دراجيات.. حضور قياسي بـ «الثوب والغترة»

شهدتِ الجولةُ الرابعةُ من دوري نجوم EXPO حدثًا تاريخيًا غيرَ مسبوقٍ على ملعبِ أحمد بن علي، في مواجهة الريان والعربي بحضورٍ جماهيريٍ هو الأعلى في تاريخِ الدوري القطري، فاقَ 28 ألف متفرجٍ، والتي حسمَها الريان بهدفٍ لصفرٍ، في الوقت بدل الضائع، رغم طرد لاعبه عبدالعزيز حاتم، والندية الكبيرة التي شهدتها المباراة، والتي تعِدُ بمستوى أفضلَ للدوري، وإقبال جماهيريّ أكبر على مُبارياتِه، مقارنةً بمواسمَ سابقةٍ تميّزتْ بقطبيّة ثنائيّة بين السد والدحيل، وتراجعٍ كبيرٍ للعربي، الريان، الغرافة، الوكرة والأهلي، رغم احتضان قطر نهائيات كأس العالم التي كان ينتظر أن تنعكسَ على الكرة المحلية القطرية التي تدعمت بمرافق ومنشآت لا يتوفر عليها الكثيرُ من بلدانِ العالم.
الحضورُ الجماهيريُّ القياسيُّ خطف الأضواءَ من المُباراة في حدِّ ذاتها، ومستواها ونتيجتِها التي حسمَها الريان في الوقت بدل الضائع بهدفٍ لصفرٍ، وصارَ حديثَ العام والخاص في الأوساط الفنية والجماهيرية والإعلامية القطرية بالنظر لشعبية الناديَين الكبيرة، حيث راح الكثير يثمن الاهتمام بدعمِ أكثرَ من ناديَين قطريَين على غير العادة عندما كان السد والدحيل يخطفان الأضواء ويتقاسمان الألقاب المحلية ويستقطبان النجوم دون أن يحظيا بنفس شعبية الريان والعربي وتاريخهما، ما يعِدُ بمستويات أفضل وتنافس أكبر واهتمام ومتابعة كبيرة من جماهير الكرة لمباريات الدوري، ناهيك عن الاهتمام الإعلامي المحلي والعربي، الذي يتزايد كلما تزايدت المتعة والإثارة.
الحضور الجماهيري أكد مجددًا أن الريان والعربي يتمتعان بأكبر قاعدة جماهيرية في قطر، وعندما يكونان في أحسن أحوالهما ويحظيان بالدعم تستجيب الجماهير وتحضر الإثارة والمتعة والفرجة، ويرتقي الدوري إلى مستويات أعلى، وترتفع قيمته التسويقية، ويصبح أكثر استقطابًا للنجوم، وللمواهب القطرية الشابة حتى تتوجه نحو ممارسة اللعبة، وينعكس كل ذلك بالإيجاب على المنتخب القطري المقبل على احتضان كأس الأمم الآسيوية، التي سيتضاعف فيها الدعم الجماهيري للعنابي، وتكبر حظوظ الاحتفاظ باللقب الذي ناله سنة 2019 في الإمارات العربية المتحدة.
التزام الأنصار كبارًا وصغارًا باللباس القطري التقليدي «الثوب والغترة»، زاد من جمالية المشهد في مدرجات أحد أجمل الملاعب المونديالية، وبعث رسالة ثقافية وحضارية عبّرت عن تمسك القطريين بعاداتهم وتقاليدهم حتى في أوقات التسلية والترفيه، كما أن الظروف المريحة التي توفرها الملاعب القطرية للمناصرين تساهم في زيادة حجم التوافد الجماهيري على مدرجات مكيفة في ملاعب مونديالية تقتضي الاستثمار فيها وفي أندية الدوري ومدارسها الكُروية لتتحول الكرة في قطر إلى صناعة حقيقية يتمُ الاستثمار فيها بالموازاة مع الاستثمارِ في العنصرِ البشريّ، وكل مجالات الحياة الأخرى بشكل متكامل ومتوازن، لضمان مزيدٍ من النموّ والاستقرار النفسيّ والاجتماعيّ.
وسائل الإعلام العربية تناقلت الحدث، ومنصات التواصل الاجتماعي القطرية اشتعلت بدورها، حيث تصدرت هاشتاجات #الريان_العربي كل المواقع وسط فرحة عارمة لجماهير الرهيب التي احتفلت في الشوارع والمجالس بالفوز على الغريم وانفراد فريقها بريادة ترتيب الدوري الذي ينتظر أن يكون الأفضل في تاريخ الكرة القطرية من حيث الإثارة والشغف والحضور الجماهيري وكذا الرُوح الرياضية العالية التي تنتصر كل مرَّة مهما كانت الحساسيات على محدوديتِها.
إعلامي جزائري