى نشاط اقتصادي له مساهمات في الأمن الغذائي من خلال التعاون والشراكة بين القطاعَين: الحكومي والخاص، ممثلًا في المربين والمنتجين، وقد كان لقطاع تربية الثروة الحيوانية مساهمةٌ متميزةٌ في تطوير نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية إلى معدلات وضعت دولة قطر في المرتبة الأولى عربيًا والـ 24 عالميًا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي.
وتطرَّق السيد عبد العزيز الزيارة في حديث خاص لـ «الراية» إلى العديد من المشاريع والخدمات التي تقدمها إدارة الثروة الحيوانية للعزب، وأوجه الدعم المختلفة وخطط تطوير العزب، والخطط المستقبلية للارتقاء بالثروة الحيوانيَّة ودعمها خلال المرحلة القادمة، وفيما يلي نصّ الحوار:
- ما حجمُ مُساهمة قطاع الثَّروة الحيوانية في الأمن الغذائي، وهل هناك تناقص في أعداد الثروة الحيوانية؟
هناك زيادة في مساهمة الثروة الحيوانية في تحقيق الأمن الغذائيّ، فقد وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي إلى 100% في إنتاج الألبان بعد أن كانت قرابة 28% في العام 2016، بينما وصلت نسبة اللحوم الحمراء إلى 18%، وكانت قرابة 14% عام 2016. كما تطورت مساهمة العزب في الأمن الغذائي من خلال ارتفاع مساهمة المربين المحليين في تغطية استهلاك الدولة من الأغنام خلال شهر رمضان المبارك، حيث بلغت في العام 2022 ثلاثة أضعاف مساهمتها عام 2021، وزهاء 9 أضعاف ما قبل بداية البرنامج. ففي رمضان 2022، بلغت أعداد الأغنام الموردة لشركة ودام الغذائية 26,300 رأس، مقابل قرابة 9,801 رأس عام 2021، و3 آلاف رأس فقط عام 2018. وبالتالي، لا يوجد ما يشير إلى تناقص أعداد الثروة الحيوانية الاقتصادية في الدولة.
أوجه الدعم
- ما أوجه الدعم الذي تقدمه إدارة الثروة الحيوانية للعزب؟
هناك نوعانِ من الدعم الذي تقدمه الوزارة لمربي الثروة الحيوانية: أحدهما الدعم المباشر، الذي يشملُ توزيعَ مدخلات الإنتاج المجانية للحيازات الحيوانية المنتجة؛ وهي: تحصين الدواجن البلدية من مرض النيوكاسل (الصرع في الدجاج)، والأعلاف المركزة للمشاركين في مبادرة تشجيع الإنتاج المحلي من الأغنام. وهناك أيضًا دعم غير مباشر يتمثل في تنظيم وتسجيل الحيازات وإصدار شهادات الحيازة لكل من وزارة التجارة والصناعة، لصرف الأعلاف المدعومة (الشعير والشوار) لكل الحيازات التقليدية الحيوانية، ووزارة البلدية لصرف دعم مياه الشرب، ووزارة الداخلية لاستقدام عمال تربية الثروة الحيوانية والدعم التسويقي بالتنظيم والإشراف على كل من: عمل ساحات منتجي المواشي والدواجن في ساحات المنتجين في الخور والشمال، ومبادرة بيع الإنتاج المحلي من الأغنام لشركة ودام ضمن برنامج تشجيع الإنتاج المحلي من الأغنام.
تطوير مجمعات العزب
- إلى أين وصلت خطط تطوير مجمعات العزب، وما أبرز أعمال التطوير؟
تهدفُ هذه المبادرة إلى تطوير مجمعات العزب لتكون وحدات إنتاجية متكاملة بها كافة الخدمات التي تحتاج إليها أنشطة تربية الحيوانات في بيئة سليمة وصحية للإنسان والحيوان. وتشمل المبادرة عدة مشاريع، وهي: تصنيف العزب، وإنشاء ساحات المنتجين والأسواق الخدمية، والعيادات البيطرية، وتطوير البنية التحتية للمجمعات ومن بينها تسوية الشوارع الداخلية والمكاتب الإدارية والعزبة الإرشادية النموذجية، بالإضافة إلى مشروعات الدعم التسويقي والعيني والمالي (القروض الحيوانية).
أمَّا بالنسبة لما تحقق في مجال تطوير العزب، فقد تم الانتهاء من تصنيف العزب، وإنشاء أسواق الخدمات وتشغيلها في مجمعات الخريب وأبو نخلة والشيحانية، حيث تحتوي هذه الأسواق في كل مجمع على محل للأعلاف وصيدلية بيطرية وعيادة بيطرية، بالإضافة إلى محلات حلاقة وحدادة وبقالة ومطعم وغيرها من الخدمات اللوجستية لمجتمع العاملين والمربين. كما خُصصت أراضٍ لإنشاء الأسواق الخدمية في مجمعات سمسمة والخور والوكرة.
ويجري العمل حاليًا على إنشاء العيادات البيطرية الحكومية في مجمعات أبو نخلة والشمال والوكرة، كما يجري اتخاذ الإجراءات اللازمة لتخصيص الأراضي لباقي إنشاءات البنية التحتية، والتي تشمل ساحات المنتجين والعزبة النموذجية وسورًا للمجمع ومحجرًا وبوابة دخول.
وبالنسبة لمُبادرات الدعم التسويقي للمربين، فهي تشمل مشاريع إنشاء ساحات المنتجين، فقد أُنشئت ساحة الخور والشمال. أما فيما يتعلق بمشروع تشجيع الإنتاج المحلي من الأغنام، فقد تم توريد 35,300 رأس من الأغنام لشركة ودام الغذائية خلال فترتي شهر رمضان المبارك وعيد الأضحى، وهو ما يمثل 84% من احتياج البلاد في هذه الفترة. أمَّا بالنسبة للدعم العيني للمربين المنتجين بالأعلاف المركزة المجانية، فقد تم توزيع قرابة 6 آلاف طن من الأعلاف المركزة للمربين المشاركين في مبادرة تشجيع الإنتاج المحلي من الأغنام.
نصائح لأصحاب العزب
وفيما يخصُ أبرز النصائح لأصحاب الثروة الحيوانية، قالَ المهندس عبدالعزيز الزيارة: أنصح بالعمل على الاستفادة القصوى من الأرض المتاحة للعزبة في تربية الثروة الحيوانية، وذلك من مبدأ الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية في الدولة، وأهم هذه الموارد هي الأرض، والعمل على تطبيق الحزم التقنية الاقتصادية لتربية الثروة الحيوانية، والاهتمام بتربية أنواع وسلالات حيوانية متخصصة وعالية الإنتاجية. والاهتمام بتسويق الإنتاج لزيادة دخل المربي ورفع مساهمة العزب في الأمن الغذائي. والاهتمام بصحة الحيوانات الإنتاجية في العزبة وتحصينها، واشتراطات الأمان الحيوي وسلامة البيئة ونظافة العزبة،
واستخدام نظام السجلات المتخصصة، الذي يضمن المتابعة المتواصلة لأنشطة تربية المَواشي في العزبة.
سبب تزايد الصيدليات والعيادات البيطرية الخاصة
وعن تفسيره للزيادة في أعداد الصيدليات والعيادات البيطرية الخاصة، وهل يعكس ذلك تراجع مستوى الخدمات البيطرية الحكومية؟، قالَ المهندس عبدالعزيز الزيارة: إنَّ زيادة أعداد الصيدليات والعيادات البيطرية الخاصة لا تعني أبدًا تراجعَ مستوى الخدمات الحكومية، وإنما تعني أنَّ التوسع في نشاط تربية الثروة الحيوانية وجدواه الاقتصادية قد حفّز القطاع الخاص للاستثمار فيه. فالمعروف أنَّ مفهوم القطاع الخاص الاستثماري ليس العمل الخيري، وأنَّ الاستثمار الناجح لا يدخل في مشاريع ليس لها عائد مربح ومستقر وآمن. كما أنّ التوجه العام للوزارة والدولة ككل هو العمل على تشجيع القطاع الخاص للمشاركة في كافة المشاريع التي لها علاقة بالأمن الغذائي، وكما تمت الإشارة إلى إنشاء الأسواق الخدمية في مجمعات العزب وفيها محلات للصيدليات والعيادات البيطرية تم تسليمها للقطاع الخاص، فكذلك ابتكرت الوزارة برنامج سفراء التطوع الذي يتيح مرافق العيادات البيطرية الحكومية خارج أوقات الدوام الرسمي للمتطوعين من أطباء القطاع الخاص لتقديم خدمات الفحص والعلاج والعمليات الجراحية.
تحصين الثروة الحيوانية
وبشأن جهود الإدارة في حماية الثروة الحيوانيَّة من الأمراض الوبائية، قال المهندسُ عبد العزيز الزيارة: تعملُ الإدارة على حماية الثروة الحيوانية من خلال تنفيذ البرنامج الوطنيّ للتحصين ضد أهم الأوبئة الحيوانية، وهي: الحمى القلاعية، والالتهاب الرئوي البلوري، وطاعون المجترّات الصغيرة، وجدري الأغنام والماعز، والجلد العقدي، ومرض النيوكاسل في الدواجن. وقد تم تنفيذ أنشطة هذا البرنامج بنسب تتراوح بين 95% و100%. وتستهدف الإدارة بنهايةِ هذا البرنامج التحصينَ الكامل لما لا يقلُّ عن 80% من إجمالي القطيع القومي للمواشي وكل الدواجن البلدية. كما تُجري إدارة الثروة الحيوانية المسوحَ الوبائيةَ لرصد البؤر الوبائية ومعالجتها والتحكم في انتشار الأوبئة، وكذلك التوعية والإرشاد حول علامات الصحّة في الحيوان، وتنظيم برامج التحصين واشتراطات الأمان الحيوي للمُمارسة الصحية لنشاط تربية الحيوان، وذلك عبر المراكز البيطرية المنتشرة في بلديات الدولة المختلفة التي تستقبل أي استفسارات أو طلبات بالخِدمات العلاجية أو الوقائية.